لقد توصل خبراء الصحة إلى فهم اشمل للكآبة على مر السنوات العشر الماضية، ففي العديد من الحالات، لا يكون للكآبة مسبب واحد فقط. بل يكون نتيجة خليط من الأحداث البيولوجية، والسيكولوجية، والصدمات النفسية والعصبية.
وتَتضمّن أسباب الكآبة العامة:
o أسباب بيولوجية. بالرغم من أن العديد من الباحثين لا زالوا يحاولون معرفة الكثير حول مسببات الكآبة. إلا أن بعض الخبراء يقولون بأن الكآبة تَنتج في أغلب الأحيان من عدم توازن بعض المواد الكيماوية في الدماغ. هذه المواد الكيماوية تدعى "المرسلات العصبية". حيث تعمل أدوية الكآبة على التَأثير على مستويات هذه المواد الكيماوية وتعديها إلى حالة التوازن.
1. العامل الوراثي. إذا كانت الكآبة مرض عائلي، فهناك فرصة كبيرة لأن تصاب بالكآبة لاحقا. وجود حالات أو أمراض صحية أخرى يمكن أن يزيد من خطر إصابتك بالكآبة. على سبيل المثال، إذا أصبت بنوبة قلبية، فأنت في خطر الإصابة بالكآبة بنسبة 65%. كما تزيد الحالات المرضية الأخرى مثل السرطان، ومرض القلب، ومشاكل الغدة الدرقية، من خطر إصابتك بالكآبة.
2. جنسك يؤثر أيضاً على إصابتك بالكآبة. فالنساء معرضات للإصابة بالكآبة ضعفي الرجال. ولا يوجد سبب طبي لذلك ولكن يعتقد أن التغييرات الهرمونية التي تمر بها النساء في أوقات مختلفة من حياتهن قد تكون عاملا في ذلك.
o أسباب سيكولوجية (العامل النفسي). أظهرت الدراسات بأنّ الناسِ الذين يملكون شخصية متشائمة معرضون على الأرجح للإصابة بالاكتئاب. وهذا لا يعني بأن تغير الموقف إلى تفكير إيجابي "أفضل" سيحل مشكلة الاكتئاب.
o الأحداث المرهقة. يزداد عدد الأشخاص المكتَئبين أثناء الأوقات الصعبة. مثل فقدان فرد من العائلة أو صديق مقرب، أو تشخيص شخص ما بمرض خطير، أو الانفصال والطلاق، أَو أيّ حدث مؤلم آخر.
o الأدوية. يمكن أن تسبب العديد من الأدوية والوصفات الطبية أعراض الكآبة. كما أن الإفراط في استعمال الأدوية، والمنبهات، والكحول أمر شائع عند المكتئبين. مما يجعل حالتهم أسوء.
وبينما يشعر بعض الأشخاص بشعور واضح وقوي بالكآبة، لا يشعر الآخرون به. وأهم شيء أن الكآبة ليست عيبا أو مشكلة في الشخص بل هي تأثير خارجي فرض عليه لبعض الوقت، وبالعلاج والرعاية الصحية المناسبة يمكن أن تتخلص منه.
