القصد مـــــــن مــــاء الحــــــــياء . 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ماء الوجه, يرتبط بحالة الإنسان النفسية،فكلما خلا الإنسان من الهم والغم ومن غلبة الدين وضيق الهموم كان وجهه

صافياّ,وقلة ذات اليد وغلبة الدين والفقر بوجه عام ليس عيباّ قادحاّ أبداّ لأنه مسألة قدرية,قال تعالى(الله يبسط الرزق

لمن يشاء ويقدر)وقال سبحانه(ولو يبسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء )فلا يمكن أن يُقدح في أحد لأنه كان فقيراّ

أو قليل ذات اليد,والقصد بماء المحيا, أن الكبار من الرجال والأفذاذ من الأحرار والأعزاء من العباد يعلمون أن من

حولهم من الأهل والقرابة والإخوان والأصحاب والخلان قد يكونون قليلي ذات اليد، ويمنعهم إبائهم وشيمهم وعزتهم

أن يسألوا الناس، فيحاول ذلك القيّم ذلك الأخ ذلك الأب ذلك المربي أن يحفظ على محيا أخيه أن يبقى محفوظاّ، فيعينه

دون أن يخدش حياءه,لأنه يعلم أن الإلحاح في الطلب أمر غير مقبول, فقد كان جرير مثلاّ أحد رموز الشعر العربي في

عصر بني أميه، ولا يختلف أحد في أنه كان ذائع الصيت ولديه من القدرة الشعرية ما لديه, لكنه مع ذلك لما

استجدى بشعره وألحّ في الطلب وأراق ماء وجهه في سلاطين الخلفاء نزلت منزلته عندالناس, إن العقلاء لا

يرضون هذا بمن حولهم، والنبي صلى الله عليه وسلم أسوة في كل خير، فلما شعر عليه الصلاة والسلام ,بقلة ذات اليد

عند جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما,قال عليه الصلاة والسلام لجابر,أتبيعني جملك، قال, نعم يا رسول الله

بكذا وكذا، فاتفقا على السعر واشترط جابر أن يركب الجمل حتى يصل إلى المدينة فوافق النبي صلى الله عليه

وسلم,فلما قدم إلى المدينة أمر صلى الله عليه وسلم بلالاّ أن يعطي جابراّ ثمن الجمل, ثم رد الجمل إلى جابر فكأنه أعطاه

المال منحة وهبة,لكن جعل مسألة البيع مدخلاّ نفسياّ إلى قلب جابر دون أن يخدش عزته وحياءه,والمرأة اللبيبة,إذا

شعرت أن إحدى جاراتها أو زميلاتها أو قريباتها قليلة ذات اليد انتهزت فرصة يتهادى النساء فيها في الغالب كأن تضع

المرأة مولوداّ أو تزف ابنة لها أو تنتقل إلى دار جديدة أو ما شابه ذلك, فتأتي بالهدية على مستوى أعلى حتى تسدد

شيئاّ من فقر قريبتها أو غيرها من النساء دون أن تخدش وأن تجبر صاحبتها على أن تطلب ذلك الأمر جهاراّ,وينبغي

على الآخرين,الذين نهبهم ونعطيهم إذا قُدر لنا ذلك, أن لا يصيب الإنسان مضاضة في ذلك الأمر فإن الإنسان إذا أخذ

مالاّ دون أن يطلبه فقد وافق السنة، فقد أخرج مسلم في الصحيح من حديث,عمر بن الخطاب رضي الله عنه, أن

النبي صلى الله عليه وسلم أعطى عمراّ مالاّ فقال,يا رسول الله,إن في المدينة من هو أفقر مني، فقال النبي صلى الله

عليه وسلم لعمر(يا عمر ما جاءك من هذا المال من غير أن تكون مشرفٍ له ولا سائل, فخذه وتموله فإما أن تنفقه على

عيالك وإما أن تهبه لغيرك وما كان لا, فلا)أي,ما لم يأتك فلا تطلبه ولا تسأله,قال ,عبد الله ابن عمر كان أبي لا يسأل

أحداّ شيئاّ وإذا أحد أعطاه قبله,أن حفظ الإنسان لإخوانه وخلانه ومراعاته لشؤونهم وتحمله لهم مادياّ ومعنوياّ, مما

يكتب له به الأجر ومما يدل على السؤدد والمروءة وعلو القدر,وكلنا إن شاء الله, طالب تلك الرفعة الدنيوية المشروعة .

خليجية

جزآك الله خيرَ ,
كل الشكر على طرحك الرآئعَ ,
الله يعطيك العافية ولآ عدمنآ جديدك ,
احترآمي

خليجية
بارك الله فيكم جميعا بإذن الله غايتنا واحد وهو الوصول إلى روض الجنان بأعمالنا الخيرة..

الفرق بين القصد والنية وأهمية المقاصد في الفقه 2024.

الفرق بين القصد والنية وأهمية المقاصد في الفقه

ما الفرق بين القصد والنية ؟
وما موقع المقاصد في الفقه ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

أولا :
القصد في اصطلاح الفقهاء هو : العزم المتجه نحو إنشاء فعل . "معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية" (3/96).

والنية هي كما يقول القرافي رحمه الله : " قصد الإنسان بقلبه ما يريده بفعله " . "الذخيرة" (1/20) .

وعرفها النووي بأنها " عزم القلب على عمل فرض أو غيره " . "المجموع" (1/310).

ومن تعريف القرافي يتبين أن النية والقصد متقاربان ،
ولهذا عرف النية بالقصد ،
لكن ذهب ابن القيم رحمه الله إلى أن بينهما فرقا ، قال :
" فالنية هي القصد بعينه ولكن بينها وبين القصد فرقان :

أحدهما : أن القصد معلق بفعل الفاعل نفسه وبفعل غيره .
والنية لا تتعلق إلا بفعله نفسه ،
فلا يتصور أن ينوي الرجل فعل غيره ،
ويُتصور أن يقصده ويريده .

الفرق الثاني : أن القصد لا يكون إلا بفعلٍ مقدورٍ يقصده الفاعل
. وأما النية فينوي الإنسان ما يقدر عليه وما يعجز عنه ،
ولهذا في حديث أبي كبشة الأنماري الذي رواه أحمد والترمذي وغيرهما
عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّمَا الدُّنْيَا لِأَرْبَعَةِ نَفَرٍ : عَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالًا وَعِلْمًا، فَهُوَ يَتَّقِي فِي مَالِه رَبَّهُ ، وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ ، وَيَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا ، فَهَذَا بِأَفْضَلِ الْمَنَازِلِ عند الله ، وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ عِلْمًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ مَالًا ، فَهُوَ يَقُولُ : لَوْ أَنَّ لِي مَالًا لَعَمِلْتُ فيه بِعَمَلِ فُلَانٍ ، فَهُوَ بِنِيَّتِهِ ، وَأَجْرُهُمَا سَوَاءٌ . وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ عِلْمًا ، فذلك شَرُّ مَنْزِلَةٍ عِنْدَ الله . ثم قال : وَعَبْدٍ لَمْ يَرْزُقْهُ اللَّهُ مَالًا وَلَا عِلْمًا فَهُوَ يَقُولُ : لَوْ أَنَّ لِي مَالًا لَعَمِلْتُ فِيهِ بِعَمَلِ فُلَانٍ ، فَهُوَ بِنِيَّتِهِ ، وَهُما فِي الوِزْرِ سَوَاءٌ )
تتعلق بالمقدور عليه والمعجوز عنه ،
بخلاف القصد والإرادة فإنهما لا يتعلقان بالمعجوز عنه ،
من فعله ولا من فعل غيره " انتهى من "بدائع الفوائد" (3/190) ،

وانظر : "القواعد الكلية والضوابط الفقهية" للدكتور محمد عثمان شبير ص 93 ، 94 .

ثانيا :
المقاصد لها موقع كبير مهم من الفقه ، وحسبك من ذلك أن من القواعد الكلية الكبرى قاعدة : الأمور بمقاصدها ، المأخوذة من قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى ) رواه البخاري (1) ومسلم (1907).

قال السيوطي رحمه الله : " اعلم أنه قد تواتر النقل عن الأئمة في تعظيم قدر حديث النية : قال أبو عبيدة : ليس في أخبار النبي صلى الله عليه وسلم شيء أجمع وأغنى وأكثر فائدة منه .
واتفق الإمام الشافعي وأحمد بن حنبل وابن مهدي وابن المديني وأبو داود والدارقطني وغيرهم على أنه ثلث العلم ، ومنهم من قال : ربعه ، ووجه البيهقي كونه ثلث العلم بأن كسب العبد يقع بقلبه ولسانه وجوارحه ، فالنية أحد أقسامها الثلاثة وأرجحها ؛ لأنها قد تكون عبادة مستقلة ، وغيرها يحتاج إليها " إلى أن قال : " وقال الشافعي : يدخل في سبعين بابا " انتهى من "الأشباه والنظائر" ص 9 .
وهذا يدل على أهمية معرفة المقاصد واعتبارها .

خليجية
خليجية
خليجية