هزال الروح 2024.

هـــزال الروح

بقلم : وعودة
هزال الروح(1): ما أحوجنا في هذه المرحلة بالذات ونحن نتابع الأحداث اليومية المتسارعة والمتلاحقة للثورات والتحولات والتغيرات أن نغذي الأرواح بغذاء العبودية حتى لا يصيبها الهزال..ذلك أن الثورات إن لم تواكبها وتقويها وتسقيها وترويها الروحانيات فإنها تظمأ أو تنكمش أو تغتال أو تنحرف أو تجف .. يقول شيخنا الراشد:من ألهى جماعته بيوميات السياسة دون فكرها وتربيتها ولم يلقن أصحابه منطق الاستعلاء فقد أذن لهم أن ينحروا رقابهم..!

إن متابعتنا للأحداث و معايشتنا لها واهتمامنا بأمور المسلمين:مهم وضروري…لكن إن لم نمزجها بالرقائق والروحانيات والأوراد..فإن القلب يقسو ويمرض..لهذا قال ابن الجوزي:رأيت الاشتغال بالفقه وسماع الحديث لا يكاد يكفي في صلاح القلب، إلا أن يمزج بالرقائق والنظر في سير السلف الصالحين، لأنهم تناولوا مقصود النقل، وخرجوا عن صور الأفعال المأمور بها إلى ذوق معانيها والمراد بها. وما أخبرتك بهذا إلا بعد معالجة وذوق، لأني وجدت جمهور المحدثين وطلاب الحديث همة أحدهم في الحديث العالي وتكثير الأجزاء، وجمهور الفقهاء في علوم الجدل وما يغالب به الخصم، وكيف يرق القلب مع هذه الأشياء؟..وقد كان جماعة من السلف يقصدون العبد الصالح للنظر إلى سمته وهديه، لا لاقتباس علمه، وذلك أن ثمرة علمه: هديه وسمته، فافهم هذا، وامزج طلب الفقه والحديث بمطالعة سير السلف والزهاد في الدنيا، ليكون سببا لرقة قلبك..

من هنا بدأنا في كتابة هذه السلسلة الروحية:هزال الروح..في ظلال هذه الثورات..حتى نحدث التوازن المطلوب..ونمزج حديث السياسة بتجديد الربانية وإحيائها:التي هي صمام الأمان للحركة،وسر بقائها ونمائها وثباتها ونجاحها وانتشارها،والتي تمنحنا البركة والحفظ والنصر والتمكين..

يقول سيد الربانيين وتاج العابدين ابن عطاء الله السكندريخليجية كيف يشرق قلب صور الأكوان منطبعة في مرآته؟. أم كيف يرحل إلى الله وهو مكبل بشهواته؟. أم كيف يطمع أن يدخل حضرة الله ولم يتطهر من جنابه غفلاته؟. أم كيف يرجو أن يفهم دقائق الأسرار وهو لم يتب من هفواته؟…)

أفقْ ، لم يبقَ في البستانِ زهرٌ .. ولا ثمرٌ، ولا غصنٌ رَطيبُ
وهذا الرَّوضُ قد أمسى حُطاماً .. تُرى ، هل يُرتَجى المرعى الجَديبُ؟
وهذا العمرُ ولَّى ، ليس فيهِ .. سوى ضعفٍ ، سيتبعه المشيبُ
وتُحسَبُ جاهلاً من غيرِ جهلٍ .. وقد يُستَجهَلُ الرجلُ اللبيبُ
تَجَهَّز للرحيلِ أيا فؤادي .. فإن مُصاحِبَ الدنيا غريبُ
وقلْ: سأموتُ يا ليلى ، اذكريني .. عسى أن تنمحي عني الذنوبُ

إنها الروح الطاهرة السامقة المشرقة المرحة المحلقة..حين يصيبها الهزال،وتفقد ماءها ورواءها ومنبع سعادتها وسكينتها وطمأنينتها،..فتتأوه وتتألم وتختنق وتستغيث فلا مغيث،لا يكاد يسمع نبضها وآهاتها وسط ضجيج الماديات وصخب الشهوات وغبار الدنيويات..فتنتكس وترتكس وتسقط في الوحل والطين: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ، وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ، سَاءَ مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ.

قال القرطبي رحمه الله تعالى: "واختلف في تعيين الذي أوتي الآيات فقال ابن مسعود وابن عباس: هو بلعام بن باعوراء، ويقال: ناعم، من بني إسرائيل في زمن موسى عليه السلام، وكان بحيث إذا نظر رأى العرش وهو المعني بقوله: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا.. ولم يقل آية، وكان في مجلسه اثنتا عشرة ألف محبرة للمتعلمين الذين يكتبون عنه، ثم صار بحيث أنه كان في أول من صنف كتابا في أن ليس للعالم صانع…؟

إن الفقيه إذا غوى وأطاعه…قوم غووا معه فضاع وضيَّعا
مِثل السفينة إن هوت في لجة …تغرقْ ويغرقُ كل من فيها معا

قال سفيان الثوري:" إذا رأيتم طالب العلم يطلب الزيادة من العلم دون العمل فلا تعلِّموه ، فإنَّ من لم يعمل بعلمه كشجرة الحنظل كلما ازداد ريا بالماء ازداد مرارة ، وإذا رأيتموه يُخلِّط في مطعمه ومشربه وملبسه ونحو ذلك ولا يتورع ، فكُفُّوا عن تعليمه تخفيفا للحجة عليه غدا "

هذه الروح لن تشرق وتضيء وتنير وغبش الدنيويات وغبارها يعكر مرآة القلب..ولا يمكنها أن ترحل إلى الله وهي مقيدة بسلاسل الشهوات؟…ولن تقبل على الله وتحلق بعيدا عن الوحل والطين وهي لم تتطهر من جنابة الغفلة والشرود؟…ولن تفهم دقائق الأسرار وتمنح الأنوار إلا إذا جددت التوبة من الهفوات والسقطات والزلات؟

هزال الروح: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى..

هناك ظاهرة خطيرة عند بعض الدعاة والمربين يلمسها المتأمل في أحوالهم، المخالط لهم، السامع لأحاديثهم، المحدق في وجوههم ،تلك الظاهرة هي ضعفهم في العبادة وهزال أرواحهم وجفافها وقحطها..وهو أمر نعتبره خطرا وخطا أحمرا..يؤدي إلى :

1-نفور الناس عن الدعوة:ويوضح ذلك ما اكتشفه الزاهد يحيي بن معاذ من أنك (على قدر شغلك بالله: يشتغل في أمرك الخلق) ، وتوفيق الله تعالى لنا في عملنا التجميعي منوط بإقبالنا عليه، وما أزمة صدود الناس عنا إلا من نتائج أزمة قلة اهتمامنا بما أوجبه الله، ومن أقبل بقبله على الله تعالى: أقبل بقلوب العباد إليه.

2-الفتور والسلبية:هزال الروح ينتج عنه الفتور والكسل والسلبية وتمريض الأمر الصريح،والتأخر عن اللقاءات..

3-قلة الإيجابية والمبادرة والمبادأة والفعالية..

4-الصراع على المكاسب والمناصب وحرق الأخضر واليابس..:يكثرون عند الطمع ويقلون عند الفزع؟

5-ضعف الإنتاج في ميدان الدعوة..:أينما توجهه لا يأت بخير..هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم..؟

6-الانكباب على الدنيا ..واللهث وراءها،..يتقلب شهره ودهره في ملذاتها ، وقد أخذت بمجامع قلبه ، ولزمه خوف الفقر وحب التكاثر..:قال مالك بن أنس:قال لي أستاذي ربيعة الرأي : يا مالك! من السفلة؟ قلت : من أكل بدينه ، فقال : فمن سفلة السفلة؟ قال : من أصلح دنيا غيره بفساد دينه "

مظاهر هزال الروح:

أولا:الشعور بقسوة القلب: حتى ليحس الإنسان أن قلبه قد انقلب حجراً صلداً لا يرشح منه شيء, ولا يتأثر بشيء, ولا يرق لشيء.. وليس في قولنا هذا مبالغة ولا تهويل فقد اثبت القران أن القلب يقسو حتى يصبح كالحجارة أو أشد قسوة..: ثم قست قلوبهم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة.

ثانيا:ضيق الصدر: حتى كأن على الصدر ثقلاً كبيراً ينوء به، ويكاد يلهث تعباً منه, والتأفف والتضجر من لا شيء، والشعور بالقلق والضيق بالناس وعدم المبالاة بما يصيبهم من نكبات ومصائب, بل والشعور بكرههم..يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا،كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ في السَّمَآءِ..

ثالثا:عدم التأثر أثناء تلاوة القرآن:ولو أن قرآنا سيرت به الجبال،أو قطعت به الأرض،أو كلم به الموتى…:لا يتأثر بآيات القرآن: ولا بوعيده وتخويفه ولا في طلبه ونهيه ولا في وصفه ليوم القيامة فهو يسمع القرآن كما يسمع أي كلام آخر, بل ويضيق به بسرعة كما يضيق بأي كلام آخر يسمعه من الغير. لا يستطيع أن يتلو القرآن لدقائق معدودة, وإذا سمعه لا ينصت إليه..؟

رابعا:لا تؤثر فيه موعظة: ولا رؤية الأموات ولا الجنائز يحملها بنفسه, ولا الجثمان يواريه بيده في التراب. يسير بين القبور كما يسير بين الأحجار, ولا يهتم بمصيره ولا بموته: سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم..؟..

خامسا:يزداد شغفه بالملذات ونهمه للشهوات: وتهيج فيه شهوات الجسد ويسرح فيها فكره ويستروح إليها. يحس بألم إذا رأى غيره نال شيئاً من حظوظ الدنيا كالمال والجاه والمنصب والملبس الحسن والمسكن, ويعتبر نفسه مغبوناً وسيْء الحظ لأنه لم ينل ما ناله غيره. ويحس بألم أكثر وانقباض أكبر, وقد يحسده ويحقد عليه…

سادسا:ظلمة في روحه تنعكس على وجهه: يبصرها أصحاب الفراسات الإيمانية الذين يبصرون بنور الله. ولكل مؤمن نور بقدر ربانيته وروحانيته يرى به ما لا تراه العين, وقد تكون هذه الظلمة شديدة تنعكس بوضوح على وجهه فيراها أضعف أصحاب الفراسات الإيمانية, إذ يكفي لرؤيتها نور إيماني قليل. وقد تضعف هذه الظلمة فتنعكس هكذا ضعيفة على الوجه فلا يبصرها إلا أصحاب الفراسات الإيمانية القوية…

سابعا:تكاسل عن أعمال الخير: , فالصلاة يؤديها مجرد حركات وقراءات وقيام وقعود :فلا خشوع ولا دموع ولا انكسار:سجدة لا روح فيها ولا حياة.., بل يضيق بها كأنه في سجن يريد قضاءها سريعاً. وفي كتاب الله في أوصاف المنافقين :وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى.. وهل النفاق إلا هزال شديد في الروح إن لم يكن موتاً لها, بينما صاحب الروح النشيطة يتذوق حلاوة الصلاة ويستريح بها من متاعب الحياة: أرحنا بها يا بلال ..وجعلت قرة عيني في الصلاة…

وتنتقل السلبية والغفلة والتكاسل والفتور إلى ميدان الدعوة..فلا إيجابية ولا فورية ولا كسب لأفراد جدد…وتتحول المحاضن التربوية إلى رتابة قاتلة وأداء ميكانيكي..وتفقد المؤسسات الإجتماعية:بريقها ورونقها وبركتها وسر حياتها…؟

خليجية
خليجية

تطبيقي للوحة سمو الروح تفضلوا حياكم حبايبي اقلطي سمو 2024.

خليجية

.
.
.
صباحكم عسل حبايبي

طبعاً انا من فترة وانا ابي اطبق عمل الاخت والمبدعة الغالية ..سمو الروح.. في ..اللوحة الجدارية..

بس الحمل والولادة كان له دور خلاني اتاخر في التطبيق ولا تنسوا التقلبات الميزاجية 😮

عموما انا طبقت عملها طبعا ما حيكون كابداعها ولكن محاولة اتمنى تنال اعجابكم واعجاب الاخت سمو الروح

لاني بجد استفدت منها كثير

اولاً هذا رابط العمل لسمو الروح

http://forum.hawaaworld.com/showthread.php?t=1716310

كان فيه شوية استبدالات انا استبدلت الجبس بمعجون وما كان عندي عود شجرة وايش كمان ما كان عندي قطاعة ورد ولا قوالب فعملتها بيدي وسويت عليها رتوش

وبس اخليكم مع الصور

خليجية
.
.
هذي اللوحة بعد ما انتهيت منها وعن قرب
.
.
خليجية
.
.
.
خليجية
.
.
.
خليجية
.
.
.
خليجية
.
.
.
خليجية

اتمنى تنال اعجابكم والقادم احلى باذن الله

مودتـــــــــــــــــــــــــي ..
.
.
.

لو أن الروح تهدى 2024.


لو أن الروح تهدى لأهديتك روحي وقلبي…
لو أن الدمع يهدى لأهديتك دمعي وعيني…

كثيرة هي الأمنيات التي أتمناها لأجلك…
كثيرة هي الآهات التي تجرح قلبي لأجلك…
كثيرة هي الكلمات التي تخط لأجلك…
كثيرة هي الدمعات التي تذرف لأجلك…

أراك في كل يوم قادم نحوي…
أراك فأشعر بدفء خطواتك…
أراك في الصباح قادم نحوني مع خيوط الشمس الذهبيه…
أراك في المساء مع أضواء النجوم الفضيه…

أراك في عيون كل البشر…
أراك في حلمي وصحوي…
أراك في النور والظلمات…
أراك في السماء والطرقات…
أراك في القمر والنجمات…
أراك كبدر يضيء سماء البشر…
كسمك يجري في وسط البحر…
كشمس باقية على طول الدهر…

بإختصار انت كل حياتي…
انت كل ما أراه في هذا العالم…
أنت الماضي والحاضر والمستقبل…
فهل يعقل يكون هناك حياة بدونك؟؟؟؟؟؟
-لا اتوقع فأنت كل الحياه

تسلم آنآملك حبيبتي علىـآ آلطرح
الله يسلمك لي ودمتي بخير
لا اعرف كيف ارتب جملتي الصغيره على مدح كلماتك الماسيه موضوع رائع تقبلي مروري

تسلمي لحظة وداع على المرور الراع

مشكوووووووووووره…..

ما أجمل الآيات حينما تشرق في حنايا الروح 2024.

لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فتُورِقُ وتستريح
وما أجملَ الكلماتِ حِينَما تُزْهِرُ في الصُّدُورِ
وتُحلِّقُ في أفئدةِ الناسِ مثلَ أسرابِ
الطيور
أنا أقرأُ سوورةَ العنكبوت
وقد استَوْقَفَتْنِي آيةٌ ظَلَلْتُ أُرَدِّدُها
ولا يَمَلُّ اللِّسانُ من استعادتِها
بل يشعر القلبُ كلَّ مَرَّةٍ برَوْعَتِها
( بَلْ هو آياتٌ بيِّناتٌ في صُدُورِ الذين أُوتُوا العلمقَفْراً مِن القِفار
إنَّ كثيراً مِن الناسِ مِن حَوْلِنا

يقرأون الآياتِ.. ويحفظُون الأمثالَ.. ويُنْشِدون الأشعار
ولكنَّ قليلاً مِنْ هؤلاءِ
مَنْ يُدْرِككَوامنَ الرَّوعةِ الآياتُ
حبيسةَ السُّطُور .. وفي الصُّدُورِأحسنَ الثمارِ
وأما إذا ما بَقِيَت هذهنَبْضٌ )
الآياتُ هي الآياتُ ولكنَّها
في السُّطُورِكَلِماتٌ

وحَرَكَةٌ وسَعْيٌ إلى تغيِيرِ أنْماطِالسُّلُوكِ وِفْقَ هذه الكَلِمات
وحينماتَتَغَلْغَلُ الآياتُ في القُلوبِ
تُثْمِرُ

فسيظلُّ القلبُعلى الدَّوامِ
ويغوصُ على المعاني والأسرار
وأقلُّ مِن هذا القليلِ
مَنْ يأخُذُ الكلامُ بتلابِيبِه ، ويُمْطِرُهُ بشآبِيبِه
فيُدِرُّ الدَّمْعَ مِن مَيازيبِه
كما روى البخاري عن عبدِ الله بن شداد قالَ:
سمعتُ نَشِيجَ عمر وأنا في آخرِ الصُّفوفِ يقرأ:
( إنَّما أشْكُو بَثِّي وحُزْنِي إلى الله
)
.. تساءلتُ..
كمْ بين الكلماتِ
التي تُغرَسُ في الصُّدورِ
والكلماتِ
التي تُحبَسُ في السُّطورِ
فلا ترى النور؟
و ما فائدةُ الأفكارِ
مهما كانت جميلةً وبرّاقة
إذا لم تتحوَّلْ سُلوكاً وتتمثَّلْ مُعامَلَةً وأخلاقا ؟
إنَّ الكلِماتِ
في السطورِ
بحوثٌ ، ودروسٌ ، ومواعِظُ نظريّةٌ
وأما الآياتُ التي في الصدورِ
فلها في واقعِ الناسِ ثمراتٌ عمليّةٌ
فهي :
بُرهانٌعقليٌّ ، وذَوقٌوِجدانيٌّ ، ومعرفةٌ
يقينيّةٌ
.. هذه عُيُونُ الناسِ..
تجري كلَّ حِينٍ بين الكَلِماتِ ، وتُطالِعُ السُّطُورَ ، وتُقلِّبُ الصفحاتِ

.. ولكنْ ..
مَن يُدْرِكُ حَلاوةَ العباراتِ ، ويَجْنِي ثَمَرَ الكلماتِ؟ ويقطفُ زَهرَالمفرداتِ؟
إنَّ
الكلماتِ الحبيسةَ في السُّطورِ
مهما كانت رائعةً وبديعةً
لا تتحوَّلُ إلى معرفةٍ ، وإدراكٍ ونُورٍ
إلا إذا صارتْ آياتٍ بيِّناتٍ في الصُّدورِ
وصدقَ الله العظيم حين قال عن كتابِهِ:
( بل هو آياتٌ بيِّناتٌ في صُدُورِ الذين أُوتُوا العِلم
)
وكثيرٌ مِن الناسُ تسْحرُهم روعةُ الكلماتِ
ببلاغتِها وفصاحتِها
و تأسرُهم سلاسةُ التعابيرِ ، ورشاقتُها، ورِقَّةُ ألفاظِها وعُذوبتُها
و لكنّها تحبسُهم عن مُلاحظةِ جَوهرِ الجمال
حين يتمثلُ في ميلادِ الإنسانِ والحياةِ من رَحِمِ الكلمات
كما قال ربُّ العالمين:
(هو الذي بعث في الأميِّين رسولاً منهم يتلو عليهم آياتِه ويزكِّيهم ويعلِّمهم الكتابَ والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلالٍ مبين)

وقد فقِهَ عمر بن الخطاب – رضي الله عنه -هذا المعنى
فعاتَبَ نفسَهُ ؛ حين لم يُثْمِرْ سُجُودُه بُكِيّاً
كما روى ابنُ كثير أنَّ عمر – رضي الله عنه –

سجد عند قول الله – عز وجل -:

( وإذا تُتْلَى عليهم آياتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وبُكِيّاً)
وقال: ( هذا السّجود؛ فأين البُكِاءُّ ؟
)
.. كَمْ مِن الناسِ ..
ذاقَ لَذَّةَ غَرْسِ الكَلِماتِ
في قُلوبِ الآخِرين
فأينعتْ حياتُهم القاحِلةُ وأشرقتْ بأحلى السُّنْبُلات؟
مَن عَرَفَ حلاوةَ رَسْمِ السَّعادةِ بالعِباراتِ الـمُثْمِرَةِ
التي تنبتُ في سُويداءِ القلوب
مثل النَّخْلِ الباسِقات ( لها طلعٌ نَضِيد )؟
إنَّ القلوبَوحدَها هي التي تتعامل مع الكلمات ادراكا ووعياً

ولذلك
لا تُلقي الأُذنُ سمعاً
ولا تَذْرِفُ العينُ دَمعاً
إلا إذا أدركَ القلبُ
روعةَ القرآنِ وخالَطَتْهُ بشاشةُ الإيمان
فحينئذٍ تصِيرُ الكلماتُ عِلماً
وتُثِيرُ فِقهاً وذوقاً ، وتَسِيرُ بين الناسِ معرفةً وفهماً
( وكذلك الإيمانُ حينَ تُخالِطُ بشاشتُه القلوب
)
.. ليت شعري ..
أينَ مِنّا مَعْشَرَ المسلِمِين ثَمَراتُ الآياتِ؟
وما فائدةُ ما نتلُو ونحفظُ .. على قلوبِنا وعُقولِنا ومنهجِنا في الحياةِ ؟
إذا لم تتحوَّلْ إلى عِبَرٍ وعِظات ؟
إنَّما الآياتُ
لأهلِها .. الذين أثْنَى الله – عز وجل – عليهم بأنهم
( قليلاً مِنَ الليلِ ما يَهْجَعُون وبالأسْحارِ هُمْ يستغْفِرُون
)
فهي تُوقِظُهم بالأسْحارِ وتُعمِّرُ قلوبَهم بالنَّهار
كما روى ابنُ عمر عن النبيِّ – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: لا حسدَ إلا في اثْنَتَيْنِ:
رجلٌ آتاه اللهُ القرآنَ
؛ فهو يقومُ به آناءَ اللَّيْلِ وآناءَ النَّهارِ
ورجلٌ آتاهُ اللهُ مالاً
؛ فهو يُنْفِقُهُ آناءَ اللَّيْلِ وآناءَ النَّهار
وأمَّا الذين لم يَقُومُوا بالآياتِ لَيْلاً.. ولَمْ يَصْحَبُوها نَهارا
فلَيْسُوا مِن أهْلِها
بلْ هُمْ أبْعَدُ النَّاسِ عَنْها .. لأنَّهم
وَرِثُوا الكِتابَ ودَرَسوه ، ولَكِنَّهُمْ لمْ يَتَكَيَّفُوا به ، ولم تتأثَّرْ بهِ قُلوبُهم

شأنَ العقيدةِ حين تتحوَّل إلى ثقافةٍ تُدْرَسُ وعِلْمٍ يُحْفَظُ
هُمْ دَرَسُوا الكتابَ وعَرَفُوا ما فِيهِ .. بلى
ولكنَّ الدِّراسةَ لا تُجْدِي ما لم تُخالِطْ القُلُوب
وكَمْ مِن دارِسِينَ للدِّينِ وقُلوبُهم عنهُ بعيد
وهل آفةُ الدِّينِ
إلا الذين يَدْرُسُونَهُ دِراسةً ولا يأخُذُونَهُ عَقيدةً ؟
.. ودمتم حافظين لكتآآب الله ..

ممآآرآق لي وحبيت تشآركوني قرآته خليجية

بارك الله فيك
جزاااااك الله كل خير
دمتي بحفظ الرحمن

21448_11260410790.gif

مشكوووووووووووووووورهخليجية
خليجية

جمال الروح . 2024.

جمال الروح …

خليجية
تتبارى كل امرأة وفتاة حسناء وغير حسناء بما لديها من

جواهر،وما عليها من ثياب لتقول إني الجميلة الحسناء،

وتضع من المساحيق والألوان والعطورأذكاها وأغلاها،

كي يقال عنها إنها عصرية متطورة ومتحضرة، وبعد

ساعات تزول المساحيق وتلقى الجواهر

ويبقى الجوهر الأصل ..

القلب وما يحتويه من إيمان ودين

وكلنا يعرف ويردد الحديث الشريف وهو منهج حياة
لكل شاب عند البحث عن فتاة الأحلام،

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر

بذات الدين تربت يداك " متفق عليه

فقد بين صلى الله عليه وسلم صفات المرأة التي ينبغي
للرجل أن يبحث عنها، ويقال إن هذا الحديث فيه جمال
حسي ومعنوي، فأما الحسي فهو كمال الخلقة
لأن المرأة كلما كانت جميلة المنظر عذبة المنطق قرت العين
بالنظر إليها وأصغت الأذن إلى نطقها فينفتح لهاالقلب
وينشرح لها الصدر وتسكن إليها النفس
ثم ذيل الحديث بأفضل صفة وهي صفة الدين وهي
الجمال المعنوي، فكلما كانت المرأة ذات دين وخلق
كانت أحب إلى النفس وأسلم عاقبة
يقول الغزالي رحمه الله:
" وليس أمره صلى الله عليه وسلم
بمراعاة الدين نهيًا عن مراعاةالجمال،
ولا أمرًا بالإضراب عنه، وإنما هو نهي عن مراعاته مجردًا
عن الدين"
فإن الجمال في غالب الأمر يرغب الجاهل في النكاح
دون الالتفات إلى الدين فوقع في النهي عن هذا
ومما قيل:
المرأة الجميلة تملك القلوب
لكن المرأة الفاضلة المتدينة تسرق العقول
فالأولى ملكت ما سمى قلبًا لكثرة تقلباته،
والثانية افتتنت كنز الحكمة ومركز حقيقة الإنسان

ورب جميلة بدون دين يصونها جرت على أسرتها الويلات

لاتركنن إلى ذي منظر فرب رائقة قد ساء مخبرها

ماكل أصفر دينارلصفرته صفر العقارب أرداها وأنكرها
معنى التدين

التدين هو الطريق الذي اختاره لنا الله،
والتزام في الحياة يجعل الإنسان يسير على أرضية
صلبة ويؤدي هذا الطريق إلى الجنة
واعلمي أختنا العفيفة أن الدين في حد ذاته جمال
لأنه يجمع بين التدين والخلق وهذا يبعث بالجمال في

المظهر، ورضا الله يبعث صفاءً على الوجه فتبدوالفتاة

جميلة والفتاة المتدينة المحجبة جميلة بدينها وحجابها،
لأن الحجاب يظهر جمال الفتاة،ونقصد بالجمال

هنا جمال طاعة الله تعالى،

ألا نقول عندما يقع العبد في معصيته أنه عمل عملاً قبيحًا،
أما إذا عمل الطاعة نقول عمل عملاً جميلاً،
فالحسنة توصف بالجمال والسيئة توصف بالقبح
واعلمي أن كل خطوة في اتجاه الدين هي حب من الله

لك، فإذا رزقك الله الدين فقد أحبك

" فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب

ولايعطي الدين إلا من يحب"
وتلمحي فجر الأجر وتذكري رضاالله والجنة

اشكري الله على جمالك وترنمي مع قول الشاعر :

إني اتخذت من الجمال وحسنه سببًا لشكر الخالق الرحمن

قد خلق الجمال كآية لجليل صنع الله في الأكوان

ثوبي أجهزه كثيفًا واسعًا ليكون سترًا ليس كشف عوان
ثوب الفضيلة والطهارة سعره غالٍ ونعم زيادة الأثمان
ثوب الحسان مطرز ومضيق ساءت به تفصيله الأبدان
ثوب الكرام تزين وتعفف ليس الحرير بساتر الجسمان
ثوب الوقار وشاح كل جميلة ثوب العفاف جميلة البستان

أختي الفاضلة

أنت جميلة بدينك وحجابك وحيائك

وعفافك وطهارتك وحشمتك

أنت جميلة بذكرك لـ لله وإيمانك و رضا الله ورسوله
عنك.

حياة بلا حياة

كلمااااااااااااااااااات رائعه بروووووووووووووووعة من كتبتها عوافي

خليجية

احساس الروح 2024.

الابتسامه نصف الحياه
°• إحـــســأآإأآس الـــــــروح •°

أنا(واحـــ1ــدهـ)لايـوجد مني اثنتين ليس غرورآآ مني بل ثـقه!
ياصاحبي الدنيا حكايات وعلوم.. قصص عجيبة تذهل الي قراها..

الدنيا لو تضحك معك دايم الدوم.. خلك فطين ولايهمك رضاها..

كم واحد تبنى له أمال وحلوم.. يفني وغيره يهتني في بناها..

ياما أفرحت قوم وأحزنت قوم.. وكم أعشقت عين وخانت غلاها..

ياصاحبي شفت أمس شف حالنا اليوم.. دنيا تقلب يكفي الله بلاها..

اليوم لامنه بغت عيني النوم.. تنكدت روحي وعافت كراها..

ماكل من علا بالأصوات مفهوم.. وماكل روح تلتقي في مناها..

وماكل من يشكي معذب ومحروم.. وماكل من يضحك همومه نساها..

بحرالحياه إن صرت ماتعـرف العوم.. يرميك في غبه بعيده مداها..

من راح يستسلم من أحزان وهموم.. يموت حي وحاجته ماقضاها..

واجه هبوب الوقت بإيمان وعزوم.. لابدماربك يهدي هواها..

وأصبر إذا شمسك حجب نورها غيوم.. الغيم بتفرق ويشرق سناها…
ويالله ابي اشوف الردود كم
وان شاء الله يعجبكم …..

ويالله ابي اشوف ردودكم ……ز والله اني احبكم
اسمحي لي ابدي اعجابي بقلمك وتميزك واسلوبك الراقي وتالقك يا عسل
مشكووووره بابعد فلبي انتي فديتك انا خلاص بلاش مدح ترى انا استحي…
ومغسي بكو عل الكلام الي يناقط عسل ياعسل انتي….
^_^ مرسي يا جميل
وانتي اجمل ياعسل

جمال الروح لغة لا بد من تعلمها 2024.

جمال الروح لغة لا بد من تعلمها

عدم البوح بالمتاعب الخاصة

فالحزن والألم والضيق عناصر موجودة أصلا في الإنسان ولا يمكن له التخلص منها ولكن لابد من إخفائها أو تقليلها قدر الإمكان حتى لا يسأم
الآخرون لأنهم غير مجبرين على المشاركة في أحزاننا

فهم الآخرين

ومن المستحسن محاولة فهم مشاكل الآخرين.
وأن تكون شخص مشاركاً بقدر المستطاع ليس فقط في المناسبات الكبيرة بل في الصغيرة أيضا كما يجب احترام أحزان الآخرين وإبداء السرور في أفراحهم .

علم الاستماع ..

فالاستماع للآخرين جاذبية لأن الشخص الذي يتقن فن الإستماع لأحاديث الآخرين يكون محبوباً منهم

كما يجب أن تترك للآخرين
حرية الحديث ثم تشارك فيه بعد ذلك .

عدم التعالي على الآخرين

.. ويعتقد الكثيرون في قرار أنفسهم أنهم لا يقلون عن
الآخرين في أي شيء

لذلك فالتعالي عليهم قد يؤثر على علاقتهم بك ويتمثل ذلك في طريق الحديث والتصرف غير اللائق واللبق

بينما التواضع يجعل صاحبه دائماً محبوب لدى الآخرين .

إظهار الإعجاب في الوقت المناسب

إن كل إنسان يحب أن يتلقى المديح ولكن ليس إلى درجة النفاق والتملق

فالإنسان يحتاج إلى إظهار الإعجاب والاستحسان الذي يجدد الثقة في النفس

ولكن يفضل أن تظهر هذا
الإعجاب في محله بكلمة مخلصة في الوقت المناسب والطريقة المناسبة .

التفاؤل المعقول

المتفائل محبوب دائماً فهو يجعل الآخرين يرون العالم بمنظار الواقع

ولكن هذا التفاؤل يجب أن يكون في حدود المعقول

وأن لا يتطرق إلى الخيال الكاذب والمنعكس

والمتفائل لا يعترف باليأس ولكنه يجدد دائماً الأمل في حل مشاكله وفي حدود الإمكانيات الموجودة .

تقبل ملاحظات غيرك

من الجيد استقبال ملاحظات ونقد الآخرين برحابة صدر إذا صدرت عن أناس مخلصين لا يبغون سوى المساعدة الصادقة

وقد تصدر هذا الملاحظات من أناس حاقدين

ولكن في الحالتين من المستحسن أن تتقبل ما يوجه إليك من ملاحظة أو نقد بابتسامة ومهما كان الثمن مع ما يفرضه ذلك من التحكم بالعقل والسيطرة على المشاعر.

التفكير بنفسية مرحة ..

عند التفكير في موضوع ما ,من الأفضل أن تكون نفسيتك مرحة وهادئة ليتسنى لك البت في الأمور بطريقة سلسة وغير معقدة

أما عندما تكون نفسيتك كئيبة فلا تحاول أن تحسم في أمر ما حتى لا يشوب النتيجة الخوف والقلق التفكير والتصرف بنفسية الخير

وكذلك تكون شخصية جذابة للمقربين منك

ولابد أن تتصرف دائماً بنفسية الخير

وإذا كنت تتحلى بجميع الصفات السابقة فإنك بدون صفة الخير ستفقد عنصر هاماً من عناصر الجاذبية.

وأخيراً الصراحة

إن الصراحة صفة أساسية من صفات الجاذبية فهي واجبة في التفكير مع النفس وفي التفاؤل مع الغير

أما الشخص ذو الوجهين أو المحب لذاته فقد قربت نهايته التي يستحقها ..

امراض الروح 2024.

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمْ ..

السَّلامُ عليكُمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه ..

جَميعاً نَمرُّ بِأزمَاتِ الأمَراضُ الجَسديّة ،، مُعديّةً كَانتْ أَمْ لا ،، بَسيطةً أمْ لا فَكُلّها تُرهِقُ الجَسد .. سَنتعرّفُ هُنّا لِكُلاً مّنْ الأَمراضُ الجَسديّة والرُّوحيّة ..

..[ أَمراضُ الجَسد ]..
هيّ الأمَراضْ الّتي نَتعرّضُ إِليها بِسببِ تَغيّر الجَو أو نَتيّجة فَيروساتْ تَعرّضَ لها الفرد مّثلْ،،

1- مَرضُ الزُّكَامْ ،، الحُنجَرة ،، الصُّداعْ ،، ….. إِلخْ ،،
كُلّها أمَراضٍ نُعالجَها بِالذّهابِ إِلى المُستَشفى لأَخذ العِلاجْ ..
2- لِرُبّما بِغير شَعُور نَجرحُ أنَفُسنا بِالسّكينْ أَثناء تَقطيعْ فَاكهة مَا،،
بِسببِ شُرود الذّهنْ أو الاستِعجالْ ،،
نُعالِجها بِغسلِ الدّم وتَطهِيرُ الجُرحْ خَوفاً مّنْ انِتقال مِيكُرُوباتٍ قَدْ تُؤذي بهِ ..

..[ أَمراضُ الرُّوح ]..
هيّ تِلْكَ الأَمراضُ الّتي تُرهِقُ القَلْبْ والعَقلِ والفِكر .. الّتي لا نَشعِرُ بِها بِسهولة ،، وإكْتِشافُها صعبٌ ،، وأمَراضُ الرُّوح هيّ الذّنُوبْ [والعياذُ بِالله] .. { أمراضٌ روحيّة قَلبيّة } ..

تِلْكَ أمَراضٌ خَطيرة وكَبيرةٌ عَنْدَ اللهَ .. وآثَامُها لا تُعدّ ولا تُحصى .. إِذنْ لِنتعرّفُ إِليها ..

1– الكذبْ :
هُو مُخالفةِ القَولْ لِلوَاقعْ ، ومّنْ أَبشعُ العِيّوبْ والجَرائِمْ ، ومَصدرُ الآثامْ والشُرُور ، وداعيّة الفَضيحة والسَّقوطْ ، لِذلكَ حَرمتّهُ الشَّريعةُ الإِسلاميّة ..
والكَاذّبُ يَخْرجُ مّنْ فمّه رائِحةٌ نَتِنة جدّاً تُنْفِرُ مِنها المَلائكة وهذهِ حَقيقة ،، إذا جُرحتْ اليدّ أنّنا نرى الدّم بِسهولة ولكنَّ لا نَشمُّ رَائحتُها مع إنّها موجُودة ..

لِذلكَ لابُدّ لنّا أن نَعيِّ أثمْ هذهِ العادة {الكَذبْ} .. ونتفكّر فِي قَولْ اللهُ تَعالى: { ويلٌ لِكُلِّ أفاكٍ أَثيمْ } سُورة الجَاثيّة [آية7] ..

قَالَ الإِمام عليِّ عليهِ السّلامْ: " إِعتِيادْ الكَذِبُ يُورثُ الفِقر "

2-الغيّبة :
هيّ التّحدثْ عَنْ الآخرينْ وذِكرهُمْ مّما يَكرهُونه سِواء كانَ لفظاً أو إِشارة أو كِتابةً ..
والغيّبة تَحرقُ الحسَناتْ وتَنقُلها إِلى الشّخص الّذي أَغتبناهُ ،، فتَجدُّ أنّ صَحيفتُكَ تحوي السّيئاتْ بَعد إِنْ كانت حَسناتْ ..

3- النّمِيمة :
هيّ نَقلُ الأَحادِيثْ الّتي يكرهُ النّاس إِفْشاؤها ونَقلها لِشخصٍ أخر، نكاية بِالمحكي عنهُ والوقيعةُ به .. وهيّ أشدّ خُطُورةً مّنْ الغيّبة ..
والنّميمة هيّ مّنْ أبشعُ الجرائمُ الخُلقيّةْ ..
قالَ اللهُ تَعالىَ: {ويلٌ لِكُلِّ هَمزةٍ لُمزة} سُورة [آية ]

والنّميمة نتَجمعُ بَيْنَ الغيّبة والنّمْ ،، فَكُلَّ نميمةً غيّبة ولّيستْ كُلّ غيّبة نمِيمةْ ..

وليسَ فَقط الكذبْ والغيّبة والنّميمة بَلْ كُلّ ذنب هُو مرضُ سيء جَدّاً ،، وأمَراضُ الرُّوح تُسبب فِي عَدمِ الحصُول على رضا اللهُ سُبحانهُ وتعَالى ،، وهُو أهمُ شيء يَجبُ أَنْ نَسعى إِليه ونهتمُ به ، لأنّهُ سبب الحَياةُ السّعيدة ومُفتاح الدّخول لِلجنّة ..

لِذلكَ لابُدّ أَنْ نَهتمُ ونَسألُ أَنفُسنا بَيْنَ كُلّ فترةً:
• هَلْ لديّ مَرضاً روحيّ وقلبيّ ؟
• هَلْ صَديقيّ يَملكُ مَرضاً فِيْ قلبهِ وروحهُ ؟
نُفكّر حتّى نَكتشفهُ ونَعالجهُ لكيّ تَكُوُّن قُلوبنا سَليمة جَدّاً ..

الحِكمةُ مّنَ الموضُوع: كَما تَهْتَمُ بِمُعالجةِ مَرضٌ وجرحٌ فِيْ جسدُكْ ،، إِهتمْ بِمُعالجةِ مَرضٌ فِيْ روحكْ وقَلْبُكَ ..
دمتم بحفظ الرحمن

جزاك الله خيرا على موضوعك الرااااااااائع
استمتعت جدا بموضوعك الهادف تسلمي حبيبتي
موضوعك مميز برقي تفكيرك…
خليجية
خليجيةنورررررتو ياالغاليات ،، شكر لكم

الطهر هو أساس الروح الطاهرة …!!
فلابد أن نعى أهمية معالجتها حتى نفوز برضا الله تعالى
ولأن الأرواح هي من تصحبنا إلى القرار وإلى المصير الحق.
فيجب أن نعالجها مماتعلق بها ..
لأن الاصل في الروح هو الطهر ..
فكما نهتم بمعالجة جسدنا من الامراض والجروح ..!!
فيجب أن نهتم بماهو أهم لنا وهو معالجة ارواحنا وقلوبنا
لأن السعادة الحقة ليست بالجسد السليم فقط ..
و انما بالروح النقية الطاهرة القريبة من الله عز و جل
البعيدة عن كل ما يشوهها من امراض تدنسها ..

اللهم أغفر لنا ما قدمنا وما اخرنا واشفي قلوبنا وطهرها من امراض القلوب ..
شكراً لكى على موضوعك
فى انتظار كل جديد منك
تقبلى مرورى

امراض الروح 2024.

[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url(‘http://forums.hawaalive.com/backgrounds/4.gif’);background-color:rgb(160, 82, 45);border:7px solid green;"][cell="filter:;"][align=center]بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمْ ..

السَّـلامُ عليـكُمْ ورحمـةُ اللهِ وبركاتُـه ..

جَميـعاً نَمـرُّ بِأزمَـاتِ الأمَـراضُ الجَسديّـة ،، مُعـديّةً كَـانتْ أَمْ لا ،، بَسيطةً أمْ لا فَكُـلّها تُرهِقُ الجَسد .. سَنتعرّفُ هُنّـا لِكُلاً مّـنْ الأَمراضُ الجَسديّـة والرُّوحيّـة ..

..[ أَمـراضُ الجَسد ]..

هيّ الأمَـراضْ الّتي نَتعرّضُ إِليهـا بِسببِ تَغيّـر الجَـو أو نَتيّجـة فَيروسـاتْ تَعرّضَ لهـا الفرد مّـثلْ،،
1- مَـرضُ الزُّكَامْ ،، الحُنجَـرة ،، الصُّداعْ ،، ….. إِلخْ ،، كُلّهـا أمَراضٍ نُعالجَها بِالذّهـابِ إِلى المُستَشفى لأَخذ العِلاجْ ..

2- لِرُبّمـا بِغيـر شَعُـور نَجرحُ أنَفُسنـا بِالسّكينْ أَثنـاء تَقطيعْ فَاكهة مَـا،، بِسببِ شُـرود الذّهنْ أو الاستِعجـالْ ،، نُعالِجها بِغسـلِ الدّم وتَطهِيـرُ الجُـرحْ خَوفـاً مّـنْ انِتقـال مِيكُرُوباتٍ قَدْ تُؤذي بهِ ..

..[ أَمـراضُ الرُّوح ]..

هيّ تِلْكَ الأَمـراضُ الّتي تُرهِقُ القَلْبْ والعَقـلِ والفِكر .. الّتي لا نَشعِـرُ بِهـا بِسهـولة ،، وإكْتِشـافُها صعبٌ ،، وأمَـراضُ الرُّوح هيّ الذّنُـوبْ [والعياذُ بِالله] .. { أمراضٌ روحيّة قَلبيّـة } ..
تِلْكَ أمَـراضٌ خَطيـرة وكَبيرةٌ عَنْدَ اللهَ .. وآثَـامُها لا تُعدّ ولا تُحصى .. إِذنْ لِنتعرّفُ إِليهـا ..

1- الكذبْ :

هُـو مُخالفةِ القَـولْ لِلوَاقعْ ، ومّـنْ أَبشعُ العِيّـوبْ والجَـرائِمْ ، ومَصدرُ الآثـامْ والشُـرُور ، وداعيّـة الفَضيحـة والسَّقـوطْ ، لِذلكَ حَـرمتّهُ الشَّريعةُ الإِسلاميّـة ..

والكَـاذّبُ يَخْرجُ مّـنْ فمّـه رائِحةٌ نَتِنـة جدّاً تُنْفِـرُ مِنها المَلائكـة وهذهِ حَقيقـة ،، إذا جُرحتْ اليدّ أنّنـا نرى الدّم بِسهولة ولكنَّ لا نَشمُّ رَائحتُها مع إنّها موجُودة ..

لِذلكَ لابُدّ لنّـا أن نَعيِّ أثمْ هذهِ العادة {الكَذبْ} .. ونتفكّـر فِي قَولْ اللهُ تَعالى: { ويلٌ لِكُلِّ أفاكٍ أَثيمْ } سُورة الجَاثيّـة [آية7] ..

قَالَ الإِمام عليِّ عليهِ السّلامْ: " إِعتِيـادْ الكَذِبُ يُورثُ الفِقـر "

2-الغيّبـة :

هيّ التّحدثْ عَنْ الآخرينْ وذِكرهُمْ مّما يَكرهُونه سِـواء كانَ لفظاً أو إِشارة أو كِتابةً ..
والغيّبـة تَحرقُ الحسَناتْ وتَنقُلها إِلى الشّخص الّذي أَغتبناهُ ،، فتَجدُّ أنّ صَحيفتُكَ تحوي السّيئاتْ بَعد إِنْ كانت حَسناتْ ..

3- النّمِيمـة :

هيّ نَقـلُ الأَحادِيثْ الّتي يكرهُ النّاس إِفْشاؤها ونَقلها لِشخصٍ أخر، نكاية بِالمحكي عنهُ والوقيعةُ به .. وهيّ أشدّ خُطُورةً مّـنْ الغيّبـة ..
والنّميمـة هيّ مّـنْ أبشعُ الجرائمُ الخُلقيّـةْ ..

قالَ اللهُ تَعالىَ: {ويلٌ لِكُلِّ هَمزةٍ لُمزة} سُورة [آية ]
والنّميمة نتَجمعُ بَيْنَ الغيّبة والنّمْ ،، فَكُلَّ نميمةً غيّبـة ولّيستْ كُلّ غيّبـة نمِيمةْ ..

وليسَ فَقط الكذبْ والغيّبـة والنّميمـة بَلْ كُلّ ذنب هُو مرضُ سيء جَـدّاً ،، وأمَراضُ الرُّوح تُسبب فِي عَدمِ الحصُول على رضا اللهُ سُبحانهُ وتعَالى ،، وهُـو أهمُ شيء يَجبُ أَنْ نَسعى إِليه ونهتمُ به ، لأنّـهُ سبب الحَياةُ السّعيدة ومُفتاح الدّخول لِلجنّـة ..
لِذلكَ لابُدّ أَنْ نَهتمُ ونَسألُ أَنفُسنا بَيْنَ كُلّ فترةً:

• هَلْ لديّ مَرضاً روحيّ وقلبيّ ؟
• هَلْ صَديقيّ يَملكُ مَرضاً فِيْ قلبهِ وروحهُ ؟
نُفكّـر حتّى نَكتشفهُ ونَعالجهُ لكيّ تَكُوُّن قُلوبنا سَليمة جَـدّاً ..

الحِكمةُ مّنَ الموضُوع: كَما تَهْتَمُ بِمُعالجةِ مَرضٌ وجرحٌ فِيْ جسدُكْ ،، إِهتمْ بِمُعالجةِ مَرضٌ فِيْ روحكْ وقَلْبُكَ ..

+[ اسآل اللهْ انَ يجعْلنَـأ ۈاياڪمْ , مْنَ المْسلمْينَ الصّـالحينَ المْخلصّينَ لـه ]+

اللـهمْ امْينَ
اللـهمْ امْينَ
اللـهمْ امْينَ[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

خليجية

خليجية
شكرا لمروركم على موضوعي وهذا شرف لي ووسام على صدري

العلم والإيمان متعة العقل والروح 2024.

العلم والإيمان متعة العقل والروح

خليجية

مما هو معلوم أن الحق عز وجل قد منح الإنسان القدرة على العلم والمعرفة والتمييز بين الأشياء، فخلق له الأدوات التي يتمكن بها من تحصيل العلم واكتسابه، وبعد أن قدر الله للإنسان أن يكون عاقلاً مميزاً عالماً مختاراً ومنحه أدوات العلم والتمييز، أمره ربه أن يسلك سبيل العلم وأن ينتفع بأدوات العلم لديه. وأن لا يتبع أمراً لا علم له به، وأنه سيكون مسؤولاً عن الانحراف . إذ لا عذر لإنسان بعد ذلك إن هو سلك طريق الضلال، قال تعالى: {بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ، وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ }(1)، وإذا كان الحق عز وجل هو الذي منحنا السمع والبصر والعقل، أفلا يجدر بهذا الإنسان أن يستخدم هذه الأدوات التي خلقها له في معرفة خالقه ورسوله أولاً،قبل أي معرفة أخرى؟ فيأخذ عقيدته بعلم ويقين، حتى يكون من أهل الإيمان الراسخ، الذي لا يتزلزل، وليكون من أهل العقول الذين أبصروا بالعلم حقائق الإيمان بالله ورسوله، وبذلك يتذوق ويتمتع بحلاوة العلم والإيمان .

وقد جعل الله تعالى الطريق للإيمان به وبرسوله يأتي عن طريق العلم وهو الطريق الموثوق للوصول إلى الغاية المقصودة، قال الحق عز وجل: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ }(2)، إذن فالإيمان هو المنطلق الصحيح لتصرف الإنسان في هذه الحياة، المحقق للسعادة في الدنيا والآخرة . وكل تصرف ينطلق من غير الإيمان لا يثمر إلا الشقاء والخسران، ولهذا علق الله الفلاح والفوز به، وعلق الخسران والشقاء بفقده، كما قال تعالى:{ وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}(3) .

فالعلم من أجّل نعم الله تعالى على الإنسان، حتى أصبح جزءً من حياتنا اليومية نحتاجه في أعمالنا، ولا حديث في هذه الأيام إلا على التطورات التكنولوجية .! وهنا يطرح السؤال: إلى أي مدى يمكن أن نقدس العلم ونحترمه ؟ هل هو مطلوب لذاته ؟ وهل هو وسيلة أم غاية ؟ إن الناظر إلى واقع الحال سواء في البلاد الغربية أو العربية يجد عجباً، الناس يكاد أن يؤلهوا العلم، فتنة بما وصل إليه من تطورات مذهلة، فإن قلت لأحدهم يقول: الدين كذا وكذا يقاطعك قائلا: دعك من هذا، أو هذا أمر غيبي، وتجد كلاما كثيرا .. أما إن قلت قال العلم: كذا وكذا، فيسكت متقبلا كل الكلام الذي تقوله ومؤمنا به إيمانا راسخا لا يتزعزع . فالدين أو الإيمان في نظره غيبي وتخلف ورجعي، والعلم عنده تطور وحضارة ورقي، إذن فما الذي حدث، إن هذه الفكرة وليدة سلسلة أحداث تاريخية ترجع إلى القرون الوسطى، حيث كانت الكنيسة تحارب العلم، وحدث صراع كبير بين رجال الكنيسة ورجال العلم، وانتصر رجال العلم وكفروا بكل الغيبيات، وكان موقفهم هو معاداة الإيمان، وانطلقت النهضة العلمية المعاصرة من منطلق مادي صرف، معادي لكل معاني الروح، لا يقبل غير المادي، ونحن نعلم أن الكون الذي نحن فيه، الغيبيات فيه أكثر من الماديات، ولذلك انغمست هذه الحضارة في الماديات، مع العلم أن هؤلاء الغربيون، استخدموا المنهج القرآني، وهو المنهج العلمي التجريبي الذي أسسه علماء الإسلام، ولكنهم سخروه في المادة فقط، فبنوا الإنسان المادي، وغفلوا عن الجانب المهم في الإنسان وهو الروح، ونتجت عن ذلك الشقاء والفراغ الروحي، وسقوط القيم، وتحلل الأسر، وزيادة الأسلحة المدمرة التي تهدد الإنسانية بأكملها، وكل هذا من سمات هذا العصر الذي سمي بعصر التقدم العلمي .

وهكذا أصبح العلم أداة في يد الغربيين لزعزعة الإيمان عن طريق إقناع الشباب بأن العلم وحده كافي للتحضر والتقدم والمدنية ومن ثم الوصول إلى السعادة بعيدا عن قيود الدين، إذن فما مدى صحة هذه الرؤية، فهل صحيح أن العلم وحده كاف لسعادة الإنسان ؟ .

خليجية

ففي قصة موسى عليه السلام، دلالة واضحة عن محدودية العقل، حيث برهن القرآن للعقليين بالتجربة الحسية ضعف العقل فقد طلب موسى عليه السلام الرؤية، فلما تجل الله للجبل اهتز وكاد أن يقتلع من جذوره، وأغمي على عقل موسى لأنه لم يستوعب الرؤية، والتعليل واضح أن العقل عاجز عن الوصول إلى كثير من الحقائق، قال تعالى: {وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ } (4) . وهكذا يبقى العقل دائما عاجزا عن إدراك حقيقة الأشياء ما لم يستعن بالوحي، فالعلاقة بين العقل والوحي تأتي من خلال التعرف على كيفية تعامل العقل مع الوحي، أي كيف تتعاون مصادر العلم مع بعضها للوصول إلى الحقيقة، وفي بيان هذه العلاقة يقول الدكتور زغلول النجار: ( إن العقل لكي يقوم بدوره في تفهم الوحي لابد أن يعتمد أسساً تهديه إلى الفهم، وهي أسس راجعة في أغلبها إلى خصائص الوحي ذاته، أو إلى خصائص العقل، وانخرام أحد الأسس يؤدي إلى خلل في الفهم، وبالتالي إلى الانحراف في فهم المراد الإلهي ) (5) .

والقرآن لم يجيء ليعلمنا العلـوم، بل جاء ليحث العقول على تعلم العلـوم والنظر في الكون والإنسان، لتنكشف الأسرار الغامضة، على أن يتعاون الوحي مع العقل في استقراء الحقائق من الكتابين، فالقرآن كلام الله وكتابه المسطور، والكون خلق الله وكتابه المنظور والحقيقة مبثوثة فيهما . يقول الشيخ الشعرواي: (.. الكتاب لم يجيء كتابا كونيا، لم يجيء ليعلمنا العلوم .. الكتاب جاء يستحث عقولنا أن تتعلم .. ولكن أيمر على الحقائق وهي حقائق ؟ نقول له: قائل الكلام هو الله، وخالق الكون هو الله، وما دام قائل الكلام هو خالق الكون، فيجب ألا تتضارب حقائق القرآن مع حقائق الكون..)(6) .

خليجية

بقيت مسألة مهمة وهي لماذا بعض الناس دون غيرهم لديهم هوس بالعلم والإيمان وشغف بالتعمق في فيهما ؟ في حين نجد الأغلب ينفرون منهما ويركنون إلى حياة الخمول والجهل، طبعا الجواب مستمد من الملاحظة واستقراء الحال، وهو أن من تعود على البحث والقراءة والتعلم وحل المسائل والتفكر في مخلوقات الله تعالى المبثوثة في هذا الكون، يجد في نفسه متعة وراحة يعجز اللسان عن التعبير عنها، لأنه أمسى مدمنا على المعرفة، يحس بحلاوة الإيمان ويتمتع بالبحث العلمي، علماء الأعصاب قدموا لنا تفسيراً منطقياً وسهلاً لتأكيد أن ثمة متعة حقيقية تجتاح الدماغ، ويُحس بها الإنسان عندما يلتقط المعلومة، أو يفهم شيئاً جديداً. وأيضاً قدموا لنا الآلية التي يتم بها نشوء المتعة في الدماغ، وشبهوا الأمر بالإدمان على الأفيون. ولذا فإن مدمني الأفيون لا يحتاجون هذه المادة من الدماغ، ويغدون أشخاصاً كسولين وخاملين علمياً. أما تعليل الإدمان على المعرفة فقد وصف العلماء الإدمان بلغة بسيطة، وهو الاعتماد على شيء معين كمصدر للحصول على اللذة أياً كان نوعها. ولا تنشأ الحالة إلا لدى من تكرر استخدامه لهذا المصدر، وتعودت نفسه عليه، وأحس بالفرق حين حرمانه منه. وهو ما ينطبق على علاقة الدماغ بالمعرفة.

الباحثون من جامعة جنوبي كاليفورنيا يقولون أن الدماغ يأخذ مكافأة ذاتية عند التقاطه معلومة جديدة أو حله لمسألة ذهنية صعبة. والمكافأة هذه عبارة عن جرعة من مادة الأفيون!، تعمل على البدء بسلسلة من التفاعلات الكيميائية السريعة، وتنتج في نهاية الأمر دفقة من مادة طبيعية شبيهة في مفعولها على الدماغ بالأفيون، وذلك على حد قول بروفسور العلوم العصبية بجامعة جنوبي كاليفورنيا، الدكتور ايرفنغ بيدرمان الذي وضع فرضيته الجديدة في نتائج البحث المنشور في العدد الأخير من مجلة «العلماء الأميركيين».

ويوضح قائلاً، حينما يحاول أحدنا فهم نظرية أو معلومة صعبة، فالأمر غالباً شاق وليس مجرد مرح، لكن بمجرد فهمها والتقاط تلك المعلومة بشكل سليم، ينتاب الإنسان شعور عارم بالرضا والسعادة. ولذا فحاجة دماغ الواحد منّا إلى ما يعيد الهدوء والسكينة إليه، أو ما نصفه بالعامية «فلان يحتاج أن يعدل دماغه»، هي الدافع للناس كي يرفعوا إلى أقصى حد من قدرات الاستيعاب الذهني لديهم للمعلومات والمعرفة. ويعلق البروفسور بيدرمان قائلاً: مزاجنا الذهني مفتون بتجميع المعرفة في كل ثانية كما هو حال تجار القطع الأثرية في الحرص على اقتناء القديم والقيم منها.

وفرضية بيدرمان حول الإدمان المعرفي والعلمي لها قيمة تطورية قوية، ومرتبطة جداً بمستوى الإدراك الذكائي. ويحتاج الأمر إلى عناصر ضاغطة بشكل قوي، كالجوع مثلاً، كي يُؤجل الدماغ رغبته في البحث عن المعرفة. وعلى حد قوله فإن نفس الأمر ينطبق على تقدير الجمال الفني البصري والمتعة في التفاعل معه.

أساس الفرضية وفرضية البروفسور بيدرمان مستوحاة من نتائج بحث تم إهماله منذ ربع قرن حول مستقبلات المواد الأفيونية الطبيعية في خلايا الدماغ، أي نقاط جدار الخلية الدماغية التي تشبك وتعلق عليها مواد اللذة هذه، لتقوم حينها ببعث الشعور باللذة في الخلايا الدماغية. وهذه المستقبلات تكثر في الخلايا الدماغية لمنطقة «حزمة أعصاب الطريق البصري الجوفي»، وهي جزء من الدماغ معني بملاحظة وتحليل الصور وترجمة معانيها للذهن، وفق آليات غاية في التعقيد. والمستقبلات هذه مجمعة ومركزة بشدة في خلايا الحزمة العصبية في المناطق المعنية بفهم وإدراك معاني الصور المرسومة أو المكتوبة، ولا توجد في المناطق المعنية باستقبال الدماغ للصور المرئية في أول الأمر، أي أنها توجد في مناطق تعمل في مراحل متقدمة من عملية التحليل الذهني لمعاني الصور المشاهدة وتحديد مدلولاتها، فلا يثُيرها إلا ما يستدعي التحليل والفهم وليس مجرد الاستقبال الأولى المبدئي. ولذا فالباحثون يقولون كلما كثر النشاط العصبي في أثناء الجهد للتحليل والفهم في المنطقة الغنية بمستقبلات الأفيون، كلما كان الشعور باللذة أعظم عند نجاحها في الوصول إلى الفهم وحل الغموض.

خليجية

وفي سلسلة من صور متفرقة لمناطق متنوعة من الدماغ بالرنين المغنطيسي لمتطوعين عرضت عليهم أنواع عدة من الصور،وجد فريق البروفسور بيدرمان أنهم فضلوا بشدة الصور التي أثارتهم بشكل ملفت لتحليلها وفهمها، وزادت من نشاط الإفراز في المناطق الغنية بمستقبلات الأفيون. كما ولاحظ البروفسور بيدرمان أن تكرار عرض الصور الجذابة للشخص في البداية يُؤدي إلى تدن تدريجي في إثارة مناطق إفراز المواد الشبيهة بالأفيون مع تكرار العرض، وبالتالي قلة إفراز المواد الكيميائية الباعثة على الشعور باللذة من فهمها. (7)

إذن فقراءة الكتب والإقبال على العلم والمعرفة تعني مزيدا من الإيمان، ومن ثم تتأكد متعة العقل والروح حيث يشعر الإنسان بحلاوة الإيمان، وهذا هو السر في مقولة المغني الأنجليزي الشهير الذي أسلم وسمي بيوسف اسلام حينما سئل عن شعوره بعد اسلامه فقال: يعجز اللسان عن وصف السعادة التي تغمرني والتي لا طالما بحثت عنها في جميع الأديان .

ربي لايحرمنا من هذا القلم الذهبي
يعطيك الف عافيه على الموضوع الرووعه
دمت ودام قلمك