العوامل المؤثرة في تحديد واستخدام وسائل تطوير الذات؟
هناك وسائل وطرق متنوعة يمكن للإنسان أن يستخدمها في سبيل تطوير ذاته، وهذا التنوع قد يجعل المرء في حيرة من أمره، فماذا يختار منها؟ وعلى أي أساس؟ من هنا جاءت أهمية معرفة العوامل المؤثرة في تحديد واختيار وسائل تطوير الذات، فهي تعين المرء على اختيار ما يناسبه من تلك الوسائل على بصيرة وعلم. ولكن ما تلك العوامل المؤثرة على كل حال؟
إن أول وأهم تلك العوامل المؤثر؛ هو معرفة من أنت؟ وما وجهتك في الحياة؟ وما أهدافك؟ وما خطتك؟ فبدون معرفة هذه الأمور عن نفسك سيصعب عليك تحديد أي الوسائل أنفع لك في بلوغ تطوير ذاتك.
أما العامل المؤثر الثاني، فهو معرفة مدى ما تحتاجه تلك الوسيلة من قدرات ذاتية فيك، فمثلا إذا كنت لا تصبر كثيرا على مطالعة الكتب بطبعك، فلن تكون القراءة وسيلتك الأولى والمفضلة في تطوير نفسك.
أما العامل الثالث من العوامل المؤثرة في تحديد واختيار وسائل تطوير الذات، فهو معرفة مدى ما تحتاجه تلك الوسيلة من إمكانات مادية كالمال والقدرة على السفر. فلو كنت محدود الموارد المالية، فلن تكون الدورات أو الورش التدريبية المتخصصة خيارك الأول في تطوير الذات وكذلك الحال إن لم تكن تقدر على السفر والتنقل ولم يكن في بلدك أماكن تعقد فيها تلك الدورات أو الورش التدريبية المتخصصة.
ختاما في هذا الشأن، لا بد أن نشير أن هناك خطأ منهجي في ممارسات تطوير الذات المتداولة في العالم العربي خصوصا؛ ألا وهو اعتقاد كثير من مقدمي خدمات ومنتجات تطوير الذات، أن ما يصلح لزيد من وسائل تطوير الذات يصلح لعبيد وأن هناك مقاس واحد يسع كل الناس، فأضحى الأمر وكأنهم يحاولون إلباس جميع من يريد تطوير ذاته مقاسًا واحداً من الثياب؛ "مفهوم الثوب الواحد"، فمن ناسبه ذلك الثوب سعد ومن لم يناسبه ضاع أو تأخر وهذا الأمر غير دقيق. صحيح أن هناك أموراً مشتركة بين الناس في الوسائل المعينة على تطوير الذات، ولكن يبقى لكل إنسان احتياجاته وظروفه الخاصة التي ينبغي أن تراعى في تطوير ذاته.
,,,,,,على كل كلمة رسمتها وجزآك الله خير الجزاء
طرح مفيد وهادف اسأل الله لك التوفيق
