البُستانيّ و الثّعلبُ 2024.

يُحكى أنّ بُستانيًّا كان له بستانٌ يعتني بأشجارهِ كلّ يومٍ


يسقيها ، أو يكنش التّربة حولها ، يقلّم أغصانها


أو يقلع الأعشاب الضّارة المحيطة بها

نَمَتْ أشجار البستان و أثمرتْ ، فتدلّتْ أغصانها


و ذات مساءٍ مرّ بالبستان ثعلبٌ جائع

رأى ثماره الناضجة فسال لعابه و اشتهى أن يأكل منها


لكن كيف يدخل البستان


كيف يتسلّق هذا السّور العالي

خليجية

بقي الثعلب يدور حول السّور ، حتّى وجد فتحة في أسفله


فنفذ منها بصعوبة ، و بدأ يأكل الفواكه حتّى انتفخ بطنه


و لمّا أراد الخروج لم يستطع

قال في نفسه : أتمدّدُ هنا كالميّت


و عندما يجدني البستانيّ هكذا


يرميني خارج السّور ، فأهرب و أنجو

جاء البستانيّ ليعمل كعادته ، فرأى بعض الأغصان مكسّرة

خليجية


و القشور مبعثرة ، عرف أنّ أحدًا تسلّل إلى البستان


فأخذ يبحث حتّى وجد ثعلبًا ممدّدًا على الأرض


بطنه منفوخ ، و فمه مفتوح ، و عيناه مغمضتان

قال البستانيّ : نلتَ جزاءك أيّها الماكر

سأحضر فأسًا ، و أحفر لك قبرًا


كي لا تنتشر رائحتك النّتنة

خاف الثعلب فهرب و تخبّأ ، و بات خائفًا

و عند الفجر خرج من الفتحة الّتي دخل منها

ثمّ التفت إلى البستان و قال : ثمارك لذيذة و مياهك عذبة


لكنّي لم أستفد منك شيئًا
دخلت إليك جائعًا ، و خرجت منك جائعًا ، و كدت أن أدفن حيًّا

خليجيةخليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.