أنواع القلوب عند ابن القيم 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ذكر ابن القيم رحمه الله في كتابة الوابل الصيب من الكلم الطيب عن أنواع القلوب حيث قال :
وإنما يقوى العبد على حضوره في الصلاة واشتغاله فيها بربه عز و جل إذا قهر شهوته وهواه وإلا فقلب قد قهرته الشهوة وأسره الهوى ووجد الشيطان فيه مقعدا تمكن فيه كيف يخلص من الوساوس والأفكار .
والقلوب ثلاثة

القلب الأول :

قلب خال من الإيمان وجميع الخير فذلك قلب مظلم قد استراح الشيطان من إلقاء الوساوس إليه لأنه قد اتخذ بيتا ووطنا وتحكم فيه بما يريد وتمكن منه غاية التمكن .
القلب الثاني :

قلب قد استنار بنور الإيمان وأوقد فيه مصباحه لكن عليه ظلمة الشهوات وعواصف الأهوية فللشيطان هنالك إقبال وإدبار ومجالات ومطامع فالحرب دول وسجال وتختلف أحوال هذا الصنف بالقلة والكثرة فمنهم من أوقات غلبته لعدوه أكثر ومنهم من أوقات غلبة عدوه له أكثر ومنهم من هو تارة وتارة .

……….

القلب الثالث :

قلب محشو بالإيمان قد استنار بنور الإيمان وانقشعت عنه حجب الشهوات وأقلعت عنه تلك الظلمات فلنوره في صدره إشراق ولذلك الإشراق إيقاد لو دنا منه الوسواس احترق به فهو كالسماء التي حرست بالنجوم فلو دنا منها الشيطان يتخطاها رجم فاحترق وليست السماء بأعظم حرمة من المؤمن وحراسة الله تعالى له أتم من حراسة السماء والسماء متعبد الملائكة ومستقر الوحي وفيها أنوار الطاعات وقلب المؤمن مستقر التوحيد والمحبة والمعرفة والإيمان وفيه أنوارها فهو حقيق أن يحرس ويحفظ من كيد العدو فلا ينال منه شيئا إلا خطفه .
وقد مثل ذلك بمثال حسن وهو ثلاثة بيوت .

بيت للملك :

فيه كنوزه وذخائره وجواهره .

وبيت للعبد :

فيه كنوز العبد وذخائره وليس جواهر الملك وذخائره .

وبيت خال :

صفر لا شئ فيه ، فجاء اللص يسرق من أحد البيوت فمن أيها يسرق ؟

فإن قلت من البيت الخالي كان محالا لأن البيت الخالي ليس فيه شئ يسرق ولهذا قيل لابن عباس رضي الله عنهما : إن اليهود تزعم أنها لا توسوس في صلاتها فقال : وما يصنع الشيطان بالقلب الخراب ؟

وإن قلت : يسرق من بيت الملك كان ذلك كالمستحيل الممتنع فإن عليه من الحرس واليزك ما لا يستطيع اللص الدنو منه كيف وحارسه الملك بنفسه ؟ وكيف يستطيع اللص الدنو منه وحوله من الحرس والجند ما حوله ؟

فلم يبق للص إلا البيت الثالث فهو الذي يشن عليه الغارات .
اللهم اجعل قلوبنا عامرة بالإيمان واستنارت بنوره الوضَّاء ، وانقشعت عنها حجب الشهوات ، وا ذهب عنها كيد الشيطان ،
من بريدى
الله يجعله في ميزان حسناتك و نشاء الله نكون من اصحاب القلب الثالث باذن الله
جزاك الله خير للموضوع القيم
خليجيةيعطيك الف عافية بارك الله فيك

كلام بديعٌ لابن القيم في المصائب، وعلاج حرِّها وحزنها! 2024.

فصلٌ: في هديه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في علاج حر المصيبة وحزنها

قال تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة: 155].
وفي "المسند" عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال:
"ما من أَحَدٍ تصيبُه مصِيبَةٌ؛ فيقولُ: إنَّا لله وإنَّا إليه رَاجِعُونَ، اللهم أجرنِي في مُصيبَتى وأخلفْ لي خيرًا منهَا؛ إلا أجاَرَه الله في مصِيبَتِهِ، وأخلفَ لهُ خَيرًا منها"[1].
وهذه الكلمة من أبلغ علاج المصاب، وأنفعه له في عاجلته وآجلته، فأنها تتضمن أصلين عظيمين إذا تحقق العبد بمعرفتهما تسلى عن مصيبته.
أحدهما: أنالعبد وأهله وماله ملكٌ لله -عز وجل- حقيقة، وقد جعله عند العبد عارية، فإذا أخذه منه، فهو كالمعير يأخذ متاعه من المستعير.
وأيضًا فإنه محفوف بِعَدَمينِ: عدم قبله، وعدم بعده، وملك العبد له متعةٌ معارة في زمنٍ يسير.
وأيضًا فإنه ليس الذي أوجده من عدمه، حتى يكون ملكه حقيقةً، ولا هو الذي يحفظه من الآفات بعد وجوده، ولا يبقى عليه وجوده، فليس له فيه تأثير، ولا ملك حقيقي.
وأيضًا فإنه متصرفٌ فيه بالأمر تصرف العبد المأمور المنهي، لا تصرف الملاك، ولهذا لا يباح له من التصرفات فيه إلا ما وافق أمر مالكه الحقيقي.
والثاني: أنَّ مصير العبد ومرجعه إلى الله مولاه الحق، ولا بد أن يخلِّف الدنيا وراء ظهره، ويجيء ربه فرداً كما خلقه أول مرة بلا أهل ولا مال ولاعشيرة، ولكن بالحسنات والسيئات، فإذا كانت هذه بداية العبد وما خُوِّله ونهايته، فكيف يفرح بموجود، أو يأسى على مفقود؟! ففكره فى مبدئه ومعاده من أعظم علاج هذا الداء
ومن علاجه: أن يعلم علم اليقين أنَّ ما أصابه لم يكن ليُخطئه، وما أخطأه لم يكن ليُصيبه. قال تعالى: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِى الأَرْضِ وَلاَ فِى أَنْفُسِكُمْ إلاَّ فِى كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا، إنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ لِّكَيْلاَ تَأْسَوْاْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَا آتَاكُمْ وَاللهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [الحديد: 22].
ومن علاجه: أن ينظر إلى ما أُصيبَ به؛ فيجد ربَّه قد
أبقى عليه مثله، أو أفضل منه.
وادَّخر له إن صبرَ ورضِىَ ما هو أعظمُ من فوات تِلك المصيبةِ بأضعافٍ مُضاعفة.
وأنه لو شاء لجعلها أعظم مما هى.
ومن عِلاجه: أن يُطفئَ نارَ مصيبته ببرد التأسِّى بأهل المصائب.
وليعلم أنه فى كل وادٍ بنو سعد؛ ولينظر يَمْنةً، فهل يرى إلا مِحنةً؟
ثم ليعطف يَسْرةً، فهل يرى إلا حسرةً؟
وأنَّه لو فتَّش العالَم لم ير فيهم إلا مبتلىً، إما بفوات محبوب، أو حصول مكروه.
وأنَّ شرورَ الدنيا أحلامُ نوم أو كظلٍّ زائلٍ، إن أضحكتْ قليلاً، أبكتْ كثيراً، وإن سَرَّتْ يوماً، ساءتْ دهراً، وإن مَتَّعتْ قليلاً، منعت طويلاً، وما ملأت دارًا خيرةً إلا ملأتها عَبْرة، ولا سرَّته بيومِ سرور إلا خبأتْ له يومَ شرور.
قال ابن مسعود -رضى الله عنه-: "لكل فرحةٍ تَرْحة، وما مُلِىءَ بيتٌ فرحاً إلا مُلِىءَ تَرحًا".
وقال ابن سيرين: "ما كان ضحكٌ قَطٌ إلا كان من بعده بُكاء".
وقالت هند بنت النُّعمان: لقد رأيتُنا ونحن مِن أعزِّ الناس وأشدِّهم مُلكاً، ثم لم تَغِبِ الشمسُ حتى رأيتُنا ونحن أقلُّ الناس، وأنه حقٌ على الله ألا يملأ داراً خَيْرة إلا ملأها عَبرة.
وسألها رجلٌ أن تُحَدِّثه عن أمرها؛ فقالت: أصبحنا ذا صباح، وما فى العرب أحدٌ إلا يرجونا، ثم أمسينا وما فى العرب أحد إلا يرحمُنا.
وبكت أختها حُرقَةُ بنت النُّعمان يومًا، وهى فى عِزِّها، فقيل لها: ما يُبكيكِ، لعل أحدًا آذاك؟ قالت: لا، ولكن رأيتُ غَضارة فى أهلى، وقلَّما امتلأت دارٌ سروراً إلا امتلأت حُزنًا.
قال إسحاق بنُ طلحة: دخلتُ عليها يومًا، فقلتُ لها: كيف رأيتِ عبراتِ الملوك؟
فقالت: ما نحنُ فيه اليومَ خيرٌ مما كنا فيه الأمس، إنَّا نجِدُ فى الكتب أنه ليس مِن أهل بيت يعيشون فى خيْرة إلا سيُعقَبون بعدها عَبرة، وأنَّ الدهر لم يظهر لقوم بيوم يحبونه إلا بَطَن لهم بيوم يكرهونه، ثم قالت:

فَبَيْنَا نَسُوسُ النَّاسَ وَالأَمْرُ أَمْرُنَا … إذَا نَحْنُ فِيهِمْ سُوقَةٌ نَتَنَصَّفُ

فَأُفٍّ لِدُنْيَا لاَ يَدُومُ نَعِيمُهَا … تَقَلَّبُ تَارَاتٍ بِنَا وَتَصَرَّفُ

ومِن عِلاجها: أن يعلم أنَّ الجزع لا يردها، بل يُضاعفها، وهو فى الحقيقة من تزايد المرض.
ومِن عِلاجها: أن يعلم أنَّ فوت ثواب الصبر والتسليم، وهو الصلاةُ والرحمة والهداية التى ضمِنَها الله على الصبر والاسترجاع، أعظمُ مِن المصيبة فى الحقيقة.
ومِن عِلاجها: أن يعلم أنَّ الجَزَعَ يُشمت عدوه، ويسوء صديقه، ويُغضب ربه، ويَسرُّ شيطانه، ويُحبط أجره، ويُضعف نفسه، وإذا صبرَ واحتسب أنضى شيطانه، وردَّه خاسئاً، وأرضى ربه، وسرَّ صديقه، وساء عدوه، وحمل عن إخوانه، وعزَّاهم هو قبل أن يُعَزُّوه. فهذا هو الثَّباتُ والكمال الأعظم؛ لا لطمُ الخدودِ، وشقُّ الجيوب، والدعاءُ بالوَيْل والثُّبور، والسخَطُ على المقدور.
ومِن عِلاجها: أن يعلم أنَّ ما يُعقبه الصبرُ والاحتساب من اللَّذة والمسرَّة أضعافُ ما كان يحصُل له ببقاء ما أُصيبَ به لو بقى عليه، ويكفيه من ذلك بيتُ الحمد الذى يُبنى له فى الجنَّة على حمدِهِ لربِّه واسترجاعه؛ فلينظرْ: أىُّ المصيبتين أعظمُ؟ مصيبةُ العاجلة، أو مصيبةُ فواتِ بيتِ الحمد فى جنَّة الخلد؟
وفى الترمذى مرفوعاً: "يَوَدُّ ناسٌ يَوْمَ القيامة أنَّ جُلُودَهُم كانت تُقْرَضُ بالمقارِيض فى الدُّنيا لما يَرَوْنَ من ثوابِ أهلِ البلاءِ".[2]
وقال بعضُ السَّلَف: "لولا مصائبُ الدنيا لورَدْنا القيامة مفاليس".
ومِن عِلاجها: أن يُرَوِّح قلبه برَوْح رجاء الخَلَفِ مِن الله، فإنَّه من كُلِّ شىء عِوَض إلا الله، فما مِنه عِوَضٌ؛ كما قيل:

مِنْ كُلِّ شَىْءٍ إذَا ضَيَّعْتَهُ عِوَضٌ … وَمَا مِنَ اللهِ إنْ ضَيَّعْتَهُ عِوَضُ

ومن عِلاجها: أن يعلم أنَّ حظه من المصيبة ما تُحدثه له، فمن رضى، فله الرِّضى، ومن سخِط، فله السَّخَط، فحظُّك منها ما أحدثته لك، فاختر خيرَ الحظوظ أو شرَّها؛
فإن أحدثت له سخطًا وكفرًا؛ كُتِب فى ديوان الهالكين.
وإن أحدثت له جزعاً وتفريطاً فى ترك واجب، أو فى فعل مُحَرَّم، كُتِبَ فى ديوان المفرِّطين.
وإن أحدثتْ له شكايةً وعدم صبرٍ؛ كُتِبَ فى ديوان المغبونين.
وإن أحدثتْ له اعتراضًا على الله، وقدحًا فى حكمته؛ فقد قرع باب الزندقة أو ولَجه.
وإن أحدثت له صبرًا وثباتًا لله، كُتِبَ فى ديوان الصابرين.
وإن أحدثت له الرِّضى عن الله، كُتِبَ فى ديوان الراضين.
وإن أحدثت له الحمدَ والشكرَ، كُتِبَ فى ديوان الشاكرين، وكان تحتَ لواء الحمد مع الحمَّادين.
وإن أحدثت له محبةً واشتياقاً إلى لقاء ربه، كُتِبَ فى ديوان المُحبِّين المخلصين.
وفى "مسند الإمام أحمد" والترمذىِّ، من حديثِ محمود بن لبيد يرفعه: "إنَّ اللهَ إذا أحبَّ قوماً ابتلاهُم، فمَن رَضِىَ فَلَهُ الرِّضى، ومَن سَخِط فَلَهُ السُّخْطُ". زاد أحمد: "ومَن جَزِع فَلَهُ الجَزَعُ"[3].
ومِن عِلاجها: أن يعلم أنه وإن بلغ فى الجَزَع غايتَه، فآخِرُ أمره إلى صبر الاضطرار، وهو غيرُ محمود ولا مُثاب.
قال بعض الحكماء: العاقلُ يفعل فى أوَّل يوم من المصيبة ما يفعله الجاهل بعد أيام، ومَن لم يصبْر صَبْرَ الكِرَام، سلا سُلُوَّ البهائم
وفى "الصحيح" مرفوعًا: "الصَّبْرُ عند الصَّدْمَةِ الأُولى"[4].
وقال الأشعث بن قيس: إنك إن صبرتَ إيمانًا واحتسابًا؛ وإلا سَلَوْتَ سُلُوَّ البهائِم.
ومِن عِلاجها: أن يعلم أنَّ أنفع الأدوية له موافقةُ ربه وإلهه فيما أحبَّه ورضيه له، وأن خاصيَّة المحبة وسِرَّها موافقةُ المحبوب؛ فمَن ادَّعى محبة محبوب، ثم سَخِطَ مَا يُحِبُّه، وأحبَّ ما يُسخطه، فقد شهد على نفسه بكذبه، وتَمقَّتَ إلى محبوبه.
وقال أبو الدرداء: إنَّ الله إذا قضى قضاءً، أحب أن يُرضَى به.
وكان عِمران بن حصين يقول فى عِلَّته: أحَبُّهُ إلىَّ أحَبُّهُ إليه، وكذلك قال أبو العالية.
وهذا دواءٌ وعِلاجٌ لا يَعمل إلا مع المُحبِّين، ولا يُمكن كُلّ أحد أن يتعالج به.
ومِن عِلاجها: أن يُوازِن بين أعظم اللَّذتين والتمتعين، وأدْوَمِهما: لذَّةِ تمتعه بما أُصيب به، ولَذَّةِ تمتُّعه بثواب الله له؛
فإن ظهر له الرجحان، فآثر الراجِحَ؛ فليحمدِ الله على توفيقه.
وإن آثر المرجوحَ مِن كل وجه؛ فليعلم أنَّ مصيبتَه فى عقله وقلبه ودينه أعظمُ مِن مصيبته التى أُصيب بها فى دنياه.
ومِن عِلاجها: أن يعلم أنَّ الذى ابتلاه بها أحكمُ الحاكمين، وأرحمُ الراحمين، وأنه سبحانه لم يُرسل إليه البلاءَ ليُهلكه به، ولا ليُعذبه به، ولا ليَجْتاحَه؛ وإنما افتقده به ليمتحن صبره ورضاه عنه وإيمانه، وليسمع تضرُّعه وابتهالَه، وليراه طريحاً ببابه، لائذاً بجنابه، مكسورَ القلب بين يديه، رافعاً قصصَ الشكوى إليه.
قال الشيخ عبد القادر: يا بُنَىَّ! إنَّ المصيبةَ ما جاءت لِتُهلِكَكَ، وإنَّما جاءت لتمتحِنَ صبرك وإيمانَك؛ يا بُنَىَّ! القَدَرُ سَبُعٌ، والسَّبُعُ لا يأكل الميتةَ.
والمقصود: أنَّ المصيبة كِيرُ العبدِ الذى يُسبَك به حاصله، فإمَّا أن يخرج ذهبًا أحمر، وإمَّا أن يخرج خَبَثًا كله؛ كما قيل:

سَبَكْنَاه ونَحْسِبهُ لُجَيْنًا … فأَبْدَى الْكِيرُ عَنْ خَبَثِ الْحَدِيدِ

فإن لم ينفعه هذا الكِيرُ فى الدنيا، فبيْنَ يديه الكِيرُ الأعظم، فإذا علم العبد أنَّ إدخاله كِيرَ الدنيا ومَسبكَها خيرٌ له من ذلك الكِير والمسبك، وأنه لا بد من أحد الكِيرَين، فليعلم قدرَ نعمة الله عليه فى القيصر العاجل.
ومِن عِلاجها: أن يعلم أنَّه لولا مِحَنُ الدنيا ومصائبُها؛ لأصاب العبدَ مِن أدْواء الكِبْرِ والعُجب والفرعنة وقسوة القلب ما هو سببُ هلاكه عاجلاً وآجلاً، فمن رحمةِ أرحم الراحمين أن يتفقَّده فى الأحيان بأنواع من أدوية المصائب، تكون حِمية له من هذه الأدواء، وحِفظًا لصحة عُبوديتهِ، واستفراغًا للمواد الفاسدة الرديئة المهلكة منه، فسبحانَ مَن يرحمُ ببلائه، ويبتلى بنعمائه؛ كما قيل:

قَدْ يُنْعِمُ اللهُ بِالْبَلْوَى وَإنْ عَظُمَتْ … وَيَبْتَلِى اللهُ بعْضَ الْقَوْمِ بِالنِّعَمِ

فلولا أنَّه سبحانه يداوى عباده بأدوية المحن والابتلاء؛ لطَغَوا، وبَغَوْا، وعَتَوْا، واللهُ سبحانه إذا أراد بعبد خيرًا سقاه دواءً من الابتلاء والامتحان على قدر حاله يستفرِغُ به من الأدواء المهلكة، حتى إذا هذَّبه ونقَّاه وصفَّاه، أهَّلَه لأشرفِ مراتب الدنيا؛ وهى عبوديتُه، وأرفع ثواب الآخرة؛ وهو رؤيتُه وقُربه.
ومِن عِلاجها: أن يعلم أنَّ مرارةَ الدنيا هى بعينها حلاوةُ الآخرة، يَقلِبُها الله سبحانه كذلك، وحلاوة الدنيا بعينها مرارةُ الآخرة، ولأَنْ ينتقل مِن مرارة منقطعة إلى حلاوة دائمة خيرٌ له من عكس ذلك.
فإن خَفِىَ عليك هذا؛ فانظر إلى قول الصادق المصدوق: "حُفَّتِ الجَنَّةُ بالمَكَارهِ،وحُفَّتِ النَّارُ بالشَّهَواتِ"[5].
وفى هذا المقام تفاوتت عقولُ الخلائق، وظهرت حقائقُ الرجال، فأكثرُهم آثرَ الحلاوةَ المنقطعة على الحلاوة الدائمة التى لا تزول، ولم يحتمل مرارةَ ساعةٍ لِحلاوة الأبد، ولا ذُلَّ ساعةٍ لِعزِّ الأبد، ولا مِحنةَ ساعةٍ لعافيةِ الأبد؛ فإنَّ الحاضر عنده شهادةٌ، والمنتظر غيبٌ، والإيمان ضعيفٌ، وسلطانُ الشهوة حاكم، فتوَلَّد من ذلك إيثارُ العاجلة، ورفضُ الآخرة، وهذا حال النظر الواقع على ظواهر الأُمور، وأوائلها ومبادئها.
وأما النظر الثاقب الذى يَخرِق حُجُب العاجلة، ويُجاوزه إلى العواقب والغايات، فله شأنٌ آخرُ.
فادع نفسك إلى ما أعدَّ الله لأوليائه وأهل طاعته من النعيم المقيم، والسعادة الأبدية، والفوز الأكبر، وما أعدَّ لأهل البطالة والإضاعة من الخزى والعقاب والحسرات الدائمة، ثم اخترْ أىُّ القسمَيْن أليقُ بك، وكُلٌ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ، وكُلُّ أحد يصبُو إلى ما يُناسبه، وما هو الأَوْلَى به.
ولا تستطِلْ هذا العلاج، فشدةُ الحاجة إليه من الطبيب والعليل دعت إلى بسطه، وبالله التوفيق.

المصدر: زاد المعاد من هدي خير العباد
خليجية

أروع القيم الحضارية في سيرة خير البرية 2024.

أروع القيم الحضارية في سيرة خير البرية

تحقيق علمي حول الشبهات المثارة
حول زواج النبي الكريم وجهاده وشمائله – صلى الله عليه وسلم –
تأليف/ انجوغو امبكي صمب
1445هـ 2024م
تحقيق علمي حول الشبهات المثارة حول زواج النبي الكريم وجهاده وشمائله – صلى الله عليه وسلم –
تأليف
انجوغو امبكي صمب
جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة للمؤلف
مطبعة دار الكتاب يمبل دكار – السنغال
1445هـ 2024م
التنسيق والإخراج
مركز السلفية للحاسوب 851 75 20 / 534 77 29
دكار – السنغال
{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} (التوبة:129-129)
المقدمة:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله صحبه، أما بعد:
فإن الله تعالى خلق الإنس والجن لغاية عظيمة ومقصد جليل وهو تحقيق العبودية الاختيارية له سبحانه وتعالى، قال الله عز وجل: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (الذاريات:56) ولما كانت العقول البشرية قاصرة وغير مستقلة بمعرفة صفات الخالق ومعرفة حقوقه على عباده، وما أعده الله لمن يطيعه، أو توعد به من خالف أمره، كان من كمال علمه وحكمته سبحانه أن اختار لتبليغ رسالاته وتأدية أماناته أكمل الناس خلقا وخلقا، وأشرفهم طبعا ومعدنا، قال تعالى: {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} (الأنعام: من الآية124).
هذا، ولم يبعث الله إلى خلقه ملكا لا يفتر في عبادة، ولا خلقا آخر من عنده لا يشبع من لهو أو لعب، لأن مقاصد الرسالة الإلهية ترمي إلى تأهيل الإنسان لأداء دور الخلافة في الأرض التي هي عبادة الله وتعمير الأرض على مقتضى المنهج الرباني.

خليجية

!!●●●[°● « روائع ابن القيم » ●°]●●●!! 2024.

أنواع القلوب عند ابن القيم 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ذكر ابن القيم رحمه الله في كتابة الوابل الصيب من الكلم الطيب عن أنواع القلوب حيث قال :
وإنما يقوى العبد على حضوره في الصلاة واشتغاله فيها بربه عز و جل إذا قهر شهوته وهواه وإلا فقلب قد قهرته الشهوة وأسره الهوى ووجد الشيطان فيه مقعدا تمكن فيه كيف يخلص من الوساوس والأفكار .
والقلوب ثلاثة

القلب الأول :

قلب خال من الإيمان وجميع الخير فذلك قلب مظلم قد استراح الشيطان من إلقاء الوساوس إليه لأنه قد اتخذ بيتا ووطنا وتحكم فيه بما يريد وتمكن منه غاية التمكن .
القلب الثاني :

قلب قد استنار بنور الإيمان وأوقد فيه مصباحه لكن عليه ظلمة الشهوات وعواصف الأهوية فللشيطان هنالك إقبال وإدبار ومجالات ومطامع فالحرب دول وسجال وتختلف أحوال هذا الصنف بالقلة والكثرة فمنهم من أوقات غلبته لعدوه أكثر ومنهم من أوقات غلبة عدوه له أكثر ومنهم من هو تارة وتارة .

……….

القلب الثالث :

قلب محشو بالإيمان قد استنار بنور الإيمان وانقشعت عنه حجب الشهوات وأقلعت عنه تلك الظلمات فلنوره في صدره إشراق ولذلك الإشراق إيقاد لو دنا منه الوسواس احترق به فهو كالسماء التي حرست بالنجوم فلو دنا منها الشيطان يتخطاها رجم فاحترق وليست السماء بأعظم حرمة من المؤمن وحراسة الله تعالى له أتم من حراسة السماء والسماء متعبد الملائكة ومستقر الوحي وفيها أنوار الطاعات وقلب المؤمن مستقر التوحيد والمحبة والمعرفة والإيمان وفيه أنوارها فهو حقيق أن يحرس ويحفظ من كيد العدو فلا ينال منه شيئا إلا خطفه .
وقد مثل ذلك بمثال حسن وهو ثلاثة بيوت .

بيت للملك :

فيه كنوزه وذخائره وجواهره .

وبيت للعبد :

فيه كنوز العبد وذخائره وليس جواهر الملك وذخائره .

وبيت خال :

صفر لا شئ فيه ، فجاء اللص يسرق من أحد البيوت فمن أيها يسرق ؟

فإن قلت من البيت الخالي كان محالا لأن البيت الخالي ليس فيه شئ يسرق ولهذا قيل لابن عباس رضي الله عنهما : إن اليهود تزعم أنها لا توسوس في صلاتها فقال : وما يصنع الشيطان بالقلب الخراب ؟

وإن قلت : يسرق من بيت الملك كان ذلك كالمستحيل الممتنع فإن عليه من الحرس واليزك ما لا يستطيع اللص الدنو منه كيف وحارسه الملك بنفسه ؟ وكيف يستطيع اللص الدنو منه وحوله من الحرس والجند ما حوله ؟

فلم يبق للص إلا البيت الثالث فهو الذي يشن عليه الغارات .
اللهم اجعل قلوبنا عامرة بالإيمان واستنارت بنوره الوضَّاء ، وانقشعت عنها حجب الشهوات ، وا ذهب عنها كيد الشيطان ،
من بريدى
يعطيكي العافيه …

قول ابن القيم في المراه الشؤم 2024.

خليجية

خليجية

بسم الله الرحمن الرحيم
من هي المرأه الشؤم
الشؤم في ثلاث, الدار و الفرس و المرأة
‏‏ النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ذكر الشؤم
‏فقال :: ( ‏‏إن كان الشؤم في شيء ففي الدار والمرأة والفرس)
صحيح البخاري .. كتاب النكاح .. باب ما يتقى من شؤم المرأة
بمعنى انه لايوجد عدوى ولا تشاؤم ولكن استثنى ثلاث منهم
المرأه والدار والفرس

خليجية

شؤم الدار ضيقها وشؤم جيرانها وأذاهم , .
وشؤم المرأة عدم ولادتها وسلاطة لسانها وتعرضها للريب .
وشؤم الفرس أن يصعب ترويضه وركوبه أو لا تغزو في سبيل الله

فالمرأه يحب ان تكون على قدر من الرضى عن نفسها وقضاء الله حتى لاتكون شؤم
ويجب ان تتاقلم المرأه مع حال زوجها ان كان فقيرا تعينه على تحمل مصاعب الحياه وتصبر ولها اجر بازن الله
وان كان غنيا تساعده فى الانفاق فى وجوه الخير وتعينه بان توجهه وترشده لاعمال الخير

طلبات الزوجه المستمره باسراف تؤدى الى سلاطة لسانها
الشكوى والالحاح على الزوج ايضا تؤدى الى ذلك
التذمر من المعيشه
الضغط على الزوج بطلبات ليست باستطاعته
فالزوجه الزكيه يجب ان تكون راضيه عن نفسها اولا وان تكون لديها القناعه
التى تجعلها تتحمل متاعب ومصاعب الحياه مع شريك حياتها
واخيرا يجب ان تبتعد المرأه عن كل ماهو يريب وان تتجنب مواطن الشبهات
سواء فى تعاملاتها مع الرجال او اى تعاملات اخرى حتى لاتكون مشؤومه

خليجية

وجاء في شرح سنن أبي داود ـ عبد المحسن العباد سئل الإمام مالك عن الشؤم في الفرس والدار؟ قال: كم من دار سكنها قوم فهلكوا، ثم سكنها آخرون فهلكوا!
وهذا الشيء يجعل النفس لا تنشرح ولا ترتاح لسكنى تلك الدار فهذا تفسيره فيما نرى، والله أعلم

بين العلامة ابن القيم فقال "
إخباره صلى الله عليه وسلم بالشؤم في هذه الثلاث ، ليس فيه إثبات الطيرة التي نفاها الله ،
وإنما غايته أن الله – سبحانه – قد يخلق أعياناً منها مشؤومة على من قاربها وسكنها ،

وأحياناً مباركة لا يلحق من قاربها شؤم ولا شر ، كما يعطي – سبحانه –
الوالدين ولداً مباركاً يريان الخير على وجهه ، ويعطي غيرهما ولدا مشؤوماً
يريان الشر على وجهه ، فكذلك الدار والمرأة والدابة ،

والله – سبحانه – خالق الخير والشر والسعود والنحوس ، فيخلق سعوداً مباركة ،
ويقضي بسعادة من قاربها ، ويخلق نحوساً يتنحس بها من قاربها ، وكل ذلك بقضاء الله وقدره
، كما خلق الأسباب وربط بمسبباتها ." انتهى ملخصاً .

خليجية

والمقصود أن من له دار يكره سكناها أو امرأة يكره صحبتها ويتأذى بها فليفارق ذاك بالبيع
والطلاق ونحوه ، ولا يقيم على الكراهة والتأذي به .
والله أعلم .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

خليجية


خليجية

خليجية

ابي بحث عن ابن القيم الجوزية 2024.

صباحكم خير

لو سمحتم نسائيات طلب بسيط

وجزاكم ربي الجنة للي تساعدني : )

ابي بحث عن ابن قيم الجوزية

اسمه

كتبه

اهم اراءه بالتربية بس 7 اراء
اهم اعماله

وبس

حول تسع اوراق 🙂

وربي لا أدعي لها من قلبي اللي تساعدني

مراتب الناس في الصلاة عند ابن القيم 2024.

السلام عليكم روحمة الله وبركاته
ذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه الوابل الصيب من الكلم الطيب أن الناس في الصلاة على مراتب خمسه
الأول :

مرتبة الظالم لنفسه المفرط وهو الذي انتقص من وضوئها ومواقيتها وحدودها وأركانها .

الثاني :

من يحافظ على مواقيتها وحدودها وأركانها الظاهرة ووضوئها لكن قد ضيع مجاهدة نفسه في الوسوسة فذهب مع الوساوس والأفكار .

الثالث

من حافظ على حدودها وأركانها وجاهد نفسه في دفع الوساوس والأفكار فهو مشغول بمجاهدة عدوه لئلا يسرق صلاته فهو في صلاة وجهاد .
الرابع

من إذا قام إلى الصلاة أكمل حقوقها وأركانها وحدودها واستغرق قلبه مراعاة حدودها وحقوقها لئلا يضيع شيئا منها بل همه كله مصروف إلى إقامتها كما ينبغي وإكمالها واتمامها قد استغرق قلب شأن الصلاة وعبودية ربه تبارك وتعالى فيها . .

………

الخامس :

من إذا قام إلى الصلاة قام إليها كذلك ولكن مع هذا قد أخذ قلبه ووضعه بين يدي ربه عز و جل ناظرا بقبله إليه مراقبا له ممتلئا من محبته وعظمته كأنه يراه ويشاهده وقد اضمحلت تلك الوساوس والخطوات وارتفعت حجبها بينه وبين ربه فهذا بينه وبين غيره في الصلاة أفضل وأعظم مما بين السماء والأرض وهذا في صلاته مشغول بربه عز و جل قرير العين به ..
فالقسم الأول معاقب والثاني محاسب والثالث مكفر عنه والرابع مثاب والخامس مقرب من ربه لأن له نصيبا ممن جعلت قرة عينه في الصلاة ، فمن قرت عينه بصلاته في الدنيا قرت عينه بقربه من ربه عز و جل في الآخرة وقرت عينه أيضا به في الدنيا ، ومن قرت عينه بالله قرت به كل عين ومن لم تقر عينه بالله تعالى تقطعت نفسه على الدنيا حسرات .
فانظر إلى نفسك من أي مرتبة أنت ؟

اللهم اجعلنا من الذين إذا قاموا إلى الصلاة وضعوا قلوبهم بين يدي الله
من بريدى
اللهم اجعلنا من الذين تقر اعينهم بقربهم من ربهم اللهم امين
خليجية