تلك الغرانيق العلى 2024.

قال تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } قد زلَّت في معني هذه الآية أقدام كثير من العلماء وساءت أفهام كثير من القراء إذ فسروا التَّمني هنا بالتِّلاوة وأن {إِذَا تَمَنَّى} معناه: إذا قرأ ويكون معناه حينئذ: أنه إذا قرأ الرسولُ أو النَّبيُّ ما أوحي إليه فإن الشيطان يتسلط على قراءته ويلقي فيها ما يشاء ثم ينسخ الله ذلك الذي ألقاه الشيطان واستدلوا لصحة هذا التأويل بقصة الغرانيق وهي ما روي: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قرأ سورة النجم وقال {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} قال (تلك الغرانيق العلي وإن شفاعتها لترتجي)

والغرانيق في الأصل الذكور من طير الماء واحدها غرنوق وغرنيق سُمِّي به لبياضه وقيل: الكركي. والغرنوق أيضاً: الشاب الأبيض الناعم وكانوا يزعمون أن الأصنام تقرِّبُهم من الله وتشفع لهم فتشبهت بالطيور التي تعلو في السماء وترتفع ويروي (ترتضي) وفي رواية (إن شفاعتها لترتجي وإنها لمع الغرانيق العلي) وفي أخري (والغرانقة العلي تلك الشفاعة وترتجي) فلما ختم السورة سجد وسجد المسلمون والكفار لما سمعوه أثني على آلهتهم وما وقع في بعض الروايات: أن شيطاناً ألقاها على لسانه وأن النبي كان يتمني أن لو نزل عليه شيء يقارب بينه وبين قومه فلما ألقي ذلك الشيطان حزن صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تسلية له {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } {وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً}

والصحيح في تفسير الآية هو ما قاله أحد العارفين بالله وهو (أن الله سبحانه وتعالي ما أرسل من رسول ولا بعث نبيًّا من الأنبياء إلى أمة من الأمم إلا وذلك الرسول يتمني الإيمان لأمته ويحبِّبه لهم ويرغِّب فيه ويحرص عليه غاية الحرص ويعالجهم عليه أشد المعالجة ومن جملتهم – في ذلك – نبيُّنا صلى الله عليه وسلم الذي قال له الرَّبُّ سبحانه وتعالي {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً} وقال تعالى {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} وقال تعالي { أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ} إلى غير ذلك من الآيات المتضمنة لهذا المعني ثم الأمة تختلف كما قال تعالى {فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ} فأما مَنْ كفر فقد ألقي إليه الشيطان الوساوس القادحة في الرسالة الموجبة لكفره

وكذا المؤمن أيضاً لا يخلو من وساوس لأنها لازمة للإيمان بالغيب في الغالب وإن كانت تختلف في الناس بالقلة والكثرة وبحسب المتعلقات إذا تقرر هذا فمعني {تَمَنَّى} أنه يتمني الإيمان لأمته ويحبُّ لهم الخير والرشد والصلاح والنجاح – فهذه أمنية كلِّ رسول ونبيّ وإلقاء الشيطان فيها يكون بما يلقيه في قلوب أمته من الوساوس الموجبة لكفر بعضهم ويرحم الله المؤمنين فينسخ ذلك من قلوبهم ويحكم فيها الآيات الدالة على الوحدانية والرسالة ويبقي ذلك عزَّ وجلَّ في قلوب المنافقين والكافرين ليفتتنوا به فخرج من هذا أن الوساوس تُلقي أولاً في قلوب الفريقين معاً غير أنها لا تدوم على المؤمنين وتدوم على الكافرين فهذا ما يتعلق بتفسير الآية الكريمة

وأما قصة الغرانيق فإنها قِصَّةٌ باطلةٌ نقلاً وعقلاً أما نقلاً فإن حديثها حديثٌ لم يخرجه أحد من أهل الصحَّة ولا رواه ثقةٌ بسندٍ سليمٍ متصل وإنما أولع به وبمثله المفسرون والمؤرخون المولعون بكل غريب المتلقفون من الصحف كل صحيح وسقيم وصدق القاضي بكر بن العلاء المالكي حيث قال (لقد بُلي الناس ببعض أهل الأهواء والتفسير وتعلَّق بذلك الملحدون مع ضعف نقلته واضطراب رواياته وانقطاع إسناده واختلاف كلماته فقائل يقول: إنه في الصلاة وآخر يقول: قالها وقد أصابته سِنَةٌ وآخر يقول: بل حدَّث نَفْسَهُ فَسَهَا وآخر يقول: إن الشيطان قالها على لسانه وأن النبي لما عرضها على جبريل قال: ما هكذا أقرأتك وآخر يقول: بل أعلمهم الشيطان أن النبي قرأها فلما بلغ النَّبِيَّ ذلك قال: والله ما هكذا أُنْزِلَتْ إلى غير ذلك من اختلاف الرواة ومن حُكِيَتْ هذه الحكاية عنه من المفسرين والتابعين لم يسندها أحد منهم ولا رفعها إلى صاحب وأكثر الطرق فيها ضعيفة واهية

وأما "عقلا" فقد قامت الحُجَّة وأجمعت الأمة على عصمته صلى الله عليه وسلم ونزاهته عن مثل هذه الرزيلة إمَّا مِنْ تمنِّيه أن ينزل عليه مثل هذا من مدح آلهة غير الله وهو كُفر أو يتسوَّر عليه الشيطان ويُشَبِّهُ عليه القرآن حتي يجعل فيه ما ليس منه ويعتقد النبيُّ أن من القرآن ما ليس منه حتي ينبهه جبريل وذلك كلُّه ممتنعٌ في حقِّه صلى الله عليه وسلم أو يقول ذلك النبيُّ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ عمداً – وذلك كفرٌ – أو سهواً وهو معصوم من هذا كلِّه

وقد تقرر بالبراهين والإجماع عصمته صلى الله عليه وسلم من جريان الكفر على قلبه أو لسانه لا عمداً ولا سهواً أو أن يشتبه عليه ما يُلقيه الملك مما يلقي الشيطان أو يكون للشيطان عليه سبيل أو أن يتقوَّل على الله – لا عمداً ولا سهواً – ما لم ينزل عليه وقد قال الله{وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ} وقال تعالي {إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً} وهذا الكلام لو كان – كما روي – لكان بعيد الالتئام متناقض الأقسام ممتزج المدح بالذم متخاذل التأليف والنظم ولكان النبي ومَنْ بحضرته مِنْ المسلمين وصناديد المشركين ممن يخفي عليه ذلك وهذا لا يخفي على أدني متأمل فكيف بمن رجح حِلْمُهُ واتسع في باب البيان ومعرفة فصيح الكلام علمُه؟

ثم إنه قد عُلم من عادة المنافقين ومعاندي المشركين وضعفة القلوب والجهلة من المسلمين نفورهم لأول وهلة وتخليط العدوِّ على النَّبِيِّ لأقل فتنة وتعييرهم المسلمين والشماتة بهم الفينة بعد الفينة وارتداد مَنْ في قلبه مرض ممن أظهر الإسلام لأدني شبهة ولم يَحْكِ أحدٌ في هذه القصة شيئاً سوي هذه الرواية الضعيفة الأصل ولو كان ذلك لوجدتْ قريشٌ بها على المسلمين الصولة ولأقامت بها اليهود عليهم الحُجَّة – كما فعلوا مكابرة في قصة الإسراء حتي كانت في ذلك لبعض الضعفاء رِدَّة فما رُوِيَ عن مُعاند فيها كلمة ولا عن مُسْلِمٍ بسببها بنت شفة فَدَلَّ على بطلانها واجتثاث أصلها ولا شك في إدخال بعض شياطين الإنس أو الجن هذا الحديث على بعض مغفلي المحدثين ليلتبس به على ضعفاء المسلمين

الكمالات المحمدية_ط2

منقول من كتاب [الكمالات المحمدية]

اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً

خليجية

خليجية

أمرأه تلد اثناء شنقها "سبحان العلى القدير" 2024.

خليجية

شهد اهالي اقليم كحاريسي التركي معجزة تعد الأولى من نوعها في الشرق الأوسط . فقد وضعت صباح موسليباسا (28 سنة) إحدى نزيلات السجن المحكوم عليها بالإعدام شنقا مولودا ذكرا في كامل صحته اثناء تنفيذ الإعدام بها ، وأمام صيحات ودهشة الحضورهرع طبيب السجن نحوها لإستطلاع سر هذا الجسم الغريب الذي سقط من سروالها الفضفاض بمجرد خروج روحها إلى بارئها … وكانت صيحة الله أكبر تجلجل في المكان ، وأخرج الطبيب الطفل الذي جاء مبكراً عن موعد ولادته بشهرين ، حيث كانت الأم حاملا بشهرها السابع لكن لم يكن أحد يعلم بأمر حملها ، لأنها كانت ممتلئة الجسم ولم تشتكى من أعراض الحمل طوال فترة سجنها وهو ما زاد من حيرة الموجودين .
وكانت صباح قد أدينت بقتل زوجها وطفليه بالسم فحكم عليها بالإعدام شنقاً وظلت في إنتظار الحكم ثلاثة أشهر كاملة ، وفي وقت تنفيذ الإعدام وبعد وضع الحبل حول رقبتها وبمجرد أن إنفتحت الخشبة يسقط جسدها متدلياً وفوجئ الحاضرون أنها لم تمت بعد ، حيث أستمرت قدماها في الحركة بشكل غريب للحظات قصيرة جداً .
وما أن هدأت حتى سقط جسم منها وكأن روحها إنتقلت إليه ، في البداية ظن الطبيب ان المولود ميت لأنه كان فاقداً الوعي ولكن بعد أن حاول إنعاشه بعملية تنفس سريعة التقط الطفل أنفاسه وأخذ يصرخ وكأنه يعرف المصير الذي ينتظره .
سبحان الله " يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي " .

سبحان الله وبحمده لا إله إلا هو
سبحان الله وبحمده نستغفره ونتوب اليه
خليجية