ولــد سجينا 2024.

في خانات الصبح المهربة من بين القضبان.. تناولت إحدى الأسيرات طبشورة وكتبت على الحائط شهادة ميلاده..

الاسم: براء.

الجنس: ذكر.

اسم الأم : سمر أبو صبح.

تاريخ الولادة: 30-4-.2006

مكان الولادة: احد السجون الإسرائيلية.

الجنسية: فلسطيني.

أسيرة أخرى.. رسمت دائرة كبيرة مفتوحة النهاية على «جدارية» ميلاده..التفتت قليلا ثم تقصت الشمس الداخلة على الجدار مثل مأمورة سجن..وكتبت على ضوئها المائل شرقا.. «ولد سجينا»..

وأخرى ضحت بوسادتها وأفرغتها من محتواها وصنعت له قاربا من قطن سمته مجازا «مهدا».. له رائحة الهيل وغليان الحرية..

وأخرى قالت: سأقص شعري وأغزله شالا بلون عينيه..

على سرير الولادة.. حضر العلم، وصورة الأم، وقميص الزوج، والرقم التسلسلي في الأسر. على سرير الولادة، حضرت رائحة الأمومة المخنوقة.. حضر الوجع، وحضر المخاض..رفعت «سمر» يديها المكبلتين..فلم تلامسا وجعها، ولم تلامسا الحرية والمولود.. فالوجع بهما ولهما..وكيف للوجع أن يلامس الوجع؟..

صرخ (براء) للحياة ، فحط عصفور على الجدار، وهزت الريح سقف المعتقل ، وتأرجحت دالية في بيته المهجور…وظلت الشمس تحرس النهار كل النهار.

وتذكر السجينات أنه بكى كثيرا فوق قيد أمه، وقيد المعتقل.. وأنه صرخ للحياة مرتين: مرة من رحم أمه ومرة من رحم السجن..ثم تغزلت به إحداهن قائلة : عيناه ساعة «تنفس».. وقالت الأخرى : صدره قضبان…

من يدون ميلاده بالطبشور، ويكون مهده قاربا من قطن له رائحة الهيل وغليان الحرية..من يغطى بشال هو ضفيرة من لون عينيه..ويحمل جدارية ميلاده أينما ارتحل..هو ابن الحرية وأن ولد سجينا..

ahmedalzoubi@hotmail.com

الكاتب :احمد حسن الزعبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.