مولد الرسول عليه الصلاة و السلام ورضاعه 2024.

مولد الرسول عليه الصلاة و السلام ورضاعه
كان عبد المطلب قد زوّج ابنه عبد الله سيدةً قرشية من بني زُهرة, يقال لها: {آمنة بنت وهب}, وبعد الزواج بمدة يسيرة سافر عبد الله في تجارة له, فلما وصل {يثرب} مرض, فأقام عند أخواله بني النجار, ثم لم يلبث أن توفي. وكانت آمنة بنت وهب قد حملت منه بمحمدٍ.
كانت آمنة بنت وهب قد رأت في المنام أن آتياً أتاها فقال لها: إنك حملتِ بسيد هذه الأمة, فإذا وقع بالأرضِ فقولي: أعيذه بالواحد من شر كل حاسد, ثم سميه محمداً. ورأت حين حملت به أن نوراً خرج منها فأضاء لها قصور بُصرى من أرض الشام.
وحين تم الحمل, وحان وقت الولادة حضرت بعض نساء قريش عند آمنة بنت وهب, فلما ولدته وقع إلى الأرض مقبوضة أصابع يديه, مشيراً بأصبع السبابة على هيئة المتشهد.
وامتلأ البيت بالأنوار, وكانت آمنة تحدث أنها لم تجد في الحمل به وولادته ثقلاً ولا تعباً. وحين وضعته أرسلت إلى جده عبد المطلب: أنه قد وُلد لك طفل فتعال حتى تنظر إليه.
جاء عبد المطلب مبتهجاً, وأخبرته آمنة بما رأت, وما قيل لها أن تُسميه, فحمله عبد المطلب ودخل به الكعبة, وأخذ يدعو الله تعالى ويشكره على عطائه, ثم عاد به إلى أمه.
وكان عبد المطلب قد رأى في منامه رؤيا: رأى كأن سلسلةً من فضة خرجت من ظهره, لها طرف في السماء وطرف في الأرض, وطرف في المشرق وطرف في المغرب, ثم عادت كأنها شجرة, على كل ورقة منها نور, وإذا أهل المشرق والمغرب كأنهم يتعلقون بها, فقص هذه الرؤيا على مُعبّر, فأخبره أنه سيكون من ولده مولود يتبعه أهل المشرق والمغرب, ويحمده أهل السماء وأهل الأرض.
وكانت عادة أهل مكة أن يلتمسوا المراضع لأبنائهم, وكانت المراضع يأتين من البادية, فيأخذن الأطفال ويرضعنهم مقابل عطاء يتم الاتفاق عليه.
وجاءت المراضع من قبيلة بني سعد, وقدمت حليمة السعدية, ومعها زوجها وابنها الرضيع, وذلك في عام قحط وجدب.
قالت حليمة: خرجنا نلتمس الرُّضَعاء في سنة شهباء, ومعنا أتان هزيلة ضعيفة, وناقة ليس في ضرعها قطرة من لبن, وكنا لا ننام الليل لكثرة بكاء ابني من الجوع, ليس في ثديي ما يغنيه, ولكننا كنا نرجو الغيث والفرج, فلما وصلنا مكة جاء أهلها بأطفالهم, فما بقيت امرأة إلا أخذت رضيعاً غيري, وعُرض عليهن محمد فلما عرفن أنه يتيم زهدنَ فيه, لأن كل واحدة ترجو المعروف من والد الصبي, فلما رأيت صواحبي قد أخذن الأطفال قلت لزوجي: إني لأكره أن أعود وليس معي طفل أرضعه, سأرجع إلى ذلك اليتيم وآخذه. فقال: خذيه فأرضعيه, لعل الله أن يجعل لنا فيه بركة. قالت: فذهبتُ إليه فأخذته, ورجعت به.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.