فــأر فـي الــبيت 2024.

الخيبة وحدها عكازتي في مسيرة النسيان‏
دخل البيت فأر صغير
خليجية
وأخذ يعيث فساداً بأثاث المنزل‏
قال الأب وكان رجلاً مسناً متعباً: لا بد من قتله قبل أن يخرب البيت كله‏
ضحك الأبناء جميعاً لقد خرّف أبانا فأر يخرّب بيتنا الكبير
ونحن موجودون فيه‏
قال الأكبر وكان شاباً قويّ الساعد مفتول العضلات مهاب الجانب: بركلة واحدة
من طرف حذائي أجعله فتاتاً‏
وقال الأوسط وكان ذا هيبة وحنكة عندما يتكلم: ركلة القدم قد تسبب آثاراً
قذرة على الأرض تتعب أمنا المسنة بعدها‏
سأرفعه من ذيله بطرف إصبعي هاتين وأشار للإبهام والوسطى وأرميه خارجاً‏
قال الأصغر بعامين وكان مغروراً منفاخاً فأر صغير لا يستحق أن ألوث به إصبعاً
سأدحرجه
بطرف المكنسة وأعيده من حيث أتى‏
قال الأصغر وكان قليل الحيلة كثير الكلام خائب الأفعال لكنه مدعوم
بحب الأم الزائد وبعطف الأب: أنا لها إياكم والاقتراب منه
إنها فرصتي لأثبت لكم جميعاً أني أستطيع فعل شيء ما‏
اختلف الأخوة وكانوا كثر واحتدم النقاش والأب يستمع بحزن ويهز رأسه بأسى
ويردد بصوت ضعيف بين الفينة والأخرى‏
يا أولاد الفأر الفأر يخرّب البيت‏
غاب صوت الأب وارتفع صوت الخلاف بين الأخوة‏
الأول قال: أنتم ليس لكم كبير عندما يتكلم الكبير يجب أن يصغي الجميع
ونسي أن أباه هو الكبير وليس هو‏
وقال الأوسط: من غابت حنكته بطلت أفعاله‏
كلكم تشهدون لي بالذكاء ويجب أن أكون صاحب القول الفصل‏
وقال الصغير: أرأيتم حتى صغائر الأمور لا تتركوها لي وتقولون
بعدها لا أصلح لشيء‏
غاب صوت العقل وكان الخلاف سيد الموقف بين الأخوة‏
كبر الفأر وأصبح جرذاً
خليجية

خليجية
خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.