من أعظم ما تفضل الله به سبحانه وتعالى للمسلم ان جعل له أبواب الخير كثيرة ومنابر العطاء جليلة وجعلها معلقة بعرش الرحمن سبحانه، فعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الرحم معلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله )) رواه البخاري، وصلة الرحم تعني الإحسان إلى الأقربين مثل الوالدين والإخوان والأخوات و..الخ، وإيصالهم بالخير وسؤال عنهم فهذه هي صلة الرحم أما تكون بالهاتف اذا كانوا بعيدين او بالزيارة إذا كانوا قريبين.
وقطيعة الرحم تعني عدم الإحسان إلى الأقارب وفيها معصية لله، حيث قال سبحانه وتعالى بسورة البقرة (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ ) الآية:83.
وحكم صلة الرحم بالإسلام واجبة وقطعها معصية من كبائر الذنوب، وأفضل واجل صلة للرحم هي للوالدين حيث قال جل وعلا بسورة النساء (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا
) الآية:36
ومن الآيات الدالة على عظم قطع الرحم قوله عز وجل في سورة محمد (فهل عسيتم ان توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ، أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم) الآية: 23، وقوله سبحانه في سورة الرعد (والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به ان يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار) الآية :25، وقل النبي صلى الله عليه وسلم (ثلاثة لا يدخلون الجنة مدمن خمر وقاطع الرحم) رواه احمد.
وصلة الرحم باب من ابواب الجنة، فهي مطمعنا ومسعانا فعن ابي أيوب الأنصاري- رضي الله عنه – أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أخبرني بعمل يدخلني الجنة . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( تعبد الله ولا تشرك به شيئاً،وتقيم الصلاة،وتؤتي الزكاة،وتصل الرحم)) رواه البخاري، وهي سعة في الرزق وزيادة وبركة لقول النبي صلى الله عليه وسلم (من سرهُ أن يبسط له في رزقه ، ويُنسأ له في أثرة فليصل رحمه) رواه البخاري.
ومن فوائد صلة الرحم فهي سببا لصلة الله للواصل بها فعن أبي هريرة : (إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك واقطع من قطعك قالت بلى يا رب قال فهو لك)) رواه البخاري، وهي امتثالا لأمر الله وبسببها ندخل الجنة، وصلة الرحم ايضا تدل على الايمان بالله واليوم الآخر فعن أبي هريرة قال صلى الله عليه وسلم (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه) رواه البخاري.
وصلة الرحم من احب الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى وهي تنفيذ لوصية النبي صلى الله عليه وسلم فعن أبى ذر أته قال اوصاني خليلي أن لا تأخذني في الله لومة لائم وأوصاني بصلة الرحم وان ادبرت، وصلة الرحم سببا لزيادة العمر وبسط الرزق فعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه)) متفق عليه، وصلة الرحم أفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة وصلة الرحم فيها الثواب الجزيل من الله سبحانه وتعالى.
وطرح يستحق المتابعة
شكراً لك
بانتظار الجديد القادم
دمت بكل خير