حديثُ أَبي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (لا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْني وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ) وزَادَ في رِوايَةٍ (وَلا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً ذَاتَ شَرَفٍ يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ أَبْصارَهُمْ فِيها حِينَ يَنْتَهِبُها وَهُوَ مُؤْمِن). متفق عليه.
الشرح:
فيه أن الإيمان يطرأ عليه النقص إذا ارتكب العبد الذنوب والمعاصي لا سيما الكبائر وقد دل على هذا الأصل نصوص كثيرة. وكل أمر دخل عليه الزيادة قبل النقصان وهو قول عامة أهل السنة. وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم خص هذه الذنوب الأربعة بالذكر شرب الخمر والزنا والسرقة والنهبة لكونها من الكبائر التي يذم فاعلها وتوجب له دخول النار وقد ورد وعيد شديد لمن فعل هذه الكبائر. وفيه أن ارتكاب هذه الكبائر ينافي كمال الإيمان الواجب وينقصه ولا يزيل أصله فالنفي الوارد في هذا النص محمول على كماله الواجب وليس على أصله باتفاق أهل السنة وإجماع الصحابة ففاعل الكبيرة باق على أصل الإيمان وإن كان فاسقا مذموما بلسان الشرع متوعدا بالعذاب في الآخرة.
جعله الله في ميزان حسناتك
دمت في حفظ الله
الله يبارك فيك ,,