أدلة حجاب المرأة وأمرها بتغطيتها لوجهها كثيرة متنوعة في الكتاب والسنة ، وهي أعظم من أن يحاط بها ،
قال الله تعالى : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى )
وقال تعالى : (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ)، وقال تعالى : ( وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ )
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم في الحديث الصحيح : ( المرأة عورة )
ومن فهم هذا النص من رسول الله صلى الله عليه وسلم المرأة عورة لم يحتج بعده إلى دليل آخر لحجب المرأة كلها ، وجهها ، وشعرها ، كفّيها، وقدميها، وسائر بدنها.
وقد أمر الدين بستر العورات أمر وجوب لا محيد عنه.
وقد جاء ذلك في صحيح البخاري في حادثة الأفك ، وذلك
عن عائشة رضي الله عنها كانت في سفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم وذهبت لتقضي حاجة ، فلمّا عادت فإذا الجيش كله قد ذهب ولم يعلم بها.
قالت: فتلفعت بجلبابي ثم اضطجعت في مكاني لعلهم يعلمون بفقدي فيعودون، قالت: فمّر عليّ صفوان بن معطل السلمي رضي الله عنه وكان قد تخلف عن العسكر لبعض حاجاته، فرأى سوادي فأقبل عليّ فعرفني حين رآني وكان قد رآني قبل أن يفرض علينا الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين رآني ، قالت: فلمّا صحوت خمرت وجهي بجلبابي .. خمرت وجهي بجلبابي ؟.. أين دعاة السفور والتبرج من هذه العبارة : خمرت وجهي بجلبابي ؟..
أين الذين يتساهلون بكشف نسائهم وبناتهم لوجوههن .
ومن أدلة وجوب تغطية المراة لوجهها أنه صلى الله عليه وسلّم قد أمر الخاطب بالنظر إلى المخطوبة ..
أسألكم بالله
إذا كان كشف الوجه جائزًا فلماذا يأمر الخاطب بالذهاب والاستئذان منها ومن أهلها ثم النظر إلى وجهها لخطبتها إذا اعجبته..
إذ كان كشفه جائزًا أفلا ينظر إليها في الشارع ..إفلا ينتظرها حتى تخرج من بيتها فيراها ..
فلماذا يقول صلى الله عليه وسلّم اذهب إلى بيتها واستأذن أهلها ثم انظر إليها..
فإن قلت : يقصد الشعر والذراعين ! أقول لك: إنه صلى الله عليه وسلّم قد قال : اذهب فانظر إليها فإن في أعين الانصار شيئًا ( أي من الصغر ) .. وأين العينين .. في الشعر ؟! في الذراعين ؟! في القدمين ؟!
إنّ العينين في الوجه .. فأمره بالنظرإلى وجهها
وقال المغيرة بن شعبة رضي الله عنه ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلّم امرأة أريد أن أخطبها فقال : ( اذهب وانظر إليها فإنه أجدر أن يؤدم بينكما ) ، قال المغيرة : فأتيت إمرأة من الأنصار فخطبتها إلى أبويها وأخبرتهما بقول النبي صلى الله عليه وسلّم فكأنهما كرها أن أنظر إليها ، قال : فسمعت الفتاة وهي في خدرها فقالت : إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم أمرك تنظر فانظر.. أكشف غطاء وجهي وتنظر وإلا فانشدك بالله ان كان لم يأمرك أن لا تنظر .
فتأملوا في حرصها على ستر وجهها من الأجانب
فعجبًا من نساء اليوم تمشي إحداهنّ في الشارع تعرض وجهها على الغادي والرائح .. والعجب الأشد من الرجل الذي يمشي بجانبها ولا ينهاها عن ذلك .. ولا تأخذه الغيرة عليها .