الحرب الضروس المعلنة من الأعداء على القرآن الكريم وأهله ،
ذلك أنه منذ بدء نزول القرآن الكريم ، وحتى يومنا هذا ، والحرب الضروس من الأعداء على هذا القرآن وأهله لم تتوقف لحظة واحدة . مرة بإثارة الشبه والافتراءات حول القرآن الكريم ،
كما قال الله عز وجل{ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ }
[ الفرقان : 4 ] . { وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا } [ الفرقان : 5 ] . { بَلْ قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ } [ الأنبياء : 5 ] .
ومرة بتعذيب المؤمنين بهذا القرآن الداعين إليه ، على نحو ما وقع لبلال ، وخباب ، وابن مسعود ، وآل ياسر وسائر المستضعفين في مكة ،
وعلى نحو ما وقع ويقع للمسلمين على مر العصور في الأندلس وفي أريتريا ، والفلبين ، وتايوان ، وتايلاند ، والهند والصين ،وكشمير وفلسطين ، والمغرب العربي أو الشمال الأفريقي ، وغير ذلك من بلاد العرب والعجم ،
بهدف قطع هؤلاء عن القرآن وصرفهم إلى المبادئ الهدامة التي ينشرونها في الناس ويحمونها بالحديد والنار .
ومرة بالإغراء في صورة من صور الإغراء : مالاً أو وظيفة أو جاها أو نحو ذلك على نحو ما صنع عتبة بن ربيعة مع النبي صلى الله عليه وسلم .
ومرة بالدخول في حظيرة هذا القرآن اليوم والخروج عليه غدا ، محدثين زلزالا في نفوس الضعفاء من المؤمنين : أنه لو كان في هذا القرآن خير ما تركوه ،
كما قال – الله عز وجل – { وَقَالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُواْ بِالَّذِيَ أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } [ آل عمران : 72 ] .
وقابل المسلمون – لاسيما علماؤهم – كل كيد بما يناسبه ، مرة بتفنيد الشبهات ورد الافتراءات ، ومرة بالصبر والتحمل ، ومرة بالاستعلاء على شهوات الأرض وزخارف الحياة الدنيا ، ومرة ،
وهذا الأمر الذي حمل آخرين من غير المسلمين أن يقبلوا على القرآن يتدبرونه ، ويشرح الله صدورهم فيسلمون ، ويصبحون من حملة هذا القرآن ، العاملين به ، الداعين إليه ، المجاهدين في سبيله . وصدق الله { وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ }[ البقرة : 21 ] .
يعطيك الف عافيه على الموضوع الرووعه
دمت ودام قلمك