*** نص الموضوع المشبوه ***
و الصلاة و السلام على خير البريه محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم … قال تعالى في محكم التنزيل (( كل من عليها فان , و يبقى وجه ربك ذو الجلال و الإكرام )) كل من على الدنيا هالك لا محالة إلا الله عز و جل لا إله إلا هو سبحانه .. فسأذكر لكم أحبتي في الله عن كيفية موت الملائكة عليهم السلام … كما نقل في كتاب ابن الجوزي رحمه الله.
(( بستان الواعظين و رياض السامعين )) .
مقدمة :
بعدما ينفخ إسرافيل عليه السلام في الصور النفخة الأولى تستوي الأرض من شدة الزلزلة فيموت أهل الأرض جميعا و تموت ملائكة السبع سماوات و الحجب و السرادقات و الصافون و المسبحون و حملة العرش و أهل سرادقات المجد و الكروبيون و يبقى جبريل و ميكائيل و إسرافيل و عزرائيل ملك الموت عليهم السلام .
موت جبريل عليه السلام
يقول الجبار جل جلاله : يا ملك الموت من بقي ؟؟ _ و هو أعلم _ فيقول ملك الموت : سيدي و مولاي أنت أعلم بقي إسرافيل و بقي ميكائيل و بقي جبريل و بقي عبدك الضعيف ملك الموت خاضع ذليل قد ذهلت نفسه لعظيم ما عاين من الأهوال .. فيقول له الجبار تبارك و تعالى : انطلق إلى جبريل فأقبض روحه ,, فينطلق إلى جبريل فيجده ساجدا راكعا فيقول له : ما أغفلك
عما يراد بك يا مسكين قد مات بنو آدم و أهل الدنيا و الأرض و الطير و السباع و الهوام و سكان السماوات و حملة العرش و الكرسي و السرادقات و سكان سدرة المنتهى و قد أمرني المولى بقبض روحك ! فعند ذلك يبكي جبريل عليه السلام و يقول متضرعا إلى الله عز و جل : يا الله هوّن علي سكرات الموت (( يا الله هذا ملك كريم يتضرع و يطلب من الله بتهوين سكرات الموت و هو لم يعصي الله قط .. فما بالنا نحن البشر و نحن ساهون لا نذكر الموت إلا قليلا )) .. فيضمه ضمه فيخر جبريل منها صريعا فيقول الجبار جل جلاله : من بقي يا ملك الموت : من بقي يا ملك الموت _ و هو أعلم _ فيقول : مولاي و سيدي بقي ميكائيل و إسرافيل و عبدك الضعيف ملك الموت
موت ميكائيل عليه السلام (( الملك المكلف بالماء و القطر ))
فيقول الله عز و جل انطلق عز و جل انطلق إلى ميكائيل فيجده ينتظر المطر ليكيله على السحاب .. فيقول له : ما أغفلك يا مسكين عما يراد بك ! ما بقي لبني آدم رزق و لا للأنعام و لا للوحوش و لا للهوام .. قد أهلك أهل السماوات و الأرضين و أهل الحجب و السرادقات و حملة العرش و الكرسي و سرادقات المجد و الكروبيون و الصافون و المسبحون و قد أمرني ربي بقبض روحك .. فعند ذلك يبكي ميكائيل و يتضرع إلى الله و يسأله أن يهوّن عليه سكرات الموت .. فيحضنه ملك الموت و يضمه ضمه يقبض روحه فيخر صريعا ميتا لا روح فيه .. فيقول الجبار جل جلاله : من بقي _ و هو أعلم _ يا ملك الموت ؟ .. فيقول مولاي و سيدي أنت أعلم .. بقي اسرافيل و عبدك الضعيف ملك الموت .
موت إسرافيل عليه السلام (( الملك الموكل بنفخ الصور ))
فيقول الجبار تبارك و تعالى : انطلق إلى إسرافيل فأقبض روحه .. فينطلق كما أمره الجبار إلى إسرافيل ((و إسرافيل ملك عظيم )) .. فيقول له ما أغفلك يا مسكين عما يراد بك ؟؟ .. قد ماتت الخلائق كلها و ما بقي أحد و قد أمرني الله بقبض روحك .. فيقول إسرافيل : سبحان من قهر العباد بالموت سبحان من تفرد بالبقاء .. ثم يقول مولاي هوّن علي مرارة الموت فيضمه ملك الموت ضمه يقبض فيها روحه فيخر صريعا فلو كان أهل السماوات و الأرض في السماوات و الأرض لماتوا كلهم شدة وقعته .
موت ملك الموت عليه السلام (( الموكل بقبض الأرواح ))
فيسأل الله ملك الموت من بقي يا ملك الموت ؟؟ _ و هو أعلم _ فيقول مولاي و سيدي أنت أعلم بمن بقي .. بقي عبدك الضعيف ملك الموت .. فيقول الجبار عز وجل : و عزتي و جلالي لأذيقنك ما أذقت عبادي أنطلق بين الجنة و النار و مت .. فينطلق بين الجنة و النار فيصيح صيحة لولا أن الله تبارك و تعالى أمات الخلائق لماتوا عن آخرهم من شدة صيحته فيموت.
ثم يطلع الله تبارك و تعالى إلى الدنيا فيقول .. : يا دنيا أين أنهارك أين أشجارك و أين عمارك ؟؟ .. أين الملوك و أبناء الملوك و أين الجبابرة و أبناء الجبابرة ؟؟ أين الذين أكلوا رزقي و تقلبوا في نعمتي و عبدوا غيري ؟؟ .. لمن الملك اليوم ؟؟ فلا يجيب أحد فيرد الله عز و جل فيقول الملك لله الواحد القهار .. اذكروا الله و اتعضوا و جزائنا إن شاء الله جنات النعيم و هذا و الله .
*** الرد على الشبه و توضيح الأخطاء و التحذير منها ***
هذا الحديث كذب على الله و رسوله صلى الله عليه و سلم و منتشر في المنتديات بشكل واسع و الحديث مذكور في كتاب (( بستان الواعظين و رياض السامعين )) و فيه من الأحاديث الضعيفة و الموضوعة لذا وجب التنوية لعدم جوزا نشره .
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه ، أما بعـد :
فإن الملائكة يموتون كما يموت غيرهم من الأحياء ، و يدل لذلك كما قال القرطبي و إبن حجر قول الله تعالى (( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ
)) {القصص: 88} .
و قال المناوي في (( فيض القدير )) : و أما الملائكة فيموتون بالنص و الإجماع ، و يتولى قبض أرواحهم ملك الموت ، و يموت ملك الموت بلا ملك الموت .
و لا يبعد أن يعانوا من سكرات الموت كما يعاني منها غيرهم يقول الله تعالى (( وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ)) {ق: 19}
و في البخاري أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان يقول (( لا إله إلا الله ، إن للموت لسكرات ))
و في المستدرك عن عائشة رضي الله عنها قالت (( لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو بالموت وعنده قدح فيه ماء و هو يدخل يده في القدح ثم يمسح وجهه بالماء ثم يقول : اللهم أعني على سكرات الموت)) و الحديث صححه الحاكم و وافقه الذهبي .
و أما ما ذكر إبن الجوزي في وصف موت الملائكة الأربعة فإنه لم يثبت فيه نص ، و لكن وردت آثار ضعيفة الأسانيد كما قال البيهقي في (( شعب الإيمان )) و إبن كثير في البداية تفيد موت هؤلاء الملائكة الأربعة ، و لم تذكر التفاصيل التي ذكر إبن الجوزي .
و ليعلم أن أهم ما يتعين الإعتناء به هو تذكرنا للموت و إستعدادنا له و توظيف أوقاتنا و طاقاتنا فيما يرضي الله تعالى حتى نلقاه و هو راض عنا .
و الله أعلم
(( مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه ))