تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » لشاعرة الرحالة ليلى الأخـيلية

لشاعرة الرحالة ليلى الأخـيلية 2024.

  • بواسطة

الشاعرة الرحالة ليلى الأخـيلية
من شواعر العصر الأموي

اسمهاونسبها:
هي من أهمشاعرات العرب المتقدمات في الإسلام ولا يتقدمها أحد من النساء سوى الخنساء. هي ليلىبنت عبدالله بن الرحال وسميت الرحالة، وآخر أجدادها كان يعرف بالأخيل وهم ينتسبونإلى قبيلة بني عامر، وعرفت قبيلتهم بأنهم كانوا من عشاق العرب، ولكن كانوا بالإضافةإلى الشعر من أوائل المسلمين الذين ساهموا في . معاركالإسلام
معاصرتهاللأحداث السياسية:
عاصرتليلى الأخيلية أهم أحداث عصرها السياسية، ولكن شعرها خلا من تلك الأحداث باستثناء رثائهالعثمان الذي استشهد سنة 35هـ. وبرزت ليلى بجمالها الذي سلب عقل توبة، وشجاعتها التيمكنتها من التصدي لأكبر الشخصيات ، ومقدرتها على إسكات فحول الشعراء بشاعريتهاالواضحة في شعرها، وعفتها التي حافظت عليها مع من تعشقه طوالعمرها
ونشأتليلى منذ صغرها مع ابن عمها توبة بن الحمير والمشهور عنها أنها عشقت توبة وعشقها،وكان يوصف بالشجاعة ومكارم الأخلاق والفصاحة. وكان اللقاء عند الكبر عندما كانتليلى من النساء اللواتي ينتظرن الغزاة، وكان توبة مع الغزاة فرأى ليلى وافتتن بها،وهكذا توطدت علاقة حب عذري. ولكن رفض والد ليلى كان عائق زواجهما، لانتشار أمرهما،وقصة الحب بين الناس. وبعد ذلك
زوجهاأبوها من أبي الأذلع. ولكن زواج ليلى لم يمنع توبة من زيارتها وكثرت زياراته لها،من بعد ذلك تظلم بنو الأذلع إلى السلطان الذي أهدر دم توبة، إذا عاود زيارةليلى،فأخذوا يترصدون له في المكان المعتاد، وذات يوم علمت ليلى بمجيء توبة وخرجتللقائه سافرة وجلست في طريقه واستغرب خروجها سافرة، ولكنه فطن أنها أرادت أن تعلمهعن كمين نصب له فأخذ فرسه وركض، وكانت ليلى هي السبب في :نجاته. وفي هذا الحدث يقولتوبة
وكنت إذاما جئت ليلى تبرقعت فقد رابني منها الغداة سفورها
تزوجتليلى مرتين، وكان زواجها الأول من الأذلعي ومن أهم صفات زوجها الأول أنه كان غيوراًجداً، وبعض القصص تقول أنه طلقها لغيرته الشديدة من توبة، وقصص أخرى أنه مات عنها.أما عن زوجها الثاني فهو سوار بن أوفي القشيري والملقب بابن الحيا.وكان سوار شاعراًمخضرماً من الصحابة ويقال أنها أنجبت العديد من الأولاد.
وفي ذلكالزمان كانت ليلى مشهورة بين الأمراء والخلفاء. فحظيت بمكانة لائقة واحترام كبير،وكانت تُسمِـع الخلفاء شعرها سواء كان من الرثاء أو المديح، فنالت منهم الأعطياتوالرغبات، وكذلك كان الشعراء يحتكمون إليها، وكانت .تفاضلبينهم
ليلىوكبار الأمراء:
أ. ذاتيوم وفدت ليلى على معاوية بن أبي سفيان ولديها عدة قصائد مدحته فيها .وقصيدة لهاوصفت فيها ناقتها التي كانت تجوب الأرض لتصل إلى معاوية فيجود عليها من كرمه، وسألمعاوية ذات يوم ليلى عن توبة العشيق إذ كان يصفه الناس بالجمال والشجاعة والكرم .فقالت " يا أمير المؤمنين سبط البنان، حديد اللسان، شجى للأقران، كريم المختبر،عفيف المئزر، جميل المنظر، وهو كما قلت له أمير المؤمنين " ثم قال معاوية وما قلتله ؟ قالت : "قلت ولم أتعد الحق وعلمي فنه .فأعجب من وصفها وأمر لها بجائزة عظيمةواستنشدها المزيد.
ب. وكانتليلى على علاقة وثيقة بالحجاج بن يوسف وبالأمويين عامة . ويذكر ذات يوم أنها دخلتعلى الحجاج، فاستؤذن لليلى فقال الحجاج من ليلى ؟ قيل الأخيلية صاحبة توبة . فقال :ادخلوها ، فدخلت امرأة طويلة دعجاء العينين، حسنة المشية، حسنة الثغر، وعند دخولهاسلمت فرد عليها الحجاج ورحب بها . وبعد جلوسها سألها عن سبب مجيئها فقالت السلامعلى الأمير والقضاء لحقهوالتعرضلمعروفه،ثم قال لها وكيف خلفت قومك؟ قالت تركتهم في حال خصب وأمن ودعة، أما الخصبففي الأموال والكلأ، وأما الأمن فقد أمنه الله عز وجل، وأما الدعة فقد خامرهم منخوفك ما أصلح بينهم، ثم قالت: ألا أنشدك؟ فقال: إذا شئت ، فقالت :

أحــجاجلا يفـلل سلاحك إنما المنـايا بكـف الله حيث تراها
إذا هبـطالحجاج أرضاً مريضة تتبـع أقصـى دائـها فشفـاها
شفاها منالداء العضال الذي بها غـلام إذا هـز القنـا سقـاها
سقاهادمــاء المارقين وعلـهاإذا جمحت يوماً وخفيـف أذاها
إذا سمـعالحجـاج صوت كتيبة أعـد لها قبـل النـزول قراها

وبعدانتهائها قال الحجاج: لله ما أشعرها. وأمر لها بخمسمائة درهم، وخمسة أثواب وخمسةجِمال.وبعد مسيرها أقبل الحجاج على مجلسه، وقال:أتدرون من هذه؟ قالوا:لا والله مارأينا امرأة أفصح وأبلغ ولا أحسن إنشاداً .قال: هذه ليلى صاحبة توبة، ولم يكنالحجاج يظهر بشاشته ولا سماحته في الخلق إلا في اليوم الذي دخلت عليه ليلىالأخيلية.
خصائصشعرها:
إن أغلبالقدماء أشادوا بأن ليلى الأخيلية شاعرة فاقت أغلب الفحول من الشعراء، وشهدوا لهابالفصاحة والإبداع. وبعضهم كان يقدمها على الخنساء عندما كان أشراف قريش مجتمعين فيمجلس يتذاكرون الخنساء الأخيلية ثم أجمعوا أن الأخيلية أفصحهما، وإن ليلى أكثرتصرفاً وأغزر بحراً وأقوى لفظاً ولكن الخنساء أغلب قصائدهاالرثاء.
وهناكالكثير الذين أعجبوا بشعرها ومنهم الفرزدق حتى أنه فضل ليلى على نفسه، وأبو نواسالذي حفظ العديد من قصائدها، وأبو تمام الذي ضرب بشعرها المثل، وأبو العلاء المعريالذي وصف شعرها بأنه حسن ظاهره.
والناظرفي شعرها وشعر الخنساء يرى أن شعر الخنساء من خيال ضعيف وخلو شعرها من الحكمة،واقتصار أشعارها على موضوع واحد بالإضافة إلى تكرار المطالع والألفاظعدد الأغراض الشعرية من مديح وهجاء وفخر وغزل وكذلكالرثاء ، واحتواء شعرها على العديد من الحكم والأمثال مثل

ولا تقولن لشيء سوف أفعله قد قدر الله ما كل امرئ لاق
: امتزاج شعرها بفيض العاطفة وخاصة رثائها لتوبة
فآليت لا أنفك أبكيك ما دعت على فنن ورقاء أو طار طائر
قتل بني عوف فيا لهفتا لـه وما كنت إياهـم عليه أحـاذر

وتتسم العطفة في شعرها بالهدوء والاستسلام للقدر على شيء من التفلسف .والتأمل في الوجود من خلال شعرها يتبين تأثير البيئة الأموية التي عادت فيها العصبياتالقبلية إلى الظهور، وتفاخر الشعراء بقبائلهم كقول الأخيلية وذكر ما فعله قومها :لبني مذحج وهمدان، ومن أشعارها التي كانت تفتخر فيها بقومها:

نحن الأخايل لا يزال غلامنا حتى يدب على العصا، مشهوراً
تبـكي الرماح إذا فقدن أكفنا جزعاً، وتعرفنا الرفاق بحـوراً

ويلاحظ التأنق اللفظي في شعر الأخيلية وهذا التأنق يأتي بعيداً عن التكلفوالتعقيد :والذي ساعد في الموسيقى الشعرية وتميز شعرها عن غيرها، كما في قولها

فوارس أحلى نشأها عن عقيرة لعاقرها فيها عقيرة عاقر
والقصد بعقيرة عاقر إن توبة أعظم الناس جميعاً.

ومن أساليب التأنق اللفظي يلاحظ في شعرها الطباق ، وهناك غموضخفيف وبساطة قريبة من عالم الشعر والخيال. ويمكن ملاحظة الطباق من خلال هذا :البيت

إن يصدروا الأمر تطلعه موارده أو يوردوا الأمر تحلله بإصدار

ومن سمات شعر الأخيلية التكرار اللفظي، وهذا التكرار مستحسن لدىالأخيلية :وغايته تأكيد المعنى والإكثار من الألفاظ المتشابهة ومنه ،
أما توبةبن الحمير فشاعر غزل رقيق فصيح الألفاظ سهل التراكيب وقوي العاطفة :ومن أشعاره التيكان يتشوق فيها ليلى

أرىاليوم يمر دون ليلى كأنما أتت حـجج من دونها وشهوراً
حمامـةبطن الواديين، ترنمي سقاك من الغر الغوادي مطيرها

وفاتها:
أقبلتليلى من سفر وأرادت أن تزور قبر توبة ذات يوم ومعها زوجها الذي كان يمنعها، ولكنهاقالت: "والله لا أبرح حتى أسلم على توبة" فلما رأى زوجها إصرارها تركها تفعل ماتشاء. ووقفت أمام قبر توبة وقالت:"السلام عليك ياتوبة" ثم قالت لقومها ما عرفت لهكذبة قط قبل هذا فلما سألوها عن ذلك :فقالت أليس هو القائل

ولو أنليلى الأخيلية سلمـت علـي، ودوني تربـة وصـفائح
لسلمتتسليم البشاشة أوصاح إليها صدى من جانب القبر صائح

فما بالهلم يسلم علي كما قال ؟! وكانت بجانب القبر بومة فلما رأت الهودج فزعت وطارت في وجهالجمل، الذي أدى إلى اضطرابه ورمى ليلى على رأسها وماتت في نفس الوقت ودفنت بجانبقبر توبة. وكانت المنطقة تعرف بالري. وكان ذلك في سنة 85هـ.
المصادروالمراجع
· ابنقتيبة/ الشعر والشعراء/دار إحياء العلوم(1991م)سمير التنير/الشاعرات منالنساء،أعلام وطرائف/دار الكتاب العربي (1988م).
· عمر رضاكحالة، أعلام النساء، مؤسسة الرسالة، بيروت.
· عمرفروخ، تاريخ الأدب العربي، دار العلم للملايين.

خليجية

خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.