في سلّةِ عائشةَ الليلةَ
دبَّ نِزاعٌ بينَ الموزةِ والتُّفّاحةِ
التفاحةُ قالتْ:
إني سيِّدةُ الفاكهةِ
وخَدِّي أحمرُ محبوبٌ من كلِّ الناسْ
حتى إنَّ الكتابَ يقولونْ
في وصْفِ الخدِّ الناطقِ بالصحةِ:
«خدٌّ أحمرُ مثلُ التفّاحةِ»
وأنا .. يتهافتُ كلُّ الناسِ عليّْ
بلْ إنَّ الفقراءْ
في كلِّ بلادِ اللهِ المنتشرةِ في أرجاءِ الأرضْ
كمْ يحلمُ معظمُهمْ أنْ يأكلَ يوماً تُفّاحةْ!!
الموزةُ ردَّتْ
أنتِ مبالغةٌ يا تُفّاحةْ
وأنا أوْلى منكِ بهذا الفخْرْ
فأنا أحبابي أكثرُ .. أنا أكثرُ جمهوراً منكْ
التفاحةُ قالتْ:
أنا أعلى سِعراً منكْ!
الموزةُ ردَّتْ:
هذا ليسَ دليلاً!
فأنا أدخلُ كلَّ الدورِ .. أُقَدَّمُ لللأكلِ
لذيذةْ
وشهيَّةْ
جاءتْ عائشةُ إلى المطبخِ
سمعتْ صوتَ الموزةِ والتفّاحةِ
قالتْ عائشةُ:
ـ أتاني في الحجرةِ صوتُ نزاعكما ..
فيمَ تختصمانْ؟
التفاحةُ قالتْ:
الموزةُ تفخرُ وتقولُ: أنا أفضلُ منكْ
الموزةُ صاحتْ:
ـ بلْ أنتِ البادئةُ بزهْوِكْ
قالتْ عائشةُ:
ـ اللهُ تعالى يكرهُ هذا الزَّهْوْ
والموزةُ والتُّفاحةُ ثمرٌ منْ خلْقِ اللهِ لذِيذْ
نأكلُهُ .. نتذوَّقُهُ .. نستطعِمُهُ
نحضرُهُ منْ أسواقِ الخضراواتْ
ونأكلُهُ بعدَ الغسْلْ
وأنا بعدَ قليلٍ أنتظر صديقةَ عُمري: (هيفاءْ)
غابتْ هذا اليومَ عن المدرسةِ صباحاً
ستمرُّ عليَّ لتسألني،
عمّا طلبتْهُ الأستاذةُ في درس الكيمياءْ
وسأغسلُ ما عندي ..
منْ فاكهةٍ طازجةٍ خضراءْ
كيْ نأكلَها!
…
الموزةُ ضحكتْ
التفاحةُ ضحكتْ
عائشةُ تقولْ: الموزُ لذيذْ
والتفاحُ لذيذْ
هيّا يا هيْفاءُ تعاليْ
كيْ نستمتِعَ بالأكْلْ!
قصة الموزة والتفاحة