لمن لم يسمع عن محافظة مهد الذهب , هي إحدى محافظات وطننا الغالي , يوجد بها أكبر منجم لاستخراج الذهب على مستوى المنطقة العربية , تقع ضمن الحدود الإدارية لمنطقة المدينة المنورة , حكايتها فيها من الغرابة والعجب , بالرغم أنها أرضها ذهب , لكن يبدو على أهلها مظاهر الفقر والتعب , ولأن الفقراء هم أكثر أهل الجنة , لم يكترث الأهالي بفقرهم , الذي هو نتيجة طبيعية لعدم وجود مقومات النهضة والتنمية من جامعات ومعاهد وكهرباء مستديمة ومياه محلاة , لكن الذي أكترث به الأهالي , هو التعب الذي طال صغيرهم وكبيرهـم … فبحكم مجاورتهم للمنجم الذي لم يراعي آدمية هؤلاء البسطاء وحقهم في العيش في بيئة صحية , أصابتهم الأمراض , وطال التلوث تربتهم وأشجارهم وحتى أجسادهم , وهذا التلوث هو ناتج عمليات الردم المستمرة أمام المنجم للتخلص من النفايات المعدنية , ويزداد هذا التلوث ويبلغ أعلى مداه كلما هبت الريـاح ونثرت السموم في الهواء , ولسان حال هؤلاء المساكين:
كم من نسيم إذا هب أشفى عليل ….. ويزداد مع نسيمنا مريضاً أو قتيلا
ولأنهم بسطاء لم يستطيعوا أن يوقفوا عمليات الشركة المشغلة للمنجم التي لا تزال تنفخ غبار الموت عليهم