أموال وذهب ,, حلي ٌ ومجوهرات لطاغية عاش حياته ولاهم له إلا محاربة الدين , وتكديس الأموال !,
كدس من المال مالايستطيع حمله إلا السيارات الضخمة .
وكان لايزال مستمرا ً في الجمع والجمع إلى أن ثار الشعب عليه ليقول له : كفى !! ألم تشبع ؟
ولو كان الأمر بيده , لقال : لا ! لم أشبع !
غريب ٌ هذا الإنسان !
عجيب ٌ هذا المخلوق !
له روح ٌ إذا صفَتْ , وعلَت ْ , وسمَت ْ رفعته فوق مصاف الملائكة المقربين .
وإذا انحطت ْ روحه وأخلدت ْ إلى الأرض هوَت ْ به ليصير كالأنعام بل أضل سبيلا .
لقد فُطِرَ الإنسان ُعلى حب المال . وحب جمعه وكنزه .
إنها طبيعة بشرية عبر عنها الشاعر الدكتور محمد حكمتْ وليد في قصيدة شعرية رائعة قال فيها :
محسن أبصر يوماً طفلة ** دمعتاها همتا ..رقراقتين
جلست تبكي بقلب موجع ** ترسل الآهة حيناً آهتين
قال : ماالخطب أجيبي ** طفلتي فلعينيك فداء كل عين
فأجابت في نحيب محزن ** ودموع العين تسقي الوجنتين
درهمي ضاع ومالي غيره ** وأنا من بعده صفر اليدين
قال: هيا طفلتي لا تجزعي ** لا تراعي إن هذا الخطب هين
وحباها درهماً في يدها ** ماسحاً من كل عين دمعتين
قال: هيا أطلقي وجه الرضا ** وأريني بسمة أو بسمتين
غير أن الطفلة ازدادت بكاء ** وكأن الكرب أضحى كربتين
قال: مالخطب أجيبي طفلتي ** هل فقدت اليوم إحدى المقلتين
فأجابتني بقلب موجع ** لا ولم أفقد وربي الوالدين
إنني أبكي بحزن درهمي ** لو لم يضع مني لأضحى درهمين
هذا أنموذج طفولي بريئ
ولكنه عند الكبار يتحول إلى نهم لا متناهي
يصبح المال كماء البحر : كلما شربت َ منه أكثر كلما ازداد عطشُك !
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف :
" لو كان لابن آدم واديان من ذهب لأحب أن يكون له ثالث , ولا يملأ فاه َ ابن آدم إلا التراب , ويتوب الله على من تاب "
والله لو لم يكن لرسول الله إلا هذا الحديث لكان دليلا ً كافيا ً على نبوته , وأنه لاينطق عن الهوى . عليه الصلاة والسلام .
فالله الذي خلق هذا الإنسان هو الذي يعرف ضعفه أمام الذهب البراق . والرنين الأخاذ . وهو الذي يعلم سبحانه أن الفم المفتوح لن يغلق في النهاية إلا على تراب القبر !
ويبقى الاستثناء قاااااااااااائما .
إنه المؤمن . والمؤمن فقط . الذي لايغريه مال ولاذهب , ولأياخذ لبه أصفر ولا أحمر .. ولا يلتفت إلى بريق أو لمعان .
يمثله خير تمثيل رسول الله صلى الله عليه وسلم : الذي جاءته الدنيا فما رفع لها عينا ً .
أعطى واديا ً مليئا ً بالأنعام لرجل يتألف بها قلبَه . فيدهش الرجل ويقول : هذا عطاء من لايخشى الفقر . ويعود رسول الله إلى بيته لينام على حسير يؤثر في جنبه . فإذا رآه عمر وبكى من منظره قال : مالي وللدنيا !
نراه يوزع الأحمال من الغنائم على الناس ثم يعود إلى أحد بيوته ليسأل : أعندكم شيئ ؟ فإذا قالوا : لا : قال : فإني صائم !
ثم يمضي الهلال ثم الهلال , ثم الهلال ولا يوقد في بيوت رسول الله نار !
في عين المؤمن : تهون الدنيا التي تعظم في عين غيره
تتصاغر الدنيا .. … ليتعاظم هو
يتكالب الناس …… ليتعالى هو
يتكدر البشر . ……. ويصفو هو
سبحانك يا الله
يا من رفعت َ أناسا ً خضعوا لجبروتك , وذلوا لعظمتك , وتواضعوا لخلقك . فارتفع شأنهم في حياتهم ,, وعلا ذكرهم بعد مماتهم .
أما الذين ناصبوك العداء وجاهروا بمحاربتك فقد رحلوا إلى م**لة التاريخ .
لم تنفعهم حاويات الذهب والمال , ولم ينفعهم شيطانهم الذي اتخذوه وليا .
لقد ابتغوا العزة بالمال والسلطان والجاه فأذلهم الله ليموت واحدهم وحيدا ً , طريدا ً , غريبا .
إنها السنن الكونية في أجمل معانيها
ولن تجد لسنة الله تبديلا .
فهل .. من معتبر ؟؟؟
لا تنسوني من صالح دعائكم