رجل عجيب في الدعوة
|
أحمد خالد العتيبي
|
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر لي أحد الأخوة الثقات ، قال : ذهبت أنا وأحد الإخوة كعادتنا لدعوة الشباب في المقاهي والاستراحات والأرصفة، فتوقفنا عند استراحة ، سمعنا فيها غناءً ، فطرقنا الباب ، وأذن لنا ، فعندما دخلنا عليهم توقفوا عن الغناء احتراماً لنا ، ولكن أحدهم لم يرض عن وجودنا بينهم فأصبح يكيل لنا الشتائم والسب واللعن، وينفخ في وجوهنا دخان الشيشة ، فبعد أن تكلم الأخ الناصح بما فتح الله عليه ذهبنا ، ولكن صاحبي هذا أبى إلا أن ينتظر الرجل الذي شتمنا وتلفظ علينا بالسب . سألته : لماذا؟ . قال : سوف ترى عندما يخرج . فبعد ساعتين من الانتظار إذا بصاحبنا يخرج من الاستراحة ، فنزل له صاحبي ليدعوه ، وقرب منه، فبصق في وجه صاحبي ، فمسحها ، وحاول معه أخرى فبصق عليه مرة أخرى ودفعة ، فرجع صاحبي إلي وطلب مني اللحاق به ، فسألته : لماذا؟ قال : ستعرف غداً . ثم تبعنا هذا الأخ حتى عرفنا منزله ، فتواعدنا أ، نصلي المغرب في المسجد القريب من دار صاحبنا المقصر ، وبعد صلاة المغرب ذهب صاحبي ، وطرق الباب على ذلك الرجل الذي بصق في وجهه البارحة ، وما إن رآه إلا وبادره بالشتم واللعن كعادته، فأمسك صاحبي برأٍه ، وصار يقبله ويرجوه أن يسمح له بالدخول لمدة ربع ساعة فقط ، وفعلاً استطاع صاحبي إقناع الرجل ، ودخل عنده ، وتبعتهم ، وبدأ صاحبي بالوعظ ، وبعد عشر دقائق بكى الواعظ والموعوظ ، وبكيت أنا معهما . طلب صاحبي من صاحبنا المقصر أن يغتسل ويتوضأ ، فقام الرجل فاغتسل وتوضأ ، ثم صلينا العشاء سوياً في المسجد ،وانتظم هذا الرجل على الصلاة ، وحافظ عليها . لم تنته القصة بعد ، العجيب في الأمر أن هذا الرجل قد توفي بعد عشرين يوماً فقط من استقامته وهدايته – رحمة الله -. وقفه : ما أجمل الصبر من أجل الدعوة إلى الله . من كتاب : مشاهد طبيب – للدكتور/ خالد عبدالعزيز الجبير . |
شكرا لتواجدك ..
مرورك اسعدني ..
بارك الله فيك
قصه رائعه ونهايه رائعه
^__^
اللهم انا نسألك حسن الخاتمه
يعطيك العآفيه ···وننتظر المزيد
سلمت اناملك
سلمت اناملك