من منا لايحب القرب من الله عزوجل ؟! من منا لايحب أن يصير أحب الخلق إلى الله ؟! من منا لايحب أن يكون خير الناس وأفضلهم عند الله ؛ لينال بذلك رضاه وحبه ؟! ولقد قال أحد السلف : إذااستطعت ألا يسبقك إلى الله أحد فافعل .
قال تعالى مادحا الأمة الإسلامية فى القرآن : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) آل عمران : 110 . وهذا من فضل الله عزوجل على هذه الأمة ، ولكن مع ذلك فإن فى هذه الأمة من يحاول أن يصير خيرهم وأفضلهم عند الله ، لينال بذلك رضاه ، ولسان حاله يقول : ( وعجلت إليك ربِّ لترضى ) طه : 84 ولسان حاله : ( واجعلنا للمتقين إماما ) الفرقان : 74 .
وبالقرآن يمكن أن ينال المرء خيرية هذه الأمة ، فقد جاء عن عثمان بن عفان رضى الله عنه أن رسول الله قال : " خيركم من تعلم القرآن وعلمه " البخارى 5027 .
ولاشك أن تعليم الناس القرآن العظيم من النفع المتعدِّى ، وهومما يلحق المعلم من عمله الصالح وحسناته بعد موته ، فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته : علما علمه ونشره ، وولدا صالحا تركه ، ومُصْحفا ورَّثه ، أو مسجدا بناه ، أة بيتا لابن السبيل بناه ، أو نهرا أجراه ، أوصدقة أخرجها من ماله فى صحته وحياته ؛ تلحقه بعد موته " صحيح الجامع 2231 .وعن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله يرفع بهذا الكتاب ( القرآن ) أقواما ويضع به آخرين " السلسلة الصحيحة 555 . وما ذلك إلا للخير الذى ناله قارئ القرآن وحامله ؛ لما يحمل فى قلبه من العلم عن ربه ، فهو يقرأ ويحمل أحب الكلام إلى الله تعالى .
ولما سمع عبد الله بن أم مكتوم قول النبى صلى الله عليه وسلم : " خيركم من تعلم القرآن وعلمه " استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى تعليم الناس القرآن وهو أعمى ؛ لأنه وجد ضالته المنشودة ودُرَّته المفقودة.
عمل يسير ينال به الخير الكثير ، ألا وهو تعلـُّم القرآن وتعليمه للناس ، حتى ولو كانت آية من كتاب الله تعالى ، وفى ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من علم آية من كتاب الله عز وجل كان له ثوابها ما تـُليت " السلسلة الصحيحة 1335 .
فلتعلم أخى الحبيب قارئ القرآن وتاليه أنك إن قصدت هذا المقصد نِلـْته بفضل الله تعالى ؛ فبداية التعليم هم من قِراءة القرآن .
نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن ينتفعون بالقرآن بكل وجه من أوجه الإنتفاع .