حذرنا الله تعالى من خطورة ابن آدم عليه فى الآخرة فقال عز وجل :{ مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد }
ولذا فالمرء المسلم الحريص على صلاح دينه ودنياه ويقول قولا سديدا ويحذر كل الحذر من عثرات اللسان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لايلقى لها بالا يهوى به فى جهنم" أخرجه البخارى وأحمد.
وإليكم بعض الكلمات الشائعة على الألسنة وفى الواقع فيها خسارة الدنيا والآخرة إنها المنهيات اللفظية فى العقيدة.
* سب الدين *
وأجمع علماء الإسلام على أن سب الدين إنما هو سب للخالق العظيم وهو من المكفرات القولية ,فليحذر كل امرىء يرجوا الله واليوم الآخر من قوله لغيره:
"دينك "على الذم والسب.
*سب الزمان*
"الله يلعن الزمن " أو"زمان ملعون" "زمن غدار" "زمن لا يرحم"
أو يقول البعض:"يوم أسود" أو "يوم نحس" أو " كانت ساعة نحس "
وقد نهى الإسلام عن هذه الألفاظ ,ففى الحديث القدسى يقول رب العالمين:
"لا يقل ابن آدم ياخيبة الدهر فإنى أنا الدهر أرسل الليل والنهار فإذا شئت قبضتهما"
وفى لفظ آخر:
" قال الله: يسب بنو آدم الدهر وأنا الدهر بيدى الليل والنهار "
*سب القضاء والقدر*
ولكن حاله دائما " قدر الله وما شاء فعل "ويرضى بما قدره الله قال تعالى:"وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون"
ولذا أخطأ البعض من قال:
"قدر أحمق الخطى" "قدرك أسود" "قدر أعمى"
وأساء من قال :
"القدر يلهونا" "عبث الأقدار" "لعبة القدر العمياء"
فهذا الكلام مناف لكمال التوحيد وكمال الإيمان بالقدر فالقدر لا يلهو ولا يعبث بل كل ما يجرى فى هذه الحياة بتقدير الله وعلمه وحكمته وعدله.
فالله سبحانه وتعالى هو الذى يصرف الليل والنهار وهو الذى يقدر السعادة والشقاء حسب ما تقتضيه حكمته,وقد تخفى تلك الحكمة عن الناس لأن علمهم محدود وعقولهم قاصرة عن إدراك حكمته تعالى وكل مافى الوجود مخلوق لله خلقه بمشيئته وقدرته وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.
*السخط على القدر*
فهذا يقول:
"ياليت ماكان لم يكن" أو "ياليت هذا كان"
وأخر يقول :"لم أبتلى ويعافى فلان وأحرم ويتمتع فلان"
وأخر يقول :"ليه كده يارب"
وأخر يقول :"ماذا فعلت فى دنياي؟"
وكل هذه الألفاظ منهى عنها لأن فيها معانى السخط على القدر والقدر سر الله تعالى.
والأصل أن المسلم يرضى فى دنياه بكل ما قدر الله له, ويرضى فى آخرته بكل مايمنحه الله فهو راض عن الله فى كل الأحوال.
*المساواة بين الخالق والمخلوق*
"أنا اعتمدت على الله وعليك"
"ماشاء الله وشئت"
"توكلت على الله وعليك"
"أنا متوكل على ربنا وعليك"
وفى هذا النهى يقول الرسول عليه الصلاة والسلام:
"لاتقولوا ما شاء الله وشاء فلان وقولوا:ما شاء الله ثم شاء فلان"
فهذه كلمة كفر وعلى قائلها التوبة فمنع رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى المشيئتين على الاخرى بحرف الواو وأمر بتقديم مشيئة الله تعالى وتأخير مشيئة من سواه بحرف ثم الذى هو للتراخى.
قال تعالى : "وما تشاءون إلا أن يشاء الله"