أقول وبالله التوفيق
بأن الربا من أكبر الكبائر؟ ذلك لأن آكل الربا يستغل فى الغالب حاجة الفقير إلى المال فيظلمه فيه
يعطيه الجنيه لمدة محدود بجنيه أو أكثر
ولقد عرف الفقهاء الربا
بأنه لغة الزيادة
وشرعا : هو عقد على عوض مخصوص غير معلوم التماثل في معيار الشرع حالة العقد أو مع تأخير في البدلين أو أحدهما
حكمه : كبيرة من الكبائر
والرباهو أن يباع الشيء من نفس النوع بشيء آخر مع زياد ة في أحد البدلين
مثاله كأن يبيع إردب من القمح بإردب ونصف من القمح .هذا عين الربا
لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: "جاء بلال إلى النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بتمر برني، فقال له النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم : "من أين هذا؟"، قال بلال: كان عندي تمر رديء فبعت منه صاعين بصاع ليطعم النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فقال النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم عند ذلك: "أوّه، أوّه، عين الرّبا، عين الرّبا، لا تفعل،ولكن إذا أردت أن تشتري فبع التّمر ببيع آخر ثم اشتر به" متفق عليه.
فبلال رضي الله عنه أعطى تمرا رديئا كثيرا وأخذ جيّدا قليلا فوقع التفاضل في الجنس الواحد
وهذا الوضع كذلك يكون فى الذهب والفضة والنقود
لأنّ النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا تبيعوا الذّهب بالذّهب إلاّ مثلا بمثل، ولا تشفوا بعضها على بعض، ولا تبيعوا الورِق بالورِق إلاّ مثلا بمثل، ولا تشفوا بعضها على بعض)
ومعنى لاتشفوا :لا تفضلوا
ومعنى الورق : الفضة
وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : "أتيت ليلة أسري بي على قوم بطونهم كالبيوت فيها الحيّات تجري من خارج بطونهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء أكلة الربا" (رواه ابن أبي حاتم وأحمد) وعن سمرة بن جندب في حديث المنام الطويل: (فأتينا على نهر – حسبت أنه كان يقول أحمر مثل الدم – وإذا في النهر رجل سابح يسبح، وإذا على شط النهر رجل قد جمع عنده حجارة كثيرة، وإذا ذلك السابح يسبح ثم يأتي ذلك الذي قد جمع الحجارة عنده فيفغر له فاه فيلقمه حجراً – وذكر في تفسيره – أنه آكل الربا) (رواه البخاري)
وكما قال النبي صلى اللّه عليه وسلم يوم فتح مكة: "وكل ربا في الجاهلية موضوع تحت قدمي هاتين وأول ربا أضع ربا العباس"،
وقوله صلى اللّه عليه وسلم : لعن اللّه آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه"،
روى الإمام أحمد في مسنده عن ابن مسعود عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "إن الربا وإن كثر فإن عاقبته تصير إلى قل"، وهذا من باب المعاملة بنقيض المقصود كما قال صلى اللّه عليه وسلم : "من احتكر على المسلمين طعامهم ضربه اللّه بالإفلاس والجذام
ومعنى( يمحق الله الربا) ينقصه ويذهب بركته (ويربي الصدقات) يزيدها وينميها ويضاعف ثوابها (والله لا يحب كل كفار) بتحليل الربا (أثيم) فاجر بأكله أي يعاقبه
فيا أخا الإسلام أحذرك ونفسي من الوقوع في أكل الربا فان الدنيا لا تغنى عن الآخرة
وانظر إلى ختام الآيات وتحذير رب العزة لنا يقول الله تعالى (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ )
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم