النجاح الدراسي 2024.

النجاح الدراسي
النجاح مطلب الجميع وتحقيق النجاح الدراسي يعتبر من أولويات الأهداف لدى الطالب ..ولكل نجاح مفتاح وفلسفة وخطوات ينبغي الاهتمام بها …ولذلك أصبح النجاح علما وهندسة ..

النجاح فكرا يبدأ وشعورا يدفع ويحفز وعملا وصبرا يترجم ..وهو في الأخير رحلة .. سافر فإن الفتى من بات مفتتحا قفل النجاح بمفتاح من السفر

وسنحاول في هذا الحوار التطرق لبعض من هذه الخطوات ..

المفاتيح العشرة للنجاح الدراسي :

1- الطموح كنز لا يفنى:

لا يسعى للنجاح من لا يملك طموحا ولذلك كان الطموح هو الكنز الذي لا يفنى ..فكن طموحا وانظر إلى المعالي .. هذا عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين يقول معبرا عن طموحه:’ إن لي نفسا تواقة ،تمنت الإمارة فنالتها،وتمنت الخلافة فنالتها ،وأنا الآن أتوق إلى الجنة وأرجو أن أنالها ‘

2- العطاء يساوي الأخذ:

النجاح عمل وجد وتضحية وصبر ومن منح طموحه صبرا وعملا وجدا حصد نجاحا وثمارا ..فاعمل واجتهد وابذل الجهد لتحقق النجاح والطموح والهدف ..فمن جدّ وجد ومن زرع حصد.. وقل من جد في أمر يحاوله وأستعمل الصبر إلا فاز بالظفر

3- غير رأيك في نفسك :

الإنسان يملك طاقات كبيرة وقوى خفية يحتاج أن يزيل عنها غبار التقصير والكسل ..فأنت أقدر مما تتصور وأقوى مما تتخيل وأذكى بكثير مما تعتقد..اشطب كل الكلمات السلبية عن نفسك من مثل ‘ لا أستطيع – لست شاطرا..’ وردّد باستمرار ‘ أنا أستحق الأفضل – أنا مبدع – أنا ممتاز – أنا قادر ..’

4- النجاح هو ما تصنعه (فكر بالنجاح – أحب النجاح..)

النجاح شعور والناجح يبدأ رحلته بحب النجاح والتفكير بالنجاح ..فكر وأحب وابدأ رحلتك نحو هدفك .. تذكر : ‘ يبدأ النجاح من الحالة النفسية للفرد ، فعليك أن تؤمن بأنك ستنجح – بإذن الله – من أجل أن يكتب لك فعلا النجاح .’ الناجحون لا ينجحون وهم جالسون لاهون ينتظرون النجاح ولا يعتقدون أنه فرصة حظ وإنما يصنعونه بالعمل والجد والتفكير والحب واستغلال الفرص والاعتماد على ما ينجزونه بأيديهم .

5- الفشل مجرد حدث..وتجارب :

لا تخش الفشل بل استغله ليكون معبرا لك نحو النجاح لم ينجح أحد دون أن يتعلم من مدرسة النجاح ..وأديسون مخترع الكهرباء قام بـ 1800 محاولة فاشلة قبل أن يحقق إنجازه الرائع ..ولم ييأس بعد المحاولات الفاشلة التي كان يعتبرها دروسا تعلم من خلالها قواعد علمية وتعلم منها محاولات لا تؤدي إلى اختراع الكهرباء .. تذكر : الوحيد الذي لا يفشل هو من لا يعمل ..وإذا لم تفشل فلن تجدّ ..الفشل فرص وتجارب ..لا تخف من الفشل ولا تترك محاولة فاشلة تصيبك بالإحباط .. وما الفشل إلا هزيمة مؤقتة تخلق لك فرص النجاح.

6- املأ نفسك بالإيمان والأمل :

الإيمان بالله أساس كل نجاح وهو النور الذي يضيء لصاحبه الطريق وهو المعيار الحقيقي لاختيار النجاح الحقيقي ..الإيمان يمنحك القوة وهو بداية ونقطة الانطلاق نحو النجاح وهو الوقود الذي يدفعك نحو النجاح .. والأمل هو الحلم الذي يصنع لنا النجاح ..فرحلة النجاح تبدأ أملا ثم مع الجهد يتحقق الأمل ..

7- اكتشف مواهبك واستفد منها :

لكل إنسان مواهب وقوى داخلية ينبغي العمل على اكتشافها وتنميتها ومن مواهبنا الإبداع والذكاء والتفكير والاستذكار والذاكرة القوية ..ويمكن العمل على رعاية هذه المواهب والاستفادة منها بدل أن تبقى معطلة في حياتنا ..

8- الدراسة متعة .. طريق للنجاح :

المرحلة الدراسية من أمتع لحظات الحياة ولا يعرف متعتها إلا من مرّ بها والتحق بغيرها ..متعة التعلم لا تضاهيها متعة في الحياة وخصوصا لو ارتبطت عند صاحبها بالعبادة ..فطالب العلم عابد لله وما أجمل متعة العلم مقرونا بمتعة العبادة .. الدراسة وطلب العلم متعة تنتهي بالنجاح ..وتتحول لمتعة دائمة حين تكلل بالنجاح .

9- الناجحون يثقون دائما في قدرتهم على النجاح :

الثقة في النجاح يعني دخولك معركة النجاح منتصرا بنفسية عالية والذي لا يملك الثقة بالنفس يبدأ معركته منهزما ..

10- النجاح والتفوق = 1% إلهام وخيال + 99%جهد واجتهاد:

الإلهام والخيال لا يشكل أكثر من 1% من النجاح بينما الطريق الحقيقي للنجاح هو بذل الجهد والاجتهاد وإن ما نحصل عليه دون جهد أو ثمن فليس ذي قيمة.. لا تحسبن المجد تمرا أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا (الجهد المبذول تسعة أعشار النجاح )

11خطوة للاستعداد للمذاكرة :

1- اخلص النية لله واجعل طلب العلم عبادة.

2- تذكر دائما أن التوفيق من الله والأسباب من الإنسان

3- احذف كلمة ‘ سوف ‘ من حياتك ولا تؤجل .

4- أحذر الإيحاءات السلبية :أنا فاشل – المادة صعبة ..

5- ثق بتوفيق الله وابذل الأسباب.

6- ثق في أهمية العلم وتعلمه.

7- أحذر رفقاء السوء وقتلة الوقت ..

8- نظم كراستك ترتاح مذاكرتك ..

9- أد واجباتك وراجع يوما بيوم..

10- تزود بأحسن الوقود ..(أفضل التغذية أكثر من الفواكه والخضراوات وامتنع عن الأكلات السريعة ..)

11- لا تذاكر أبدا وأنت مرهق ..

نظم وقتك :

1- تذكر أن أحسن طريقة لاستغلال الوقت أن تبدأ الآن.!!

2- حدد أولوياتك الدراسية وفق الوقت المتاح.

3- ضع جدولا يوميا – أسبوعيا لتنظيم الوقت والأولويات .

4- تنظيم الوقت : رغبة + إرادة + ممارسة + جهد = متــعـة.

من طرق تقوية الذاكرة :

1- الفهم أولا..يساعد على الحفظ والتخزين ..

2- استذكر موضوعات متكاملة .

3- الترابط بين ما تستذكر وما لديك من معلومات يقوي الذاكرة..

4- الصحة بشكل عام عامل أساسي لتقوية الذاكرة:
النوم المريح – غذاء متكامل – الرياضة البدنية – الحالة النفسية التفاؤل – الاسترخاء – التعامل مع الناس …

5- خلق الاهتمام – الفرح – حب الاستطلاع – التمعن -التركيز الفكري – كلها وسائل لتقوية ذاكرتك.

6- تصنيف المواد حسب المواضيع وحسب البساطة والصعوبة يسهل عملية الاستذكار.

من أجل حفظ متقن :

1- صمم على تسميع ما ستحفظ .(استمع لنفسك )

2- افهم ثم احفظ.

3- قسم النص إلى وحدات ثم احفظ.

4- وزع الحفظ على فترات زمنية.

5- كرر ثم كرر …كرر..

6- اعتمد على أكثر من حاسة في الحفظ. 10% تقرأ -20% تسمع -30% ترى -50%ترى وتسمع -80%مما تقوله -90% تقوا وتفعل -) ارسم صورا تخطيطية – لوّن بعض الرسوم أو الفقرات الرئيسية-

7- لا تؤجل الحفظ – أسرع إلى الحفظ.

8- قاوم النسيان ودعم التذكر.(الحماس-الراحة- التخيل والربط-التكرار-التلخيص- المذاكرة قبل النوم..)

9- تجنب المعاصي. شكوت إلى وكيل سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي

أنت والإحباط ترسمان طريقك إلى النجاح 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
مقاله قريتها عن أهمية الإحباط فى حياتنا
أنا شفت العنوان واستغربت هو الإحباط ممكن يكون له أهمية فى حياتنا
وبعد قراءة الموضوع لاقيت فعلاً إن الإحباط ممكن يكون طريق إلى النجاح لو استطعنا التعامل معاه والاستفادة منه
وسوف اترك لكم الحكم بعد قراءة المقال

أهمية الإحباط قى حياتنا

إذا كانت المعاناة من ضروريات التغيير فإن الأمر السلبي الذي قد يصاحب التغيير هو حالة الإحباط التي قد تصيب الإنسان من هذه المعاناة؛ والحقيقة أن الإنسان قد يجعل من الإحباط قوة دافعة للإنجاز وتحقيق أهدافه وطموحاته، فبالإمكان تحويل الإحباط إلى حدث إيجابي.

لذا علينا أن نتعامل مع الإحباط ـ إن وجد ـ بالصورة التالية :

اولأ : الإحباط ربما يوصلك لـ أمـر Ctrl + Z .

كثيرا ما تشغلنا الاحداث الجزئية والجانبية عن الهدف الكلى الذى نسعى اليه دائما ، عندما نصل لهذه المرحلة لابد ان نأخذ أمر ctrl+ Z حتى نتذكر الهدف الذى نسعى اليه ويكون ذلك بمراجعة الخطوات التى قمنا بها هل لازلت تسير في الطريق الصحيح ، فهذه الوقفة التأملية قد تكتشف فيها أنك قد سلكت طريقاً لم يخطر على بالك أنك قد تسلكه يوماً ما.

ثانيا : الإحباط يشعرك بأنك بحاجة للراحة .

بعض الأشخاص يعتقدون أنهم بمجرد البدأ فى تحقيق هدف ما يسعون اليه تتفتح لهم الابواب وتهرول لهم الطاقات لمساعدتهم فهذا ليس صحيح ، ما يحدث قد يكون العكس تجد الصعوبات امامك فى كل مكان لدرجة انك تشعر بأن النجاح لم يكتب لك وتصاب بخيبة الآمل لما فعلته دون تحقيق نتيجة ، ويكون الإحباط أقرب اليك مـن نفسك فهذه الحالة يفضل ان تأخذ راحة تعيد فيها قوتك التى يمكنها تخطى الصعاب التى تواجهك .

ثالثا : الإحبـاط الطـريق الـى النجاح .

الدليل قول الله تعالى (فَإِنَّ مَعَ العسرِ يسرًا، إِنَّ مَعَ العسرِ يسرًا ) صدق الله العظيم .
تأكيد واضح على ان يأتى مع الإحباط الفرج يأتى مع اليأس النجاح
يأتى مع الصعاب التحديات والقدرات ، تذكـر كـم مره مررت بهذه الحالة وخرجت منها منتصر بفضل الله اليس كذلك
حكمة قد تفيدك (من وجد الله فماذا فقد ومن فقد الله فماذا وجد ) ،،،
ايمانك بالله وتقربك منه يكون حاجز بينك وبين الإحباط واليأس

هـل يأس رسول الله من قبل ؟

رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في اللحظات الحرجة الصعبة كان يؤكد على المسلمين بعدم اليأس، ويبعث فيهم روح الأمل والنصر

فنراه في موقف الأحزاب وقد أحاطه الأعداء وتكاتفوا عليه، وحاول بعض المسلمين الهروب من الساحة، حيث قال تعالى : ((يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ)).

وبعض آخر منهم حاول أن يجد طريقاً للتوسل إلى المشركين ، والحصول منهم على أمان خاص له، إضافة إلى الظروف المناخيّة القاسية التي كانوا يمرون بها… والحالة النفسية التي يمر بها الجيش الإسلامي ، إلى درجة أن عمرو بن عبد ود العامري عندما دعا المسلمين إلى البراز لم يجبه أحد ، وتراجع الجميع إلاّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)

مع كل ذلك نرى أن الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) كان يبشرهم بالفتوحات العظيمة كفتح بلاد كسرى وبلاد الروم[7]، ليرفع من الروح المعنويّة فيهم، وليهدم الحاجز النفسي الذي لفّهم باليأس والخيبة.

ختاما : الإنسان إذا كان في وضع سيء فعليه أن يغير هذا الوضع فهو لن يخسر حالة حسنة. والحياة تجربة عليك بفهم خطواتها والمرونة فى التنفيذ وتحليل النتائج واتخاذ القرار الصائب .

بقلم ~ محمد الشافعى ( عضو صناع الحياة الشرقية )


نصائح هامة على طريق النجاح 2024.

إن الحمدلله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله….أما بعد:

أختي الكريمة: هل فكرت في رسم طريق آمن للنجاح في حياتك؟!.. في أعمالك؟!.. في دراستك؟!.. في كافة شؤوننك؟!

هل حاولت الوقوف على أسباب التوفيق؟!

هل أدركت لماذا يوفق أناس في أعمالهم بينما يخفق آخرون؟!

سنتطرق هنا إلى مفهوم النجاح، ونبين طريقه وعوائقه.. فما معنى النجاح في حياة المسلم؟

النجاح في حياة المسلم

أختي الكريمة: اعلم أن مفهوم النجاح في حياة المسلم مرتبط ارتباطاً وثيقاً بعقيدته ومنهجه في الحياة؛ فنجاح المسلم في أموره الدنيوية لا ينفك بحال عن فلاحه وتوفيقه في أمور الآخرة؛ فبينهما ترابط تستلزمه عقيدة الإيمان بالله واليوم الآخر.

فالمسلم لا يطمح إلى متاع الحياة الدنيا ضارباً بعرض الحائط حظه في الآخرة؛ لأنه يدرك أنه مهما نجح في دنياه على حساب آخرته، فهو في النهاية خاسر، وإنما العبرة بالخواتيم، قال تعالى:
{قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} [الزمر: 15].

وقال سبحانه: {وَفَرِحُواْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌ} [الرعد: 26].

أختي: ومن هنا لابد أن تدرك أن نجاحك في الحياة لا يمكن أن يكون حقاً نجاحاً إلا إذا كان في طريق يرضاه الله، بحيث لا يكون وبالاً عليك في المال.

ولن يكون كذلك إلا إذا جمعت بين شيئين عليهما مدار النجاح في الدنيا والآخرة:

الأول: همة تدفعك إلى السعي وراء الأسباب.
الثاني: تقوى الله التي بها تنجو من العـذاب.

فالهمة تولد في نفسك حرارة الطموح إلى معالي الأمور دينية كانت أم دنيوية، وتقوى الله توجه لك الهمة وتضبطها بالاستقامة، والالتزام، بحيث يكون نجاحك حجة لك عند الله لا عليك.. وإليك أخي أسباب النجاح وطريقه:

وسائل النجاح

أولاً: الإخلاص: فهو بركة الأعمال ومفتاح نجاحها، لذا أخي الكريم لا غنى لك إذا أحببت أن تنجح في أعمالك بل في حياتك كلها إلا أن تصلح نيتك في كل شيء وأن تجعلها على ما يريده الله جل وعلا، قال صلى الله عليه وسلم «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى» [رواه البخاري].

ومهما يكن هدفك في الحياة ومرادك من عملك فإنك إذا قصدت به نفع نفسك يكن هدفك في الحياة، ومرادك من عملك، فإنك إذا قصدت به نفع نفسك تقوية لها على الطاعة أو نفع المسلمين، ونويت شكر الله جل وعلا ذلك فإنك تطرق بذلك سبباً من أسباب القبول، لأن إرادة وجه الله بالأعمال موجب لمحبة الله سبحانه وتعالى ومحبة الله هي مفتاح القبول كما جاء في الحديث حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا أحب الله العبد نادى جبريل: إن الله يحب فلانا فأحبه، فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في أهل الأرض» [رواه البخاري].

فعالج أخي نيتك.. وانظر ما الذي تريده من عملك؟، وما الذي تهدف إليه من دراستك؟!

فإن وجدت نيتك من ذلك مشروعة فالزمها فهي مفتاح القبول..

وإن وجدت في نيتك شوب حب للسمعة والشهرة، والرياء والعجب والتكبر والخيلاء..فأصلح نيتك فإنما تحبط الأعمال بالنية السوء.. قال صلى الله عليه وسلم: «من تعلم علماً مما يبتغي به وجه الله عز وجل، لا يتعمله إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة»

فأخلص أخي نيتك يوهب لك القبول، واجعل من حسن قصدك النجاح نجاحين، نجاح في الدنيا وآخر في الآخرة.

ثانياً: لا تجعل نجاح الدنيا كل همك: بل عش فيها كالغريب.. وتبلغ بالنجاح فيها إلى النجاح في الآخرة {وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى} [سورة الضحى: 4].

هب أنك ملكـت الأرض طــراً *** ودان لك العبـاد فكان مـاذا
أليس غداً مثواك جوف قبرك *** ويحشو الترب هذا ثم هذا

فلا تجعل همَّك: في الدنيا.. وفي متاعها..فتبذل لأجل ذلك كل جهدك.. وتنسى حظك من الآخرة فإن ذلك سيسد عليك أسباب التوفيق..فتزداد شغلاً وتحرم قطف الثمار.. في الحديث قال رسول الله صلى عليه وسلم: «من كانت الآخرة همه، جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همَّه جعل الله فقره بين عينيه، وفرق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدَّر له» [قال الألباني صحيح لغيره].

أيها المتعب جهداً نفسـه *** يطلب الدنيا مريضاً جاهداً
لا لـك الدنيــا ولا أنت لهـا *** فـاجعـل الهمين همًا واحدًا

وفي هذا يقول ابن القيم رحمه الله: "إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله وحده تحمل الله عنه سبحانه حوائجه كلها، وحمل عنه كل ما أهمه، وفرغ قلبه لمحبته، ولسانه لذكره، وجوارحه لطاعته، وإن أصبح وأمسى والدنيا همه، حمله الله همومها، وغمومها، وأنكادها، ووكله إلى نفسه، فشغل قلبه عن محبته بمحبة الخلق، ولسانه عن ذكره بذكرهم، وجوارحه عن طاعته بخدمتهم وأشغالهم، فهو يكدح كدح الوحوش في خدمة غيره، فكل من أعرض عن عبودية الله وطاعته ومحبته، بلى بعبودية المخلوق ومحبته وخدمته".

وفي الحديث أيضاً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من جعل الهموم همًا واحدًا همَّ المعاد، كفاه الله سائر الهموم، ومن تشعبت به الهموم من أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك» [حسنه الألباني].

فلا تجعل أخي كل همك في نجاحك في الدنيا..فالمال فيها سيفنى والمنصب فيها سيبلى والجاه فيها سينتهي ولا يبقى إلا العمل الصالح ففيه فليكن أكبر همك..وقد وعدك الله إن كنت كذلك بشيئين:

الأول: أن يكون لك بكل خير أسرع.
الثاني: أن يكفيـك سائـر الهمـوم.

وهذا كله يجمعه قول الله جل وعلا: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [النحل: 97].

فالحياة الطيبة.. هي عنوان النجاح؛ لأن المقصود من الأشياء نفعها.. ولا يرجى من النجاح إلا السعادة وطيب الحياة.

حتى متى أنت في حـل وترحال *** وطــــول سـعــــي وإدبــــار وإقـبـــال
ونــازح الــدار لا ينفعـــك مغتـــرباً *** عـن الأحـبـــة لا يــــدرون بــالحــــال
بمشـرق الأرض طوراً ثـم مغربها *** لا يخطر الموت من حـرص على بال
ولو قنعت أتاك الـرزق في دعـــة *** إن القنــوع الغنــــى لا كثـــرة المـال

ثالثاً: تقوى الله: فهي مفتاح كل خير، وكفاية من كل شر، قال تعالى:
{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2-3]؛ فهي مخرج الكروب، ومفتاح الأرزاق، وقال تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً} [الطلاق: 4].

قال ابن كثير رحمه الله: "أي: يسهل له أمره ييسره عليه، ويجعل له فرجاً قريباً ومخرجاً عاجلاً".

أختي الكريمة: فاجعل من التقوى مفتاح نجاحك في الأمور.. تدبر أمره اعمل به، ييسر لك أمرك، اجتنب نهيه يجنبك الفتن والمهلكات، كن لعباده بالإحسان، يكن لك بالعون والسداد..تقرب إليه بصالح الأعمال يكن إليك بكل خير أسرع..توكل عليه في أمورك يكن كافيك في كل مهامك، قال تعالى: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3].

أخي..تذكر أنك إلى الله فقير..وأنه وحده يدبر الأمر..يطعم الأنام..ويكسوهم {أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَل لَّجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ} [الملك: 21].

وهو الذي يحفظهم ويكلؤهم بالليل والنهار، وهو الذي يحفظ عليهم حياتهم ووجودهم وكل الخلائق تفتقر إليه، فلا تنس أنك مفتقر إلى عونه في حاجة لتوفيقه وأن اجتهادك مهما كان شأنه إن لم يكن فيه بركة من الله فلن يثمر، كما قال الشاعر:

إذا لم يكن عون من الله للفتى *** فأول ما يقضي عليه اجتهاده

رابعاً: كن عالي الهمة: أخي.. فإذا عزمت على سلوك طريق النجاح في حياتك، متوكلاً على الله، مستعيناً به، متقياً أمره جاهلاً همك في المال..فاعلم أن الله جل وعلا قد جعل في الحياة سنناً ثابتة.. ومن سنة الله في الحياة: المكابدة، والمجاهدة، فما من حي إلا وهو مضطر لمغالبة وكبد لأجل البقاء والحياة؛ فكل حي يكابد شاء أم أبى شدائد الحياة.. يكابد عيشها، وجوعها، وحرها، وبردها، وعناءها، بحسب ما لديه من الهمة والقوة والعزم والتوفيق.

قال تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ} [البلد: 4]… أي: يكابد مضايق الدنيا وأمور الآخرة؛ فاكتساب الآخرة، يحتاج منك إلى صبر وجهاد وكبد.

واكتساب الرزق والمعاش، يحتاج منك إلى كبد..واكتساب العلم، يحتاج منك إلى كبد..وما من صاحب هدف في هذه الحياة إلا وهو مضطر إلى بذل الجهد لتحقيقه.. ولا ينال المنى بطال!

وهنا تظهر قيمة الهمة العالية.. فصاحبها هو صاحب الشأن فيما يهدف إليه.. لا يقنع بالدون أبداً.. وخلاصة هدفه: أن يعيش كريماً.. ويموت كريماً.. ويبعث كريماً في الآخرة.

أخي.. واحذر أن تعلي همتك..وتخف بدينك..تطمح إلى الجاه، والمال، والمنصب، والرئاسة..وتهدم دينك..فليست هذه الهمة العالية، وإنما هو الشح المطاع الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما ذئبان ضاريان ظلا في غنم أضاعها ربها بأفسد من طلب المسلم المال والشرف لدينه» [صححه الألباني].

ومن ينفق الأيام في جمع مالـه*** مخافة فقر فالــذي فعـــل الفقـر
ولا تحسبن الفقر فقر من الغنى*** ولكن فقر الدين من أعظم الفقر

فعلوا الهمة محمود ما دام طموحاً يرضاه الله ولا يضر بدينه، فهذا الذي تحمد فيه الهمة وتكون أقوى أسباب النجاح، يقول ابن الجوزي رحمه الله: "من أعمل فكره الصافي، دله على طلب أشرف المقامات ونهاه عن الرضا بالنقص في كل حال، وقد قال الشاعر:

ولم أر في عبيوب الناس عيبًا *** كنقص القادرين على التمام

فينبغي للعاقل أن ينتهي إلى غاية ما يمكنه، فلو كان يتصور للآدمي صعود السموات، لرأيت من أقبح النقائض رضاه بالأرض! ولو كانت النبوة تحصل بالاجتهاد، رأيت المقصر في تحصيلها في حضيض، غير أنه إذا لم يكن ذلك، فينبغي أن يطلب الغاية في العلم، ومن أقبح النقص التقليد، فإن قويت همته رقته إلى أن يختار لنفسه مذهباً ولا يتمذهب لأحد، "فلا تخلد إلى كل كسل، فما فات ما فات إلا بالكسل، ولا نال من نال إلا بالجد والعزم، وإن الهمة لتغلي في القلوب غليان ما في القدور" (صيد الخاطر ص286).

وإذا كانت النفوس كباراً *** تعبت من مرادها الأجسام

خامساً: حسن التدبير في الأمور: وذلك بالتخطيط المستمر والتنظيم الدؤوب وحسن الاستفادة من الوقت والفراغ واجتناب اتخبط والفوضى فإن الإنسان أي انسان لو استطاع تقسيم جهوده على أوقاته بدقة وتنظيم، معطياً للأهداف المهمة جهداً ووقتاً أكبر من الأعمال التي تقلها أهمية لكان النجاح حليفه ولابد ..وهذ لا يتأتى إلا لحكيم يضع الأمور في نصابها الصحيح… {وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً}، وتأمل أخي في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ» [رواه البخاري]… ففي هذا الحديث دليل على أن للوقت والهمة العالية دور كبير في الإنجاز والنجاح..

وأن تعطيل الجهد وتضيع الأوقات فيما لا يعود على المسلم بالنفع غبن من وجهين:

الأول: أنه غبن أخروي لأن حسرة أهل الآخرة حاصلة على كل لحظة لم يذكروا الله فيها فكيف بلحظة عصوا الله فيها!

الثاني: غبن دنيوي فإن الإنسان الذي يضيع أوقاته سبهللاً لابد وأن تفوته مصالح كثيرة.

على قدر أهل العزم تأتي العزائم *** وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغــار صغارهـا *** وتصغر في عين العظيم العظائم

قال يحي بن معاذ: "المغبون من عطَّل أيامه بالبطالات، وسلط جوارحه على الهلكات، ومات قبل إفاقته من الخبايات".

وقال أحد السلف: "الليل والنهار يعملان فيك فاعمل أنت فيهما".

وقال أبو العباس الدينوري: "ليس في الدنيا أعز وألطف من الوقت والقلب وأنت مضيع للوقت والقلب".

أخي.. فكن حكيماً في تنظيم أعمالك..محاسباً لنفسك على أوقاتك محدداً فيها مسؤولياتك تجاه ربك.. ونفسك وأهلك.. وواجباتك الدنيوية.. فإنك إذا أحسنت إدارة أمورك بالتنظيم والتخطيط والمحاسبة أصبت ونجحت في معظم أعمالك.

لا تسوف أعمال اليوم إلى الغد..ولا تنم وقت الواجبات..ولا تيأس في الأوقات الحرجة.. واعلم أن الإصرار طريق الانتصار.. وأن الصبر مفتاح الفرج وكن كما قال الشاعر:

قـلب يطـل على أفكـاره ويد *** تمضي الأمور ونفس لهوها التعب

وكما قال آخر:
وما كنت ممن نال الملك بالمنى *** ولكـن بـأيــام أشبـن النـواصيــا
لبست لها كـدر العجــــاج كأنمـــا *** ترى غير صاف أن تر الجو صافياً

لا تصاحب أهل التقاعس والكسل.. فإن صاحبتهم فعلى خوف منهم ووجل.. ولا تنظر إلى متعة أهل البطالة فإنما هم في طريق فشل لا تظهر لك بوادره.. وانظر إلى أهل الجد.. اقرأ في التاريخ سيرهم .. واسأل عن أخبارهم تجدهم قد شغلوا أنفسهم بأنفع الأعمال وأصلحها.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

خليجية
خليجية