الفتن اذا اقبلت عرفها العالم ،، واذا ادبرت عرفها الجاهل
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
وصيتي لكل من تصله كلمتي هذه، أن يعلم أن الواجب على كل مكلف:
[ أن يقيم أفعاله وأقواله، في سرآءه وضرآءه، وفي سعته وضيقه، وفي سره وعلنه، على وفق ما أراد الله منه، لا على ما تشتهيه نفسه أو هواه ]
لأنه مسؤل عن هذا بين يدي الله، في يوم لا ينفع مال ولا بنون!
إنما هي أعمالكم، فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه!
ومن جملة ما سيسأل عنه المكلف:
موقفه من الفتن وماذا عمل فيها، هل قام فيها بما أوجب الله عليه؟ من وأد الفتنة والنصح بالبعد عنها
أو كان فيها مُسَعِّرَ حَرْب!، وذلك بعدم التقيد بما رسمه له رسول الله صلى الله عليه وسلم
في أمر الفتن وكيفية التعامل معها حين قال:
[ إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَة -أي اختصاص بالمال دون الغير- قَالُوا فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: إصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي -يعني يوم القيامة- ]
وقال كذلك في بيان حال رعاة يسألون الناس حقّهم ولا يؤدون الحق الذي عليهم، قال صلى الله عليه وسلم:
[ أَدُّوا الذي عَلَيْكُمْ وَاسْألوا الله الذي لَكُمْ ]
فالواجب تجاه الفتن، وما نعيشه من أحداث ومتغيرات لم نألفها:
أن نلتف حول قيادتنا، ونبدي النصح لهم، المرة بعد المرة ولو بعشرات المرات، ولا يسأم المرء من تكرار
النصيحة إذا كان مخلصا لله محتسبا، لأن أعظم جالب للسآمة عدم الإحتساب
ولنتفكر بما نحن فيه من نعم حبانا الله بها دون غيرنا
-نسأل الله الإعانه على شكرها-
كالأمن والإيمان، والعافية في الدين والدنيا! ولنحذر من عدو متربص بنا!
وليعلم كل ناصح لبيب أن الخروج على الحاكم عواقبه وخيمه!
ولا يكون الخروج إلا ويتقدمه كلام وخطابات، تُشْحِن وتُثير الناس، ثم يكون سفك للدماء، وشدّة للسلطان، وما لا تحمد عقباه!
ومن هنا أنصح كل مسلم جعل كلام الله دليله، وهدي رسول الله صلى الله علي وسلم منهجه
وكذلك الكلام وجه إلى أصحاب المنتديات والمواقع، أن لا يدعوا للتجمعات والندوات، التي من شأنها إثارت
النعرات والعداوة والبغضآء بين الراعي والرعية!
( وحقيقة هذه الأمور الفوضى )
والفوضى لا تولد نظاما مستقرا، لأنه كلما أراد قوما شيئا أحدثوا مثل هذه الفوضى، وهلم جرا)!
حتى أهل الفساد لهم مطالبات ويريدون تحقيقها!
ولنا مثال حي في مصر وليبيا وغيرها ممن سيتجرع أهلها كأس المرارة حينا من الدهر
-أبعد الله عنا وعن بلاد المسلمين كل الشرور-
ولا يغتر المرء بإدراك بعض متطلباته، إذا لم تكن وفق الكتاب والسنة!
(وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ) خشية أن تكون له فتنة وهو لا يدري، فالعبرة بوسيلة التغير لا بالغاية!
فالغايات لا تبرر الوسائل!
وما يدريك لعل من سيأتي شر ممن مضى، كما قال نبي الهدى صلى الله عليه وسلم:
[ لَا يَأْتِي زَمَان إِلَّا وَالذي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْه ]
فالإنسان لا يملك تصرفاته ، فكيف يملك تصرفات غيره عند انفعالهم، إذا تجمعوا لبث الشحنآء والبغضآء!
وعلى من لا يدرك العواقب أن يرد الأمر إلى أهل العلم المعتبرين كما أمر الله بقوله:
( وَإذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إلى الرَسُولِ وإلى اُولي الأمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الذينَ يَسْتَنبطُونَهُ مِنْهُمْ )
فالفتن إذا اقبلت عرفها العالم وإذا أدبرت وانتهت عرفها الجهال!
وبعد هذا كله ربما يتساءل البعض ع الحل في ظل هذا التخبط والنقص الحاصل؟
فأقول: الحل يكمن فيما يرضاه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ويمكن تلخيصه بما يلي:
1 دعآء الله بصدق وإخلاص وتضرع مع حسن ظن بالله أن يصلح الأحوال ويزيل الضرر
2 تكرار النصيحة مرة تلو الأخرى لولي الأمر مع البعد عن اليأس الذهب للأجر
3 الحذر ثم الحذر من استعجال الثمرات أو الإستجابة لمن يستعجلها
4 الصبر فإنه مفتاح الفرج (وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ )
وفق الله الجميع للعمل بكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
اللهم احفظنا بالإسلام واحفظ بلدنا وبلاد المسلمين
كتبه/ فضيلة الشيخ فرج المرجي
له كتابات نافعة في صفحة الإبانة في جريدة الوطن
حفظه الله وبارك فيه عمره