وجبت محبة الرسول صلى الله عليه وسلم في قلوبنا كمسلمين والمحبة ليست قولا فقط بل هي قول باللسان وتصديق بالأعمال والأفعال وحسن الإتباع والانقياد والتسليم لأمور الدين وتنفيذ ما امرنا ب والبعد عما نهى عنه وعدم الابتداع في الدين وللأسف كثير من الناس من ابتدع في الدين ونسي تحذير النبي صلى الله عليه وسلم فهي فريضة على كل مسلم وواجبة لا يكتمل الإيمان إلا بها
فدليل محبتنا لله عز وجل ورسوله إتباع جميع ما أمر به حتى وان كانت النفس لا تهواه ويشق عليها فعله ,واجتناب كل ما نهى عنه وان كانت النفس تهواه ولا تستطيع الابتعاد عنه
قال ابن القيم :فإذا لم تحصل المتابعة فليست المحبة بحاصلة
وقال أيضاً :وعلى ذلك فإنه لا تنال محبة الله عزّ وجلّ إلا بإتباع الحبيب صلى الله عليه وسلم.
كان عمر رضي الله عنه يهم بالأمر ويعزم عليه فإذا قيل له : لم يفعله رسول الله انتهى
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى !!
قالوا يا رسول الله : ومن يأبى؟
قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى » رواه البخاري
ومن بعض العلامات الدالة على محبته – صلى الله عليه وسلم -:
أول تلك العلامات الاقتداء به – صلى الله عليه وسلم –
والتمسك بسنته ، و اتباع أقواله وأفعاله ، وطاعته، واجتناب نواهيه ، والتأدب بآدابه في عسره ويسره ، ومنشطه ومكرهه ، وشاهد هذا من كتاب الله ومن سنة نبيه – صلى الله عليه وسلم –
ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم ( لايؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به ) صححه النووي في الأربعين وضعفه آخرون.
– الإكثار من ذكره ، والتشوق لرؤيته ، فمن أحب شيئاً أكثر من ذكره وأحب لقائه ، قال ابن القيم رحمه الله : " كلما أكثر من ذكر المحبوب واستحضاره في قلبه ، واستحضار محاسنه ومعانيه الجالبة لحبه ، تضاعف حبه له ، وتزايد شوقه إليه واستولى على جميع قلبه " .
ولكن للأسف ضل بعض المسلمين وابتعدوا عن اتباع الهدي النبوي حتى وصل الأمر لابتداعهم احتفالا بمولده صلى الله علي وسلم وهناك مظاهر لهذا الاحتفال نجدها في شوارع المسلمين وبيوتهم ومساجدهم , فالأضواء قد علقت في أعمدة الشوارع ، والبيوت قد زينت بالزهور والورود ، والحلويات قد أصبح لها أسواق رائجة للبيع ، وبعض الأمكنة استأجرت حتى يُفْعَل بها هذاالاحتفال ، بالمعازف والطبول والدفوف وأشياء كثيرة استعداداً لذكرى المولد النبوي .
قال تعالى : " فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم " النور.
وقال تعالى : " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا.." الحشر.
فهل فعل هذا من الأمور التي ترضي الله تبارك وتعالى ؟وما هو حكمه ؟ وهل فعله السلف أو أقروه ؟
لماذا لا نحتفل بالمولد النبوي ؟
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
لو كان الاحتفال بيوم المولد النبوي مشروعا لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته ؛ لأنه أنصح الناس ، وليس بعده نبي يبين ما سكت عنه من حقه ؛ لأنه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين ، وقد أبان للناس ما يجب له من الحق كمحبته وإتباع شريعته ، والصلاة والسلام عليه وغير ذلك من حقوقه الموضحة في الكتاب والسنة ، ولم يذكر لأمته أن الاحتفال بيوم مولده أمر مشروع حتى يعملوا بذلك ولم يفعله صلى الله عليه وسلم طيلة حياته ، ثم الصحابة رضي الله عنهم أحب الناس له وأعلمهم بحقوقه لم يحتفلوا بهذا اليوم ، لا الخلفاء الراشدون ولا غيرهم ، ثم التابعون لهم بإحسان في القرون الثلاثة المفضلة لم يحتفلوا بهذا اليوم .
أفتظن أن هؤلاء كلهم جهلوا حقه أو قصروا فيه حتى جاء المتأخرون فأبانوا هذا النقص وكملوا هذا الحق ؟ !
لا والله ! ولن يقول هذا عاقل يعرف حال الصحابة وأتباعهم بإحسان وإذا علمت أيها القارئ الكريم أن الاحتفال بيوم المولد النبوي لم يكن موجودا في عهده صلى الله عليه وسلم ولا في عهد أصحابه الكرام ولا في عهد أتباعهم في الصدر الأول ، ولا كان معروفا عندهم – علمت أنه بدعة محدثة في الدين ، لا يجوز فعلها ولا إقرارها ولا الدعوة إليها ، بل يجب إنكارهاوالتحذير منها
قال الشيخ السحيم :
فمن أحدث في دين رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فإنما هو يستدرك على أبي القاسم صلى الله عليه وسلم قال الإمام مالك – رحمه الله – : من ابتدع في الدين بدعة فرآها حسنة فقد اتـّـهم أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ، فإن الله يقول : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا .
فأين هم عن سمته وهديه ؟ وأين هم عن سنته وطريقته
وأين هم عن امتثال أمره ؟وأين هم عن اقتفاء أثره
صلى عليك الله يا علم الهدى فهل يكفي من محبة النبي صلى الله عليه وسلم يوما من السنة ثم تنسى سنته طيلة العام ؟
وهل يكفي من محبته صلى الله عليه وسلم مجرد الشعارات والدعاوى ؟
لا والله حتى تسيل المهج في محبته . لا الطبول والمسيرات ، وأحيانا المشروبات
قال الشيخ بن عثيميين :
وإذا تأملت أحوال هؤلاء المولعين بمثل هذه البدع وجدت أن عندهم فتوراً عن كثير من السنن بل في كثير من الواجبات والمفروضات ، هذا بقطع النظر عما بهذه الاحتفالات من الغلو بالنبي صلى الله عليه وسلم المودي إلى الشرك الأكبر المخرج عن الملة الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه يحارب الناس عليه ، ويستبيح دماءهم وأموالهم وذراريهم ، فإننا نسمع أنه يلقى في هذه الاحتفالات من القصائد ما يخرج عن الملة قطعاً كما يرددون قول البوصيري :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك … عند حدوث الحادث العمم
إن لم تكن آخذاً يوم المعاد يدي صفحاً … وإلا فقل يا زلة القدم
فإن من جودك الدنيا وضرتها … ومن علومك علم اللوح والقلم
مثل هذه الأوصاف لا تصح إلا لله عز وجل ، وأنا أعجب لمن يتكلم بهذا الكلام إن كان يعقل معناه كيف يسوغ لنفسه أن يقول مخاطباً النبي عليه الصلاة والسلام :
( فإن من جودك الدنيا وضرتها )
الدنيا هي الدنيا وضرتها هي الآخرة ، فإذا كانت الدنيا والآخرة من جود الرسول عليه الصلاة والسلام ، وليس كل جوده ، فما الذي بقي لله عز وجل ، ما بقي لله عز وجل ، ما بقي له شيء من الممكن لا في الدنيا ولا في الآخرة .
وكذلك قوله : ( ومن علومك علم اللوح والقلم )
ولا أدري ماذا يبقى لله تعالى من العلم إذا خاطبنا الرسول عليه الصلاة والسلام بهذا الخطاب
وأفتى مركز الفتوى بما يلي :
لمكانة الرسول صلى الله عليه وسلم في نفوس المسلمين قدر عظيم، فهم يحبونه ويوقرونه ويعظمونه أكثر من أهليهم وأولادهم بل حتى من أنفسهم لكن هذا الحب لابد أن يقترن بمتابعةٍ لسنته عليه أزكى الصلاة وأتم التسليم، كما قال الحق سبحانه وتعالى : "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم".[آل عمران:31]
ومن المعروف عندنا معاشر المسلمين أنه لا يوجد شخص قد أحب نبينا صلى الله عليه وسلم ، مثل :
حب أصحابه الكرام رضوان الله عليهم له، وقصصهم في التفاني في حبه معروفة مدونة في كتب السنة والسيرة، حتى كان الواحد منهم إذا تذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس بين أهله وأولاده يتركهم ثم يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقاً إليه .
فالقول بأن الاحتفال بالمولد بدعة منكرة قول صائب ، وذلك لأنه لم يثبت عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه احتفل بيوم مولده ، ولا عن الصحابة ، ولا عن التابعين، مع أن سبب الاحتفال بالمولد موجود، ومع ذلك لم يفعلوه ولم يفعله من بعدهم من التابعين لهم بإحسان
ولو كان في مثل هذه الاحتفالات خير لفعله الصحابة، ولأمر به النبي صلى الله عليه وسلم، فدل هذا على أن هذه الاحتفالات ليست بمشروعة، وأنها من الأمور المحدثة
وأول من أحدثها هم الفاطميون في القرن السادس الهجري عند ظهور الدولة الفاطمية. (العبيديون) وقد كانت تصرفاتهم مشبوهة، ومن العلماء من أخرجهم من الملة ولا شك في ضلالهم وبعدهم عن منهج السلف الصالح .
نسأل الله العافية والثبات على السنة والبعد عن البدعة ، فقد ثبت في صحيح مسلم من حديث عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد). والله تعالى أعلم
المفتـــي: مركز الفتوى
- images (2).jpg (10.2 كيلوبايت, 1 مشاهدات)
- images (2).jpg (10.2 كيلوبايت, 1 مشاهدات)
- images (2).jpg (10.2 كيلوبايت, 1 مشاهدات)
- images (2).jpg (10.2 كيلوبايت, 1 مشاهدات)
- images (2).jpg (10.2 كيلوبايت, 1 مشاهدات)
- images (2).jpg (10.2 كيلوبايت, 1 مشاهدات)
- images (2).jpg (10.2 كيلوبايت, 1 مشاهدات)