أفاد باحثون بأن النساء اللاتي يولدن في فصل الصيف ينجبن أطفالا أقل من أولئك اللائي يولدن في شهور السنة الأخرى. وأكد فريق الباحثين من جامعة فينا النمساوية أن نتائج أبحاثهم صحيحة بالرغم من استخدام وسائل منع الحمل الحديثة. وأوضح الباحثون الذين نشروا دراستهم في دورية التكاثر البشري أنهم استندوا إلى مؤشرات سابقة عن حجم النمو السكاني. لكن الباحثين أشاروا إلى أنه لا يوجد علاقة بين الشهر الذي تولد فيه وإصابتها بالعقم. وفحص الباحثون البيانات الخاصة بأكثر من 3000 إمرأة أعمارهن تفوق الخمسة وأربعين عاما من واقع السجلات الوطنية. وانتهى الباحثون إلى أن النساء اللائي ولدن في الفترة ما بين شهري يونيو/حزيران وأغسطس/آب ينجبن عددا أقل من أولئك اللائي ولدن في أي شهر آخر من شهور السنة. وكما اكتشفوا أن معدل الإنجاب لدى النساء اللائي ولدن في يوليو/تموز يقل بمقدار 0.3 طفل عن اللائي ولدن في شهر ديسمبر/كانون الأول. كما أثبتت دراسة تاريخ النساء في كندا وهولندا أن معدل الإنجاب لدى النساء المولودات في أشهر الصيف أقل. وقالت سوزان هابر من جامعة الطب البيطري بفينا التي رأست فريق البحث: "يثبت البحث أنه بالرغم من تأثير الحياة الحديثة واستخدام وسائل منع الحمل إلا أن تأثير شهر الميلاد على الإنجاب مازال بنفس الدرجة التي كان عليها في العصور الماضية." وأوضحت هابر أن هناك عدة أسباب لوجود علاقة بين شهر الميلاد والخصوبة. وأضافت هابر: "قد يرجع هذا الاختلاف إلى الظروف التي يتعرض لها الجنين خلال مرحلة نموه أو سنوات الطفولة الأولى التي تؤثر على الخصوبة. في المناطق معتدلة الطقس تختلف البيئة الخارجية بتعاقب فصول السنة، لذا فإن الظروف التي يعايشها الطفل في سنوات حياته الأولى تكون نتاجا لعوامل بيئية وموروثة عن الأم قد تؤثر على نموه الأمر الذي يؤثر بدوره على حياته فيما بعد." ويعتزم الباحثون في الوقت الراهن إجراء مزيد من الأبحاث لمعرفة ما إذا كانت خصوبة تتأثر أكثر خلال فترة حمل أمها بها أو أثناء السنوات الأولى من حياتها. وأشار الدكتور مارك هاميلتون من جمعية الخصوبة البريطانية أن معدلات الخصوبة الموسمية التي تتأثر بالمناخ ووفرة الطعام تتضح أكثر لدى الحيوانات. وقال هاميلتون: "سيكون التفاوت في معدلات الخصوبة حسب المواسم بسيطا لدى الإنسان هذا إن وجد أصلا، إلا أنه في ظل توافر الغذاء والدفء والرعاية الصحية وسهولة التنقل في أي وقت من العام فإن هذا التفاوت الضئيل لن يكون له على الأرجح أي أهمية طبية."