لا أحد يشعر بها .. أو ينتبه إليها ..
كما لو كانت غير مرئية
عالم من التجاهل و الوحدة تسكنه هي فقط
بين أسوار من الحيرة والقلق ..
تبحث في فزع عن مساحتها .. عن مكانتها
بين من حولها ..
تمر بها الأيام وهي تخشى ألا تنطبع صورتها
في القلوب والعقول ..
ويغدو اسمها ذات يوم كأن لم يكن..!
وآهة تساؤل لماذا هي دون غيرها
على الهامش دائمًا
لماذا هي المنسية ؟
نبضات عادية جدًا .. نبضات
سكنت العديد من القلوب ..
ولكن ..
ترى أي أثر تركنا خلفنا ليتذكرنا به الآخرون ؟
إن الناس والمجتمع لا ينسون أبدًا
هؤلاء المنتجين أصحاب البصمات الواضحة
في كل مجال من مجالات النفع والفائدة ..
أولئك المشاعل المضيئة
بعملها وبثمرة جهودها
تمضي بدروب الخير فتنثر من شذاها ما يعبق النفس
أملاً وطموحًا
أولئك الذين اجتهدوا واجتهدوا فكانت مكافأة الله لهم
حب الناس واحترامهم ..
إن عمر المرء الحقيقي يقاس بما حقق من إنجازات
وترك من آثار وليس بعدد ما عاش من السنوات
وكم من أناس كانت حياتهم قصيرة
لكنهم تركوا فيها بصمات وعلامات لا تنسى
لا تنشغلي بماهية مكانتك عند الآخرين
ولكن اجعلي كل همك بناء شخصيتك وكيانك و ترك أثر يبقى ..
اسعي بكل طاقتك للنجاح
في دراستك / عملك / حتى منتداكِ
قد تشعري بخيبة الامل إن فشلت بعض المرات لكنك ستختفي
إن لم تحاولي أصلا ( بيفرلي سيلز)
لا تذهبي حيث يسير بك الدرب بل اذهبي حيث لا يوجد درب
و اتركِ أثرًا خلفكِ ( رالف والدومرسون)
فوقتها ترنو إليك القلوب والأبصار
ووقتها ستشعرين أنتِ قبل الآخرين
بمدى أهميتك
طوري نفسك .. عقليتك .. ثقافتك
ليغدو لكِ فكركِ الخاص
متى تكلمت انتبهت لكِ الآذان
ومتى أبديت رأيا أخذ بعين الاعتبار ..
اضبطي .. انفعالاتك .. تصرفاتك
فتستطيعين التعبير عن نفسك بكل ثقة واتزان
وتكسبين الاحترام من الآخرين
احتسبي الأجر في كل ما تقومين به من عمل
ترجين به النفع لكِ ولغيرك..
ولا تنس ِ أن الدال على الخير كفاعله
أهدي رفيقاتك كتابا قيما أو محاضرة نافعة
أرشدي غيرك لحلقة تحفيظ أو مركز ثقافي جيد
قدمي العون لمن حولك قدر استطاعتك
فتحصدين امتنانًا وعرفانًا ..
كوني كالنحلة .. تأكل طيبًا وتضع طيبًا ..
كوني أنتِ
وليس ظلاً لغيرك ..
فبداخلك الكثير والكثير
ينتظر شمسًا جديدة تشرق عليه وتأخذ بيده إلى النور
فقط أتركِ أثرًا ..
وسيتبع الآخرون هذا الأثر .
تحياتي