عن عتبان بن مالكٍ الأنصاري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أن يُحرم العبدُ على النار هذا من أعظم المُكتسبات، فإنّ من حرمهُ الله على النار نجا ،
فهذا الفضل من العمل إذا أقترن بالفضل من الإخلاص اجتمع قلبٌ صادق ومعتقدٌ صحيح وكلمةٍ طيبة هي لا إله إلا الله
فلا يُمكن بعد ذلك لهذا العبد أن تنال النار منه شيء…
يقول صلى الله عليه وسلم : " لا يوافي الله عبد قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله "
* من أجلها أنزل الله الكُتب،
* من أجلها بعث الله الرُسل ،
*من أجلها نصب الله الموازين ،
*من أجلها أقام الله الحُجج والبراهين ،
*من أجلها خُلقت السماوات والأرض،
* بل من أجلها خُلق الثقلين ({وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } (الذاريات56)
وعبادة ربهم أن يوحدُوه في المقام الأول
فقال صلى الله عليه وسلم : " من قال لا إله إلا الله يبتغي وجه الله حرمه الله جل وعلا على النار "
المحرمون على النار ورد في أحاديث كثيرة أعمال الناس منهم:
· من صلى لله أربعاً قبل الظُهر وأربع بعدها حرّمه الله جل وعلا على النار .
· من بكى من خشية الله حرّمه الله جل وعلا على النار .
· من جاهد في سبيل الله حرّمه الله جل وعلا على النار .
· من أحبه الله حرمه الله على النار قال صلى الله عليه وسلم : " والله لا يُلقي الله حبيبهُ في النار"
ثم إن النار إذا دخلها من دخلها من عُصاة المؤمنين فإنّ الله جل وعلا لن يجعل لنار سُلطاناً كاملاً على أجسادهم
* أما قول لا إله إلا الله فإن الإنسان لا يُمكنُ أن يقولها حق القول المقصود في هذا الحديث ويبتغي بها وجه الله
و يتمكن أن يقول لا إله إلا الله يبتغي بها وجه الله:
*لابد أن يكون هناك علم ويقين بالرب تبارك وتعالى وحتى يكون هناك علمٌ ويقينٌ بمعنى هذه الكلمة
ثم كلام رسولهِ صلى الله عليه وسلم فأول ما ينبغي على العبد فيها :
الأمر الأول: أن لا يستكبر عند سماعها ،وأن لا يدخلهُ أنفةٌ عند علمهِ بمعناها قال الله جل وعلا عن أهل معصيتهِ
({إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ}الصافات36) .
الأمر الثاني : لابُد أن يكون هناك علم حق بالله عن طريق ما ذكره الله جل وعلا في كتابهِ من وجهين :
الوجه الأول : تعريف الله بذاته العلية .
والوجه الثاني : تعريف الرُسل بربهم .
فأما تعريف الرُسل بربهم فقد حكاه الله على لسان محمد وأكثر ما حكاه على لسان إبراهيم وموسى ،
فإن إبراهيم عليه السلام لم يشهد خلق السموات والأرض ومع ذلك قال لقومهِ:
(قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ(75) أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ(76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ(77)
الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ(78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ(79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ(80) الشعراء )
وقال في آيةٌ أُخرى تكلم عن أن الله هو الذي فطر السماوات والأرض ثم قال : (وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ }الأنبياء56)
ونظيرهُ كليم الله موسى فإن فرعون قال لهُ بُكل تبجُح قال ({قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى }طه49)
فأجابه الكليم عليه السلام ({قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى }طه50)
ثم قال ({ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى}طه51)
فتأدب موسى مع ربهِ لا مع فرعون ({قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى }طه52)
أما الرب جل وعلا فلا أحد أعلم بالله من الله ولله جل وعلا في كتابه العظيم في التعريف بذاتهِ العلية طريقان :
والطريق الثاني : ذكرُ خلقهِ تبارك وتعالى .
فتعريف أسمائهِ الحُسنى كقولهِ جل وعلا في آخر الحشر:
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ(23)
هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ({24)) إلى آخر السورة
·وتعريفه جل وعلا بالخلق كقولهِ جل وعلا في النور :
({أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ
وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ}النور43)
فمن نظر بعين التدبُر :..السُحب مخلوقٌ واحد فجمع الله جل وعلا فيها أضداداً أربعة :
· وجعل فيها الصواعق من النار تحرق من أراد الله أن يُصيبهم منها إما نقمةً أو نعمة
ولايجتمع الماء والنار لكنّ الله جمعهما في مخلوقٍ واحد .
· والسُحب إذا تراكمت ذاتها وأطبقت حجبت نور القمر وضوء الكواكب فأصبح الناس في ظُلمة
فإذا خرج منها وميض البرق أضاء للناس ولا يجتمع النور والظُلمة من مصدرٍ واحد
لكنّ الله جل وعلا في السُحب بقدرتهِ وحكيم صنعتهِ ونفاذ مشيئتهِ جعل فيها النور والظُلمة
والماء والنار في آنٍ واحد ولا يقدر على هذا إلا الله .
فإذا تحقق عقلاً ونقلاً أنهُ لا يقدرُ على هذا إلا الله وجب أن لا يُرجى ولا يُدعى ولا يُسأل ولا يُعبد أحدٌ غيرُ الله ،
فإذا تحرر عقلاً أنهُ لا أحد يستحق أن يُعبد أو يُرجى إلا الله يجبُ أن يتحقق قلباً أن الله وحده خالقُ كُل شيء
وأن بيدهِ سُبحانهُ مقاليدُ كُل شيء وأنهُ جل وعلا إليه مصيرُ كُل حي وأنهُ جل وعلا بيدهِ رزقُ كُل شيء
إذا تحرر هذا آخرُ الأمر يأتي اللسانُ يترجمُ ذلك المُعتقد فيقول المؤمن: " لا إله إلا الله"
فلا يُريد بها بعد أن استقرّت في قلبهِ وعلم حقيقة معناها إلا ربهُ جل وعلا
فإذا وصل إلى هذه المرحلة كافئه الله جل وعلا بأن الله يُحرمهُ على النار
هذا المقصود من قولهِ صلى الله عليه وسلم :
" لا يوافي الله عبد يوم القيامة يقول لا إله إلا الله يبتغي وجه الله إلا حرمه الله جل وعلا على النار ".
وما سلك أحدٌ في باب ولا طرق أحدٌ مجالاً يبتغي فيهِ نفعاً أعظم من نفع أن يعرف الإنسان من خلالهِ ربهُ تبارك وتعالى
ومن -عياذاً بالله -لم يعرف الله لم ينفعهُ أي شيءٍ حصل عليه لأن الله جل وعلا وحدهُ من بيده الجزاء والحساب .
تـوآجدك الرائــع ونــظره منك لموآضيعي هو الأبداع بــنفسه ..
يــســعدني ويــشرفني مروورك الحاار وردك وكلمااتك الأرووع
لاعــدمت الطلــّـه الـعطرهـ