تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » هل الخطا عذر لمن ارتكب الشرك؟؟

هل الخطا عذر لمن ارتكب الشرك؟؟ 2024.

  • بواسطة

العذر بالخطا

ومن الشبه لتي ياتون بها ايضا قولهم ان المخطىء من هذه الأمةولو عمل الكفر والشرك ما يكون صاحبه مشركا أوكافرا

فإنه يعذر بالجهل والخطأ حتى تتبين له الحجة التى يكفرتاركها بيا نا واضحا ….


أما الأدلة التي ياتون بها قوله تعالى :
(وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِوَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمً)
وقوله تعالى
رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا)
وبقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ فَأصَابَ فَلَهُ أجْرَانِ، وَإذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ فَأَخْطَأ فَلَهُ أجْر)
(متفق عليه) .
وقوله :





(رُفِعَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطأُ وَالنِّسْيَانُ وَمَا اسْتُكرِهُوا عَلَيْهِ )


( ابن ماجه وابن حبان والحاكم وصححه.)

أقول وبالله التوفيق:

إن هذه الرخصة ليست على عمومها بالكتاب والسنة وإجماع الأمةوفهم الصحابة والأئمة من بعدهم.


أما أدلة الكتاب فهي:

1.قوله تعالى
(أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ )
ووجه الدلالة :
حبوط الأعمال مع عدم الشعور.
قال البخاري في كتاب التفسير:
وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ وأنتم لا تعلمون.
فهذا النص ينص على أن العبد المسلم قد يأتي من الأقوال أو الأعمال أو الأفعال مايحبط عمله بهذا وهو لا يعلم .
والحبوط الكلي للعمل لا يكون :
إلا بالكفر .
كما أن غفران الذنوب جميعهاً لا يكون إلا بالتوبة وهذا من أصول أهل السنة
فهذه الآيةتنص على استثناء الكفر من عموم رخصة الخطأ.
2.قوله تعالى
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ . لَا تَعْتَذِرُواقَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)
التوبة :65-66
فهؤلاء القوم قد قالوا :
هذا القول الذي قد علموا حرمته ، ولم يقصدوا الكفر ، وظنواأن الخوض واللعب يدرأ الكفر عن صاحبه كالإكراه وأن الكفر لا يكون إلا مع العمدوالجد ومع ذلك كفرهم الشرع ولم يقبل عذرهم ، فهؤلاء مع جهلهم بكفرهم لم يعذروابرخصة الخطأ فهذا النص أيضاً يدل على استثناء الكفر من عموم رخصة الخطأ .
قال ابن تيمية
"قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ . لَاتَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ
فقد أمره أن يقول لهم :
(قد كفرتم بعد إيمانك)
وقول من يقول عن مثل هذه الآيات :
أنهم كفروا بعد إيمانهم بلسانهم مع كفرهم أولاً بقلوبهم ، لا يصح
لأن الإيمان باللسان مع كفر القلب قد قارنه الكفر فلا يقال قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فإنهم لم يزالوا كافرين في نفس الأمر ، وإن أريد أنكم أظهرتم الكفر بعد إظهاركم الإيمان ، فهم لم يظهروا للناس إلا لخواصهم ، وهم مع خواصهم ما زالوا هكذا …
(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ فاعترفوا واعتذروا ،ولهذا قيل لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)..
فدل على أنهم لم يكونوا عند أنفسهم قد أتوا كفراً بل ظنوا أن ذلك ليس بكفر

فبين أن الاستهزاء بالله وآياته ورسوله كفر يكفر به صاحبه بعد إيمانه .

فدل على أنه كان عندهم إيمان ضعيف ففعلوا هذا المحرم الذي عرفوا أنه محرم ، ولكن لم يظنوه كفراًوكان كفراً كفروا به فإنهم لم يعتقدوا جوازه ،

وهكذا قال غير واحد من السلف:
في صفةالمنافقين الذين ضرب لهم المثل في سورة البقرة أنهم أبصروا ثم عموا وعرفوا ثم أنكروا وآمنوا ثم كفروا .
وكذلك قال قتادة ومجاهد :
ضرب المثل لإقبالهم علىالمؤمنين وسماعهم ما جاء به الرسول وذهاب نورهم
( مجموع الفتاوى :ج7خليجية72)



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.