تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » لا يشترط وجود مستمع لقارئ القرآن حتى ولو كان في المذياع أو التلفاز

لا يشترط وجود مستمع لقارئ القرآن حتى ولو كان في المذياع أو التلفاز 2024.

السؤال هل يشترط أثناء القراءة وجود مستمع للقرآن أم لا نرجو التوضيح ؟؟؟؟؟

في هذه الأيام ترى عجبا من كثرة المتصدرين للفتوى بغير علم خاصة من العوام الذين نسمع لهم بين الحين والحين تحريما لأمر لم يحرمه الشرع أو إنكارا لأمر مختلف فيه ونحو ذلك كثير. من هذه الفتاوى التي تحتاج إلي بيان وتوضيح وجه بطلانها قول بعضهم (لا يجوز ترك المذياع أو التلفاز يقرأ القرآن في المنزل أو الدكان دون وجود مستمع له ) .
وكأني بهم يشترطون لقراءة القرآن وجود مستمع ، وهذا ما لم يقله أحد من أهل العلم ، أو أنهم لم يقفوا على نص يجوز هذا الفعل المستحدث فيكون بدعة أو حراما ، كما هو دأب من قلت بضاعتهم في الفقه .
ولذا فإنا نرد عليهم طالبين من المولى عز وجل أن يوفقنا وإياهم لما يحبه ويرضاه وأن يجنبنا الزلل والفتن ما ظهر منها وما بطن .
إذا تقرر ذلك فإنا نبين عدم صحة ما ذهبوا من وجوه عدة منها ما يلي :
الوجه الأول :
قوله تعالى : (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون ) في هذه الآية الكريمة يأمرنا الله جل وعلا عند قراءة القرآن سواء أكان في الصلاة أم في غيرها – علي الراجح عندنا – بالاستماع والإنصات .
وقد تكون هذه الآية دليلا للمانعين لقراءة القرآن من المذياع أو التلفاز دون وجود مستمع ، وهذا استدلال في غير موضعه ، لأن الله تعلى أمرنا عند سماع تلاوة القرآن بالاستماع والإنصات ، ولم يأمرنا جل وعلا بإحضار مستمع لمن أراد قراءة القرآن .
وفرق بين الأمرين : لأن الأول وهو الاستماع والإنصات مقدور عليه وليس فيه مشقة ولا يحتاج من الإنسان إلا مجاهدة النفس والشيطان بالإصغاء والإنصات والتدبر .
أما الثاني وهو اشتراط وجود مستمع عند القراءة ، فغير مقدور لكل قارئ ، مما يسبب له مشقة وحرجا شديدا ،والدين يسر والحرج فيه مرفوع .
الوجه الثاني :
قوله صلى الله عليه وسلم : " لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة "(رواه مسلم ) .
وهذا حديث صحيح صريح في إبطال هذه الفتوى ،لأن النبي صلى الله عليه وسلم بنى الفعل (تقرأ ) للمجهول ، ولم يحدد لنا صلى الله عليه وسلم من القارئ ؟ هل هو رب البيت أم زوجه أم ولده ؟أم هو المذياع أم التلفاز ؟ فهو عام في أي قارئ لهذه السورة ، ولا يجوز تخصيصه بغير دليل ،وكأني بالنبي صلى الله عليه وسلم يريد منا أن نحصن بيوتنا بقراءة البقرة أيا كان القارئ حتي ولو كان مذياعا أو تلفازا .
الوجه الثالث :
وهو دليل عقلي مفاده :أنكم تقرون بجواز قراءة الإنسان دون وجود مستمع ،لأنه الأصل في القراءة لما ثبت في الكتاب والسنة من طلب قراءة القرآن إيجابا أوندبا دون اشتراط وجود مستمع .
فلمٌ لا تقرون قراءة المذياع مع عدم وجود مستمع ؟ولا فارق بينهما ، فالقياس هنا لا ينكره إلا مكابر.
الوجه الرابع :
أنا لا نسلم لكم أنه لا يوجد مستمع لقراءة القرآن من المذياع أو التلفاز أو لإنسان، فقد أثبت القرآن الكريم والسنة المطهرة حضور مستمعين للقرآن من الجن والملائكة ،ومن ذلك قوله تعالى : (قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا )
وحديث أسيد بن حضير رضى الله عنه عندما كان يقرأ من الليل سورة البقرة وجالت فرسه مرات ورفع رأسه إلي السماء فإذا مثل الظلة فيها أمثال المصابيح ، وفي الصباح أخبر النبي صلي الله عليه وسلم ،فقال له صلي الله عليه وسلم :وتدري ما ذاك ؟قال لا، قال صلي الله عليه وسلم : تلك الملائكة دنت لصوتك ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتواري منهم (رواه البخاري )
وختاما فإني أرى أن هذه الفتوى تجعل بيوتنا مسكنا للشياطين ومخالفة لما ورد في الشريعة من نصوص وأحكام والله تعالى أعلى وأعلم .
ألا هل بلغت اللهم فاشهد
وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم
المصدر موقع فضيلة الشيخ الدكتور اسماعيل عبد الرحمن

مررررررررررسي
مررررررررررررررسي

خليجية

خليجية

مشكووووووره والله يعطيك الف عافيه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.