أسبابه كثيرة منها الوراثة ووزن الطفل
نقص السمع عند الطفل قد يعيقه عن النطق
إن السمع حاسة لا غنى عنها للطفل وتكمن أهميته أنه في حالة فقدانه يفقد الطفل القدرة على تطوير مهاراته العقلية والتربوية والإدراكية، مما يؤدي الى فقدان الطفل القدرة على الكلام بشكل صحيح وعدم قدرته على الانخراط في مجتمعه والتعايش معه. وينتقل السمع من الأذن للدماغ بالطريقة التالية، أولاً الأذن الخارجية تقوم بتجميع الصوت عن طريق صيوان الأذن، ويتم تركيزه لينتقل خلال قناة الأذن الى غشاء الطبلة في الأذن الوسطى، والأذن الوسطى هي عبارة عن تجويف يحوي طبلة الأذن وثلاث عظيمات دقيقة هي المطرقة والسندان والكعبرة، وطبلة الأذن تقوم بنقل الاهتزازات على طبلة الأذن إلى عظيمات السمع التي تحوّلها الى ذبذبات لنقلها الى القوقعة في الاذن الداخلية، والأذن الداخلية، فيها القوقعة التي تنقل الذبذبات الصوتية وتحولها الى شحنات كهربائية التى بدورها تصل الدماغ عن طريق العصب السمعي.
الأسباب :
هنالك العديد من الأسباب لنقص السمع ومن أهمها العوامل الوراثية خاصة في زواج الأقارب.
أيضًا تعرض الأم لأدوية ضارة أثناء الحمل أو التدخين او المشروبات الكحولية يؤثر على سمع الطفل. كذلك تعرض الأم لإلتهابات أثناء الحمل يؤدي الى انتقالها للطفل.
وزن المولود أقل من 1500 غرام، وكذلك تعرضه لمادة البيلوروبين بشكل عال يؤثر على السمع .
نقص الأكسجين عند الولادة يؤثر الى حد كبير على السمع وكذلك تعرض الطفل لالتهابات فيروسية والتهاب السحايا يؤثر على السمع .
أيضًا بعض التشوهات الخلقية في الأذن الخارجية أو الوسطى وحتى الداخلية تسبب نقص في السمع .
من الاسباب المهمة أيضًا التهاب الاذن الوسطى وتجمع السوائل بها خاصة عند الالتهابات المتكررة ، وكذلك انثقاب طبلة الاذن او انسداد قناة الاذن الخارجية .
التشخيص :
الحقيقة أن اكثر من يستطيع تقييم سمع الطفل هم الأهل وبالذات الام وتستطيع الام بطرق خاصة معرفة مدى استجابة الطفل للمؤثرات الصوتية المختلفة.
لكن للاسف فقد تبين أن اكثر من 40 % ممن لديهم صمم كامل أو شديد لا يشخصون الا بعد السنة الاولى من العمر علمًا أن الطفل لا يسمع منذ الولادة.
في المراكز المتقدمة والدول المتطورة عادة يتم الكشف مبكرًا على هذه الحالات بوساطة أجهزة إلكترونية دقيقة للطفل بعد الولادة .
الوضع المثالي أن يتم اجراء فحص الذبذبات الصوتية للقوقعة Otoacoustic Emissions لكافة المواليد واذا أعطى هذا الجهاز نتيجة سلبية فيتم اجراء تخطيط سمعي دماغي للطفل ( BERA) ومن ثم البدء بالعلاج أو التأهيل بناء على نتيجة الفحص .
أما في حالة غير المواليد فهنالك طرق ووسائل خاصة لتقييم سمع الطفل على حسب العمر .
أنواع تقص السمع :
يقسم فقدان السمع الى نوعين : عصبي وتوصيلي .
العصبي : نتيجة وجود خلل في العصب السمعي او الاذن الداخلية مما يعيق انتقال الذبذبات الكهربائية الى مركز السمع في الدماغ .
التوصيلي: نتيجة وجود خلل في الاذن الوسطى او الخارجية مما يؤدي الى عدم وصول الصوت الى الاذن الداخلية .
فحوصات السمع :
المواليد ولغاية ستة أشهر : كما ذكر سابقًا جهاز فحص الذبذبات الصوتية للقوقعة واذا كانت النتيجة سلبية، فيتم اجراء تخطيط سمعي دماغي .
الاطفال من عمر ستة اشهر الى ستة سنوات : يتم فحص السمع عن طريق فحوصات السمع السلوكية وهي تعطي نتائج ليست عالية الدقة لكن تعطي تقييم مقبول عن مقدار السمع لدى الطفل .
الصغار فوق الستة سنوات : يتم اجراء الفحص السمعي القياسي Audiogram والذي يستخدم أيضًا للكبار .
جهاز قياس ضغط الاذن يستخدم لكل الاعمار للكشف عن تجمع السوائل داخل الاذن الوسطى .
العلاج والتأهيل :
لاشك ان فحص السمع يتم بطرق وفحوصات مختلفة تتناسب مع عمر الطفل واكتشاف اضطراب السمع وعلاجه الباكر بالطرق المناسبة سيؤدي الى خلق مناخ جديد لتطور ونمو الطفل في كافة المجالات.
عند الشعور بأن هنالك مشكلة في سمع الطفل فيجب استشارة طبيب الأنف والأذن والحنجرة لتقييم الطفل وفحص الأذن واذا كان هنالك شك في قدرة الطفل على السمع فيتم اجراء فحص السمع بالطريقة المناسبة .
من الضروري معرفة نوع نقص السمع: عصبي أو توصيلي .
في حالة نقص السمع التوصيلي يجب معرفة السبب والتي تكون غالبًا تجمع سوائل في الاذن الوسطى وتضغط على طبلة الاذن. في هذه الحالة تتم مراقبة الطفل ثلاثة أشهر وان لم يتحسن فيتم شفط السوائل تحت البنج العام ووضع أنابيب تهوية صغيرة في طبلة الأذن .
في حالة انثقاب طبلة الأذن فيتم رقع ذلك جراحيًا وفي حالة انسداد قناة الأذن الخارجية فيتم توسيعها .
اذا كان نقص السمع من النوع العصبي فيعتمد على مقدار نقص السمع :
اذا كان نقص السمع بسيطًا الى متوسط فيمكن للاهل الانتباه للطفل ومحاولة التعامل معه بطرق خاصة .
في حالة أن نقص السمع متوسط الى شديد فيفضل وضع سماعة في أذن واحده أو كلتا الأذنتين حسب درجة النقص .
في حالة فقدان السمع الشديد جدًا ( عند حالة عدم الاستجابة للسماعة ) أو نقص السمع الكلي فينصح بزراعة القوقعة .
زراعة القوقعة عادة تجرى للاطفال أقل من عمر خمسة سنوات ويفضل على عمر أقل من السنتين وتجرى كما ذكر سابقا في حالات النقص السمعي الشديد او الكلي . المريض بعد العملية بحاجة الى متابعة وتأهيل مدة ستة أشهر على الأقل .
أن اكتشاف نقص السمع مبكراً هو أهم عنصر لتأهيل الطفل ومحاولة تنمية قدراته على السمع والنطق مبكرًا على عكس الاكتشاف المتأخر لنقص السمع مما يؤدي الى صعوبة العلاج وتأخر قدرات تنمية حواس الطفل المختلفة .