تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الاتجاهات النفسية

الاتجاهات النفسية 2024.

عندما تسال شخصا عما يشعر به نحو وظيفته, وعما اذا كان يحبها او يكرهها, فانك بذلك تساله عن اتجاهه النفسي نحو عمله ( هذا شرح مبدئى ) .
توجد تعاريف متعددة لاصطلاح (الاتجاه النفسي) من اشهرها تعريف عالم النفس جوردون البورت الدي يعتبر الاتجاه
: حالة من استعدادات عقلية ونفسية وعصبية, تتكون لدى الفرد من خلال الخبرة والتجربة التي يمر بها الفرد, وتؤثر هده الحالة تاثيرا ملحوظا على استجابات الفرد, اوسلوكه ازاء جميع الاشياء والمواقف التي تتعلق بهده الحالة, ومعنى ذلك ان الاتجاه حالة استعداد للنشاط الجسمي, والعقلي تعد الفرد وتهيئه لاستجابات معينة

ويتضح لنا من خلال هذا التعريف بعض خواص الاتجاه, انه مكتسب من خلال الخبرة وليس فطريا او وراثيا, ان الاتجاه ليس هو السلوك, وانما هو عامل مؤثر في سلوك الفرد في الامور التي يدور حولها الاتجاه.

وكذلك يعرف الاتجاه النفسى بانه :
استعداد عقلي متعلم للسلوك بطريقة ثابتة ازاء موضوع معين او مجموعة من الموضوعات

ويعرفه ثرستون
بقوله انه درجة الشعور الايجابي او السلبي المرتبط ببعض الموضوعات السيكولوجية .
وبالتالي فان الاتجاه يمثل درجة الشعور الايجابي او السلبي المرتبطة بموضوع سيكولوجي معين.
ويقصد هنا بالموضوعات السيكولوجية اي رمز او نداء اوقضية او شخص او مؤسسة, او مثال او فكرة او غير ذلك, مما يختلف حوله الناس, فالاتجاه لايكون ازاء الحقاق الثابتة المقررة وانما هو دائما تجاه الموضوعات التي يمكن ان تكون موضوعات جدلية, فالامور التي تعتبر حقائق ثابتة لايختلف حولها الناس لايمكن ان تكون موضوعا للاتجاه ( الارض كروية او الاصابه بالمس او ان الشمس تشرق من الشرق )

اما نيوكومب فيؤكد عنصر الدافع في مفهوم الاتجاه, ويرى ان الاتجاه حالة من الاستعداد تثير الدافع, ومن ثم فان اتجاه الفرد نحو شىء ما يصبح عبارة عن استعداد للعمل, والادراك, والتفكير, والشعور, اي الاستعداد للاستجابة ايا كان نوعها, سواء كانت هده الاستجابة سلوكا عمليا او تفكيرا او ادراكا او مجرد حالة شعورية. ولكن الاتجاه ليس هو السلوك ذاته, او الاستجابة ذاتها ولكنه الدافع الذي يكمن وراء السلوك.
وواضح من تعريف البورت ان الاتجاه يتكون من خلال الخبرات التي يمر بها الفرد, فليس الاتجاه اذن سمة فطرية او موروثة, وانما هو ميل مكتسب بالخبرة والتقليد والمحاكات وبالتفاعل مع البيئة الاجتماعية والمادية للفرد.

لذلك فان من ابرز خصائص الاتجاه, انه حالة عقلية وعصبية ثابتة ثبوتا نسبيا, فالاتجاه يتصف بالديمومة النسبية, فالفرد الذي يحمل اتجاها ايجابيا نحو القيم الدينية لايتغير سلوكه من موقف الى اخر .
فالاتجاه يختلف عن الحالة الانفعالية الطارئة المتغيرة, ولكنه حالة ثابتة ثبوتا نسبيا. ولكن هذا من طبيعة الحال لايمنع من كون الاتجاه ديناميكيا متغيرا في طبيعته, ولكن هذا التغير يحدث على المدى الطويل. فالاتجاه يتغير نتيجة لما يقع على الفرد من مؤثرات مختلفة نتيجة لتفاعله مع البيئة المادية والاجتماعية والثقافية التي يعيش فيها.
ونستطيع ان نلمس صفة الثبات في الاتجاه اذا ما قورن بحالة الانفعال الذي هو حالة نفسية طارئة ووقتية.
ويجب ان نشير هنا الى ان الاتجاه ليس هو السلوك ذاته, ولكنه قد يدفع نحو السلوك.
وفي بعض الاحيان لايدل السلوك الظاهري على اتجاه الفرد الحقيقي, فان العوامل الاجتماعية قد تجعل الفرد يحجم عن التعبير الصريح عن اتجاهه الحقيقي ازاء الموضوعات الشائكة, فرجل السياسة مثلا عندما يخاطب مجموعة من النساء يحجم عن الكشف عن اتجاهاته الحقيقية نحو حقوق المراة السياسية ( اليس ذلك صحيحا ؟ ).
ومدرسة التحليل النفسي تؤكد ان للسلوك دوافع لاشعورية خفية, ومن ثم فان السلوك لايدل دلالة قاطعة على شخصية الفرد.
كذلك يجب التمييز بين الاتجاه والعاطفة, فالعاطفة تمتاز بانها شخصية ذاتية, فعاطفة حب الام نحو ابنائها تختلف عن اتجاه الام نحو عملها مثلا.
فالاتجاه اكثر عمومية وشمولا, والعاطفة تقتصر عن الجانب الشعوري الوجداني أما الاتجاه فيشتمل على جوانب عقلية ومعرفية وادراكية وسلوكية متعددة.
لهذا ينبغي الا يخلط بين الاتجاه والتعصب فالتعصب اتجاه سلبي وهو قضية او فكرة لاتقوم على اساس منطقي ( كانكار الاصابه بالمس مثلا ) ولم يقم الدليل العلمي على عدم صحة ذلك, كما يتصف التعصب بانه مشحون بشحنة انفعالية زائدة تجعل التفكير بعيدا عن الموضوعية والمنطق السليم. فتعصب الفرد نحو جماعته يجعله يشعر بالحب نحوها والبغض تجاه كل ما عداها من الجماعات, وبالتالي يؤدي التعصب الى عزل الجماعات المتعارضة والى اقامة حدود فاصلة بينها.
كثيرا مايخلط الناس بين الاتجاه والراي, ولكن كما راينا الاتجاه يعني الاستعداد العقلي للاستجابة او الميل العام نحو الاقتراب او الابتعاد عن موضوع ما, اي ان الاتجاه يشير الى مانحن على استعداد لعمله, اما الاراء فانها تشير الى مانعتقد انه الصواب, وعلى ذلك ان الاتجاهات اكثر عمومية من الاراء التي هي وسيلة التعبير اللفظي عن الاتجاهات.
ويجب ان نشير هنا الى ان للاتجاه اهمية كبيرة في توجيه سلوك الفرد, ولذلك تحتل دراسة الاتجاهات في علم النفس الحديث منزلة كبيرة.
لقد ابتكر علماء النفس كثيرا من الوسائل الموضوعية الدقيقة التي تمكنهم من قياس الاتجاهات ومعرفة اتجاه التغير فيها. ذلك من الممكن استخدام وسائل متعددة في تعديل اتجاهات الناس.
كما ان للاتجاهات اهمية بالغة في حياة الفرد, فهي تساعده على التكيف مع الحياة الواقعية كما تساعده على التكيف الاجتماعي, وذلك عن طريق قبول الفرد للاتجاهات التي تعتنقها الجماعة فيشاركهم فيها, ومن ثم يشعر بالتجانس معهم والتوحد واياهم.
كذلك نمت فينا بعض الاتجاهات الايجابية نحو حب العلم و العمل والاتجاه نحو التفكير العلمي , وغير ذلك من الاتجاهات كالاتجاه نحو تعليم البنات وغيرها , والاتجاه نحو العودة للقيم الدينية والاسلامية والاتجاهات عموما تضفي على حياة الفرد اليومية معنى ودلالة ومغزى حين يتفق سلوكه مع اتجاهاته ويشبع هذا السلوك تلك الاتجاهات.
تعمل اتجاهاتنا النفسية اذن على اشباع كثيرا من الدوافع والحاجات النفسية والاجتماعية. ومن هذه الحاجات الحاجة الى التقدير الاجتماعي والقبول الاجتماعي والحاجة الى الانتماء المشاركة الوجدانية.

وكذلك تساعدنا الاتجاهات على تفسير ما نمر به من مواقف وخبرات وعلى اعطاء هذه المواقف معنى ودلالة.
وتفيد معرفة الاتجاهات النفسية في كثير من الميادين, ففي الميدان التربوي تفيد الادارة التعليمية من معرفة اتجاهات التلاميذ نحو المواد الدراسية المختلفة ونحو زملائهم, وكتبهم, ومدرسيهم, ونظم التعليم وانواعه وطرق التدريس.
وفي الميدان الصناعي تفيد معرفة اتجاهات العمال نحو عملهم, ونظم الادارة في تحقيق سعادة العمال وتكيفهم, وفي زيادة الانتاج ورفع مستواه, وتقليل حوادث العمل .

ودمتم بخير ،،،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.