تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الطب النبوي

الطب النبوي 2024.

الطب النبوي

تمهيد لشروط الرقية وأحكامها :انه في عصر اختلطت فيه الأمور بين الحق و الباطل و غلب فيه الباطل عـلىالحق, والشر على الخير, و خاصة أننا نتحدث عن أمر أختلط فيه الحابلبالنابل, وحيث أن الرقية الشرعية تعتبر من هذا التشريع الذي سنه لنا رسول اللهصلـى الله عليه و سلم , فكان لزاما علينا أن نأصل هذا النوع من أنواع الفقه فيالرقيـة الشرعية. و لا ندعى الكمال و لا كمال العلم و لكن هو عطاء المقل واجتهاد من طالب علم, سائلين الله أن يسدد خطانا و يعلمنا ما جهلنا و أن يفقهنافي ديننا. ولما أصبحت الرقية الشرعية منتشرة انتشارا عظيما على مستوى العالمالأسلامي بل العالم اجمع ,و حيث انه اصبح كثير من المعالجين و المتحدثينيدلى بدلوه دون الرجوع الى الأصل في كثير من الأحيان , وعندنا الأصل كتابالله و سنـة نبيه محمد صلى الله عليه و سلم. من هذا المنطلق أحببنا أن نوصلالى أحبتنـا وأخواننا فى الأسلام ما كتبه أهل العلم, وماأصله السلف الصالحالذي فيه قدوتنـا النبي محمد صلى الله عليه و سلم و ما اخبرنا به عن الله ليقودناجميعا الـى الله .وعندما نتمعن الرقى في هذا الزمان و في غيره من الأزمنة وما أدخل فيهاوما أضيف اليها, نجد أن كثيرا من الأمور لم تكن في عهد النبي صلى الله عليـه وسلم , و لا في عهد الصحابة رضوان الله عليهم, و لا في عهد التابعين من بعدهملذا قسمنا الرقى الى ثلاثة أقسام .القسم الأول: رقى شرعيةو هي أن تكون بكلام الله أو بكلام رسول الله صلى اللهعليه وسلم ,الثابت عنه في كتب الصحاح من أبواب الاستشفاء و الأدعية النبويـةالتي تتعلق بالاستشفاء, و أن تكون هذه الرقية باللغة العربية الواضحة المسموعة وذلك تفريقا لما يفعله السحرة و المشعوذون و الدجالون من تمتمات لا تفهم و لاتفقه , و أن تكون الرقى ليست مختلطة بشرك أو كفر أو ابتداع . فكل ما عداهذه الأمور مباح بدليل ما رواه الأمام مسلم في صحيحه عن عوف بن مالكالأشجعي, قال :” كنا نرقى في الجاهلية, فقلنا يا رسول الله كيف ترى في ذلـك؟فقال: اعرضوا على رقاكم , لا بأس في الرقى ما لم يكن فيه شرك” . رواه مسلم.القسم الثاني : الرقي الشركية :وهذا النوع من الرقية منافيا تماما للشرع لأنه الشرك الأكبر والمخرج من الملة،حيث أنها تتم بالاستعانة والاستغاثـة بغير الله. وهو يجـرح جنـاب التـوحيـدوهو المحبط للعمل (لأن أشركت ليحبطن عملك) .وهذا النوع مـن الرقـي التيوصفها النبي صلي الله عليه وسلم، بأنها من الشرك ، والتي قال عنها عبد الله بنمسعود رضي الله عنه” كان مـما حفظنا عـن النبي، صلي الله عليه وسلم ، أنالرقي والتمائم والتولة من الشرك” رواه الحاكم .كـذا الـذي يعتقد ويعتمد على الرقية اعتمـادا كليا ، ويظن أنها نافعة ومؤثرةبذاتها ,لا بقدرة الله ، وهذا فيه خلل في الاعتقاد والعياذ بالله. بل يجب الاعتقاد بأنكل شي انما يكون باذن الله ، وعدم الاعتماد علي التمائم ، والخرز وغيرها ممـايجعل القلـب يتعلق بغـير الله ، وقد بين خليل الرحمن نبـي الله ابراهيم عليـهالسلام ،عندما حاج قومه. قال عز وجل(واتل عليهم نبأ ابراهيم اذ قال لأبيه وقومهما تعبدون قالـوا نعبد أصناما فنضل لها عاكفين* قال هل يسمعونكم اذ تدعون أوينفعونكم أو يضرون قالوا بل وجدنا ابائنا كذلك يفعلون * قال أفر أيتـم ما كـنتمتعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون فانهم عدو لي الا رب العالمين* الذي خلقني فهـويهدين* والذي هو يطعمني ويسقين* واذا مرضت فهو يشفين*) لذلك فان الله عزجاهه وعظم شأنه وتقدست أسماؤه هو الذي يملك الشفاء ولا غيره يملك ذلك . لذافلننظر الى الهادي البشير والسراج المنير عليه افضل الصلوات وهو يعلمنا هـذاالدرس العملي, والذي يصفه لنا حب رسول الله صلي الله عليه وسلم أنس بن مالكرضي الله عنـه.. فقد ثبت في صحيح البخاري “أن عبد العزيز قـال دخلت أنـاوثابت على أنس بن مالك ، فقال ثابت : يا أبا هريرة اشتكيت! فقال أنس ألا أرقيكبرقيـة رسول الله، صلـى الله عليه وسلم، قـال بلى . قـال: اللهم رب النـاس،مذهـب الباس أشف أنت الشافي ، لاشافي الا أنت شفاء لا يغادر سقما”. كل هذايريد صلى الله عليه و سلم أن يجنبنا أن نقع فـي الشـرك فكيف به لو انه عاشزماننا هذا والذي كثر فيه الذين يقرؤون الكف ويقرؤون الفنجان ،ويقرؤون الحظالذي لا تخلو منه مجلة تحت مسمى الابراج،و الضرب في الرمل وقراءة الودع،والاستعانة بالجن المسلم كـما يدعي البعض،و التبرك بمـن في القبور وسؤالهم ،وطلب المدد منهم والذبح لغير الله . لم يعش صلى الله عليه وسلم كل هـذا فـيزماننا ولكن حذرنا أن نرجم أو نتكلم بالغيب وحذرنا أن نذهـب الى العـرافينوالكهنة ومن يعمل عملهم من السحرة والمشعوذين وغيرهم ممن يكذب لأن أعمالهؤلاء جميعا مبنية ،على الكذب ،وقد قال صلى الله عليه وسلم” مـن أتى عرافـاأو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم” رواهاحمد. لذا فان كل من أتى هؤلاء فقد صدقهم بما يقولون.القسم الثالث الرقية البدعية:هي كل ما أضيف من رقى يعمل بها المشعوذون أو من كتبهم وان لـم يكـن بهاشيء مـن الشرك أو الكفر لكن اعتاد هؤلاء القوم على استخدامها حتى لا يظـنالناس أنها من الرقي الشرعية حيث أنها لم تكن علي منهج رسول الله صلـي اللهعليه وسلم وما لم يثبت عن النبي فانه يدخل في الاحداث و”من أحدث في امـرناهذا ما ليس منه فهو رد” كما أخبر بذلك النبي صلـى الله عليـه وسلم ،والمثـالعلـى ذلك أن بعض الناس يقول اذا كان عندك شيء من الحسد مثلا فقـرأ أيـةالكـرسي 70 مرة في ضوء القمر ليلة كذا وكذا والمقصود هنـا قراءة الكرسيولكن كون أن هذه الصفة و الصيغة لم ترد بنص شرعـي لـذلك اصبحت بدعة.وكذلك كل آية أو قراءة وردت بعدد معين من قبل النبي صلى الله عليه وسلم يكونالأمر في ذلك توقيفيا لاينبغي الزيادة أو النقصان وكلا الحالتين فيها استدراك عليالرسول وهو عليه الصلاة والسلام الذي لا ينطق عـن الهوى . فما ذ كره سبعانذكره سبعا وما ذكره ثلاثا نذكره ثلاثا كل ذلك حتى نكون متبعين لا مبتدعين ،

والله من وراء القصد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.