أفادت دراسة لباحثين نرويجيين أن عشاق القهوة المشبعة بالكافيين الذين يتناولونها بكثرة يتعرضون أكثر من غيرهم لنوبات من الصداع، أما الذين يتناولون مقادير أقل من الكافيين، فإنهم قد يتعرضون أكثر إلى حالات من الصداع المزمن! واستخلص الباحثون بقيادة كنوت هاغن،
الباحث في كلية الطب في جامعة العلوم والتكنولوجيا النرويجية، نتائج دراستهم بعد تمحيصهم لبيانات دراسة موسعة أجريت على أكثر من 50 ألف شخص شاركوا في استطلاع صحي حول عاداتهم الصحية ومنها تناولهم للقهوة. وحددوا الصداع المزمن بأنه نوبات تقع في 14 يوما أو أكثر من الشهر.
ويعتبر الكافيين من أكثر المواد المنبهة التي يشيع استهلاكها في العالم، وتعرف إيجابياته وسلبياته في حالات الصداع، كما أنه يدخل في تركيبة الأدوية المخففة للآلام، ولذا فبمقدوره تخفيف الصداع.
وتمتاز هذه الدراسة الإحصائية بفائدتها لسكان الدول الاسكندنافية الذين يعشقون القهوة، إذ يتناول كل فرد فيها نحو 400 ملليغرام من الكافيين يوميا، أي نحو أربعة أقداح من القهوة. وهذه الكمية أكثر بالضعف تقريبا من مقدار ما يتناوله سكان الدول الأوروبية الأخرى، والولايات المتحدة. وقال الباحثون، الذين نشروا نتائج دراستهم في «مجلة آلام الصداع»، إنهم على الرغم من عدم جزمهم بوجود سبب ونتيجة بين تناول الكافيين والصداع، فإن تكرار ظهور حالات الصداع ـ غير حالات الشقيقة أو الصداع النصفي ـ زاد بنسبة 18 في المائة لدى الأشخاص الذين يتناولون الكافيين أكثر (500 ملليغرام أو أكثر يوميا) مقارنة بالأشخاص الأقل تناولا له (125 ملليغراما منه في المتوسط يوميا).
إلا أنهم لم يستطيعوا الإجابة بشكل جازم عن التساؤل: هل كل هذا الكافيين هو الذي يسبب الصداع، أم أن الأشخاص المصابين بالصداع يلجأون إلى تناول كل هذا الكافيين، بأمل تخفيفه؟
وقال الباحثون إنه كان من الصعب عليهم تفسير قلة ظهور حالات الصداع المزمن لدى الأشخاص الذين يتناولون الكافيين باعتدال أو بكثرة، ولذلك فقد افترضوا أن تناول الكافيين يساعد في تغيير نمط الصداع.. من مزمن إلى نوبات متغيرة! وقال هاغن إن على
الأشخاص الذين يعانون فعلا من الصداع تقليل تناول القهوة، لأنها قد تكون السبب في حدوثه.
اضف تعليق