" "
على مائدة الطعام.. ماذا يحب "دماغك" أن يأكل؟!
في غالب الأحيان، يأكل الناس كل أنواع الأطعمة المتاحة لهم، وخاصة التي يستسيغون مذاقها، دون أن تكون لهم خطّة خاصة بتناول الطعام الهام لجسمهم وصحتهم.. فهم لا يلقون بالاً كبيراً لنوعية الطعام طالما أنهم يحبونه.
وقلّة قليلة من الناس فقط، يعرفون أن هناك غذاء للجسم، وغذاء للعقل أيضاً. وإن كان الناس عادة يبحثون عن المذاق والنكهة اللذيذة، فإن الأطباء والأخصائيين الصحيين، يبحثون عن الأطعمة المفيدة، والتي تقدّم للجسم والعقل المواد الغذائية التي يحتاجونها. وهم يؤكدون باستمرار على ضرورة الاهتمام بتناول الأغذية التي تعمل على تغذية العقل وزيادة معدل نموه، مما يساعد في نمو سليم وكبير للعقل البشرية، وخاصة للأطفال.
ما هو ألذ طعام يحبه عقلك؟!
من أكثر الأغذية شهرة في تأثيرها الإيجابي على عقول الناس، هي الأسماك بكل أنواعها. وقد أجرى الطبيب شارلي مادلر بحوثا على نحو 50 أماً حامل كن يتناولن وجبة سمك واحدة على أقل تقدير في الأسبوع، وعلى 50 أماً حامل أيضاً لم يكن يتناولن سمكاً بشكل أسبوعي منتظم، بل على فترات متفاوتة وغير منتظمة. وجاءت نتيجة البحث أن الأطفال الذين كانت أمهاتهم يتناولن وجبة السمك بشكل أسبوعي، قد امتازوا بنسبة ذكاء عالية، مقارنة بالأطفال الذين ولدوا من أمهات لم يتناول السمك بشكل منتظم.
وفي بحث آخر، توصل عالم إلى أن الأشخاص الذين يتناولون أسماكا بصورة منتظمة لا يصابون بمرض الزهايمر حينما يتقدم بهم العمر.. وهذه النتيجة خرج بها بعد إجراء بحث على عدد كبير من المرضى الذين كانوا يتعالجون لديه.
ويؤكد الأطباء على أهمية المادة الشحمية في السمك، والغنية بمادة " أوميغا 3" التي تحتوي نسباً كبيرة من الحامض الدهني الممثل في زيت السمك، والذي يعمل على تغذية العقل تغذية مباشرة.
بالإضافة إلى وجبة "الأسماك" الهامة لنمو العقل وصحته، هنال بعض الأغذية التي ترفع من المستوى العقلي وتشحذ الذكاء, ومن بين هذه الأغذية:
خضروات وفواكه:
أنواع الخضروات والفواكه الطازجة مثل: البرقوق, الخوخ, التوت والعنب والفراولة. خاصة أنها تحتوي على مضادات الأكسدة التي تساعد على نمو وترقية العقل البشري. هذا بالإضافة إلى الأطعمة التي تحتوي على مادة فيتامين ب " b " والأطعمة التي تحتوي على مادة المغنسيوم. كما تعتبر الحبوب وأهمها القمح غنية بتلك المواد التي تغذي العقل وتنشطه, وبالتالي نجدها في كل أنواع الأطعمة المستخدم فيها تلك الحبوب ومن ضمنها: المعكرونة, الشعيرية، الأرز, معظم أنواع الحلويات المخبوزة، بجانب الأطعمة التي تحتوي على الذرة أو الذرة الشامية.
الغذاء الروحي وأهميته للعقل:
كما يحتاج العقل للغذاء مادياً، فإنه أيضاً يحتاج للغذاء الروحي، بحيث إذ يجب أن يحاول كلّ منا تنشيط عقله في حفظ الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة كذلك حفظ الشعر، كذلك حل بعض المسائل الرياضية المعقدة، بجانب الاشتراك في الحوارات المنطقية, وضرورة تعلم اللغات.
وفي بحث أجراه عالم في مجال علم النفس، توصل إلى أن أكثر الناس ذكاء هم الذين يحاولون تعلم اللغات، وكلما تملك الإنسان لغة، كلما زاد معدل الذكاء لديه بصورة ملفته، حيث ينشط العقل في حفظ الكلمات الجديدة وكيفية استخدامها استخداماً أمثل, كما أن أكثر الناس ذكاءً، العلماء والباحثين والموهوبين الذين يعملون ليل نهار للتوصل لاختراعات جديدة واكتشاف نظريات جديدة ينفعون بها بني البشر.
خلاصة:
إذا اتخم أيّ منّا معدته بمختلف أنواع الطعام، وخصوصاً أنواع الطعام الدسم الذي يحوي دهوناً وشحوماً، فإن الجسم سوف يعتل، ويشمل هذا الاعتلال البدن والعقل، فلا يستطيع العقل تنفيذ العمليات الذهنية بصورة جيدة ومثالية.
لذلك يجب علينا جميعاً، أن لا نركن إلى تلويث أجسامنا وعقولنا بأنواع الشحوم وخصوصاً الشحوم الحيوانية القاتلة. ولنتذكر أنه يجب علينا الترويح عن النفس في كل أسبوع مرة أو مرتين، فذلك يعدّ ضرورة هامة في رفع معدل التأهيل البدني والروحي والعقلي, دون أن ننسى الجانب الرياضي في عملية التأهيل الذهني، فإنه يعتبر ضرورة للتأهيل البدني والنفسي والعقلي مستفيدا من الحكمة التي تقول: العقل السليم في الجسم السليم.
وأخيراً.. يجب اتباع حمية غذائية مناسبة، والحميات الصحية الجيدة يعتبرها الأطباء جحر الرحى في رفع المستوى الذهني والعقلي للإنسان.
تحياتي