تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » حرم قاسم أمين تتحدث عام 1941

حرم قاسم أمين تتحدث عام 1941 2024.

  • بواسطة
بنات اليوم تجاوزن كل الحدود!!!
كان المغفور له قاسم أمين بك أول من نادى بوجوب تحرير المرأة ولقى من خصومه النقد والهجوم والأذى ولو بعث اليوم قاسم أمين ورأى المرأة المصرية في المجتمع الراهن فماذا كان يقول ؟ ورأينا أن نسأل قرينته الجليلة عن رأيها فيما ترى عليه اليوم فتيات الأمة وسيداتها
-هل ترين أن فتيات اليوم قد حققن الغرض من دعوة المرحوم قاسم أمين؟
-دعا قاسم أمين إلى تعليم المرأة وتهذيبها حتى تساهم مع الرجل في تكوين الأسرة الصالحة وتهيئ للأجيال القادمة ذرية نافعة ونسلا كريما وقد دعا إلى السفور ولكن الفتيات اليوم تجاوزن الحد في سفورهن إلى ما لا يليق الصمت دونه "سمعت أن بعض الفتيات والسيدات من أسر كريمة يشربن الخمر ويقامرن ويرقصن مع الشباب الأجانب فحز هذا في نفسي لأنني وجدتهن جاهلات لا يفهمن معنى الحرية ولا يقدرن حق الفضيلة والاحتشام " وأنى لأعتقد أن التعليم والسفور ليس هما المسئولين عن هذه النتائج السيئة ولكن سبب ذلك في الغالب يرجع إلى اختلاط فتيات الأسر الشريفة بمن هن أقل شأنا وتربية في المدارس لذلك حرص زوجي قاسم أمين على أن يتلقى بناتنا دروسهن في المنزل على أيدي أساتذة ومربيات ولن يذهبن إلى المدارس قط ولكي تدرك السيدات والفتيات مبلغ حرصي على الحشمة ورعاية الأخلاق – رغم دعوة قاسم أمين إلى السفور – أقول أننا تعودنا قضاء الصيف في راس البر وكنت أحرم على فتياتنا جميعا الاستحمام إلا في الساعات المخصصة للسيدات وأذكر لك بهذه المناسبة أننا وزوجي كنا نقضي سهرات سعيدة في بيت الأمة مع المرحوم سعد زغلول والسيدة الجليلة حرمه صفية هانم وفي هذه السهرات كنا نسمر في كثير من الشئون العامة بعيد عن التقول وذم الآخرين ذلك هو الاختلاط الذي دعا إليه قاسم أمين واشترط أن يقوم على أسس من الفضائل والأخلاق الكريمة لا هذه المجتمعات التي يقضى الوقت فيها باجتراع الخمور والرقص ولعب القمار
-لماذا احتفظت بالحجاب إلى عهد قريب ؟
-كان زوجي يقصد من الدعوة إلى الحجاب أن ينهض جيل جديد يقاوم الحياة بأخلاق وتقاليد مبنية على الكرامة والاعتداد بالنفس ولم يكن يقصد على أن تنزع سيدات عصره حجابهن وخاصة أن أولئك السيدات ما كن على قسط من التعليم وأنا من الجيل القديم وللعادة حكمها وقد حرصت على بقاء الحجاب بعد زوجي الذي توفي في الخامسة والأربعين وكان يكبرني بخمس سنوات وفي الوقت الذي توفي فيه زوجي كان يكفي أن تسير السيدة سافرة حتى تتناولها السن السوء بالطعن والأذى وخاصة إذا كانت أرملة فبقيت بالحجاب حتى وجدت الكثيرات قد رفعنه .
هذا رأيي وأرجو أن تكون الاثنين رسول خير لإسماع صوتي إلى سيدات وفتيات هذا الجيل اللواتي فهمن الحرية على غير حقيقتها وأني لأرجو منهن أن يستخدمن هذه الحرية في خدمة وطنهن المعذب وخاصة في تلك الظروف العصبية وأن يتبرعن بأثمان المساحيق ووسائل التجميل في الترفيه عن البؤساء إن المرأة التي لا تحجب وجهها بهذه المساحيق أجمل في نظري من تلك التي تلبس قناعا منها يخفي ما لها من جمال طبيعي .

الاثنين والدنيا العدد 385
27 أكتوبر 1941

خليجية

خليجية

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.