يحدث خلال الحمل العديد من التغيرات والأعراض التي تؤثر على النوم. فآلام الساقين وأوجاع العضلات، والغثيان، والشعور بالحموضة، وحركة الجنين كلها أمور تؤثر على جودة النوم. وقد أظهر استفتاء في الولايات المتحدة أن 78% من الحوامل يشكون من زيادة اضطرابات النوم خلال الحمل.
وللتبسيط يمكن تقسيم تأثيرات الحمل إلى ثلاث مراحل:
الثلاثة أشهر الأولى:
وخلالها يزيد هرمون البروجيستيرون في الدم. ويمكن تلخيص التأثيرات بالتالي:
زيادة في النعاس وكثرة النوم مقارنة بفترة ما قبل الحمل.
زيادة الرغبة في التبول خلال الليل مما يؤثر على استمرارية النوم بالليل وبالتالي قد يزيد من زيادة النعاس بالنهار.
الثلاثة أشهر الثانية (4-6):
ويستمر خلالها ارتفاع مستوى هرمون البروجيستيرون ولكن بصورة أبطأ. ويمكن تلخيص التأثيرات بالتالي:
يتحسن النوم مقارنة بالثلث الأول ولكنه يظل أسوأ من فترة ما قبل الحمل.
تقل الرغبة في التبول مما يؤدي إلى بعض الاستقرار في النوم.
الثلاثة أشهر الأخيرة (6-9):
وخلال هذه الفترة تعاني الكثير من السيدات من اضطرابات النوم.
الكثير من الحوامل يعانين من اضطرابات النوم في نهاية الحمل.
وخلال هذه الفترة تزداد الرغبة في التبول بالليل بسبب ضغط الجنين على المثانة مما يؤدي إلى تقطع النوم.
كما أن الكثير من السيدات يعانين من احتقان الأنف مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس خاصة بالليل مما قد يؤثر على النوم.
وخلال الحمل قد تظهر بعض اضطرابات النوم التي لم تكن موجودة سابقا. فقد أظهرت إحدى الدراسات أن 30% من الحوامل اللاتي لم يكن يعانين من الشخير يظهر لديهن الشخير لأول مرة خلال الحمل.
وإذا كان احتقان الأنف وانسداده شديدين فقد يؤدي ذلك إلى انسداد مجرى التنفس العلوي وتوقف التنفس مما قد يسبب تقطع النوم وزيادة النعاس أثناء النهار وقد يسبب نقص في مستوى الأكسجين أثناء النوم وزيادة ضغط الدم الحامل. إذا كانت الحامل تعاني من الشخير وزيادة النعاس فإنها تنصح بمراجعة الطبيب.
كما أن الحامل تكون أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة حركة الساقين غير المستقرة وهي عبارة عن إحدى اضطرابات النوم، وتتميز بأحاسيس غريبة وغير مريحة في الساقين يمكن أن تحدث في أي وقت من اليوم ولكنها عادة ما تحدث بكثرة قبيل النوم وينتج عنها رغبة شديدة في تحريك الرجلين أو حتى المشي، ونتيجة لذلك يجد المصاب صعوبة في النوم ومن ثم الأرق. وتصيب هذا المتلازمة 15% من الحوامل.
ما هي النصائح التي يمكن أن توجه للحامل؟
تنصح الحامل في الثلث الأخير من الحمل بالنوم على الجنب الأيسر حيث أن ذلك يسهل تدفق الدم للجنين والكليتين. كما تنصح بتجنب النوم على الظهر لفترات طويلة.
الإكثار من شرب السوائل بالنهار والتقليل منها بالليل.
ممارسة الرياضة بانتظام.
إذا كانت الحموضة تسبب مشكلة للحامل عند النوم فإنها تنصح باستخدام الوسائد لرفع الرأس عند النوم وكذلك تجنب الحمضيات والتوابل.
تناول وجبات خفيفة متكررة خلال اليوم يجعل المعدة ممتلئة مما قد يقلل من الإحساس بالغثيان والحموضة.
بعد الولادة، تعاني الأم عادة من تقطع النوم بسبب كثرة استيقاظ رضيعها مما ينعكس سلبا على نشاطها خلال النهار وقد يسبب لها الاكتئاب.
وتنصح الأمهات بأخذ غفوة في الأوقات التي يغفو فيها رضيعها كما أن مشاركة أفراد العائلة في العناية بالرضيع قد يخفف من حجم المشكلة