تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » هل للمعلمة أن تعطي الطالبة أكثر مما تستحق من الدرجات ، أو تنقصها من حقها

هل للمعلمة أن تعطي الطالبة أكثر مما تستحق من الدرجات ، أو تنقصها من حقها 2024.

  • بواسطة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السـؤال : هل يجوز لمديرة المدرسة أو إحدى

المعلمات التعمد فـي رسوب إحدى الطالبات ،

أو العـمـل عــلى التحريض لرسوبها فــي أي

مـادة ، أو أخــذ البعض مــن علاماتها التــي

أخذتها بدون غش ، بل مـن جوابها ، سـواء

كـان تحريريا أو شفهيا ؟ حيــث إنني رأيت

هذا في المدرسة التي أنا أعمل فيها ؟

الجــواب : يحرم على المديرة في المدرسة أو

غــيــرهـا مـن المسئولات التعمد فــي رسوب

طالبة أو التحريض عـلى رسوبها أو انتقاص

شيء من علاماتها المستحقة لها تحريريا أو

شفهيا ؛ لما في ذلك من الظلم ، وقد حرم الله

سبحانـه و تـعــالى الظـلم كـمــا فــي الحديث

القدسي « إن الله جل شأنه يقول : يا عبادي

إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكــم

محرما فلا تظالموا » ( رواه مسلم ) وعلى

من فعلت ذلك التوبة والاستغفار مما حصل

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد

وآله وصحبه وسلم .

اللجنـــة الدائمــة للبحـــوث العلمــية والإفتاء

موقع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السؤال ما حكم تجاوز المعلمات في التصحيح

بإعطاء الطالبات أكثر مما تستحق ؟

الجواب : الحمد لله

الواجب على المعلمة أداء الأمانة التي اؤتمنت

عليـها من التدريس والتقويم والتصحيح وفق

الضوابط التي تحـددها إدارة التعليم ، وليــس

لهـا أن تبخس أحدا حقه ، ولا أن تعطيه فوق

ما يستحقه ؛ لأن ذلك ظلـم لغيــره ، وإخــلال

بالأمانة ، وفـــتــح لبــاب المحاباة والمجاملة

والفوضى ، وتسوية بيــن المجتهد المجــد ،

والضعيف المقصر . ومـــا دامـــت الأسئـــلة

محددة الدرجات ،فالواجب إعطاء كـل طالبة

ما تستحق دون نقص أو زيادة .

قــال الله تعــــالى ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُــرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا

الْأَمَانَاتِ إِلَـى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ

تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ

كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ) النساء/58 .

قال الشيخ ابن عثيميـن رحمــه الله " الواجب

عــلـى المدرس أن يحكـم بالعــــدل ، قــال الله

عـز وجـل ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ

لِلَّهِ شُهَــدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَــوْمٍ

عَــلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا ) أي : لا يحملكم بُغْض قـوم

عــلـى ألا تعدلوا ( اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى )

المائـدة 8 ، حتــى إن العلماء قالـــوا : يجب

على القاضي إذا تحاكم إليه خصمان أحدهما

مسلم والثاني كافر أن يجلسهما منه مجلساً

واحداً فلا يقول للمسلم :تعال هنا وللكافر :

اذهب هناك .

بـل يجعلهما جميعاً أمامه ، وأن يعدل بينهمــا

فــي الكــلام ، فــلا يغلظ الكـلام للكافر ويرققه

للمسلم ،فلا يقول للمسلم : صبحك الله بالخير

ولا يقوله للكافر ،بل يجعلهما سواء في باب

المحاكمة ؛ لأن هذا هو العدل .

فهـــؤلاء التلاميذ إذا قــدمـوا أجوبتهم فليَغُضَّ

النظر عــن كونه فلاناً أو فلاناً ، ليصحح عـلى

ما كــان أمامه مـن قول إن صواباً فهو صواب

وإن خطأً فهو خطأ ،كما أنه لا يجوز أن ينظـر

– إذا كـــان يعرف صاحب الجواب – إلــى حال

الطالب من قبل ، هل هو فاهم أو غيـر فاهم ؛

لأن بعض الناس أو بعــض المدرسين يقَـــدِّر

درجات التلاميذ عــلى حسـب مـا كــان يعرفه

منهـم وهذا غلط ، بل يجب أن يقدر الدرجات

أو الترتيب عـــلى حســب ما رُفِع إليــه فـــي

الجواب النهائي ؛ لقول النبي صلى الله عليه

وآله وسلم ( إنما أقضي بنحوِ ما أسمع ) .

وكثيــراً ما يكــون الطالب جيداً ، فيتوهم فــي

الجـواب أو فـي السؤال فيفهم السؤال على أن

السائل أراد به كذا ويجيب بحسب هذا الفهم.

أو يتوهم فــي الجواب فيظن أن جــواب هـذا

السؤال هو كذا وكذا ، وهو غلط …

فالمهـم : أن الواجب عــلى المدرس إذا قدمت

إليه أوراق الإجابة ،أن يصحح حسب الجواب

بقطع النظر عن المجيب " انتهى من " لقاء

الباب المفتوح" (21/25) .

وسئــل رحمـه الله : هــل يجوز للمدرس أثناء

تصحيـــح أوراق الطلبــة أو أثـنــاء الاختبـــار

الشفوي أن يراعي سلوك الطلبة في الفصـل ،

فإن كـان جيداً زاد لــه الدرجات ونحــو ذلك ؟

وأيضـاً هـــل يجوز فــي أعمال السنة أن يزيد

المدرس الطلاب درجة أو درجتين خوفاً مـــن

الظلم أو نحــو ذلك ، لأنكم تعلمون أن الظلــم

ظلمات يــوم القيـــامة ، وأن دعــوة المظلوم

مستجابة ، وأن كثيراً من المدرسين يظلمون

الطلاب ظلماً كبيراً دون أن يشعروا،فيخاف

المدرس من هذا ؟

فأجاب "هذا السؤال مهم بالنسبة للمدرسين ،

وأنا أعلم أنهم يجعلون درجات لسلوك الطالب

وأخـلاقـه داخل المدرسة ،فيجب على المدرس

الــــذي يحدد هـذه الدرجات أن يحكم بالعدل ،

وأن يتقي الله عـز وجل ، فإن كان أحد الطلبة

أحسـن سلوكاً وأخلاقاً فإنه يعطيه درجته التي

يستحقها،وينقص من الطالب السيئ الأخلاق

من درجات السلوك ما يستحقه ولا يحابي

في ذلك أحداً .

أمــا درجــة العـلـــوم والرياضيات والمستوى

العلمي فــلا يزيد فيهـا ولا ينقص منهــا نظراً

لسلوك الطالب ، وإنمــا يعطــي كــل طــالــب

مــا يستحقه مـن الدرجات أرأيــت لــو تحاكم

رجلان إلى قاض أحدهما كافر والآخـر مسلم

فهل يهضم حق الكافر لأنه كافر ؟ لا .

فمسألة الإجابة هي على حسب ما قدم لك من

معلومات ، سواءً كان سيئ الأخلاق أو حسن

الأخلاق .

المسألة الثانيـــة : إذا كــان المدرس قــد ظلم

الطالب فهذا لا يخلو من حالين:الحال الأولى:

أنه كان يظن حيـن معاملة الطالب أنــه عــلى

صواب ، وأنـه مجتهد ، وهـذا الذي أداه إليـه

اجتهاده ، مثــل أن يـوقـفـه فــي الفـصــل أو

يضـربه أو يطرده أو ما أشبه ذلك ، لكنه في

ذلك الوقت يرى أنه عــلى صواب ، ثـم بعــد

التفكير يرى أنه أخطأ ؛ فهذا ليس فيه ظلم ،

ولا يعاقب عليه الإنسان ؛لأنه في ذلك الوقت

كان مجتهداً ، وقد قال النبي صلى الله علـيه

وسلم ( إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فلـه

أجران ، وإن أخطأ فله أجر ) .

ولــو أننــا قلنا لكل متصرف في شأن غيره :

إنــه إذا أخطأ بعـد اجتهاده تحمل هــذا الخطأ

ووقع عليه العقاب ؛ ما قبـل أحد أن يتصرف

في شأن غيره ،ولتعطلت مصالح العباد ،لكن

مــن رحـمـة الله أن المتصرف لـغـيــره كولي

اليتيـم والوكيل وناظر الوقف وغيـرهــم ، إذا

تصـرفوا وهم حيــن التصرف يرون أن هــذا

هـو الصواب بدون تفريط منهم ، ثم بعد هذا

تـبـيـن خطؤهم ؛ فإنــه لا شيء عـليـهـم ،

لا ضمان في الدنيا ولا إثم في الآخرة .

الحال الثانية : أن يعلم أنــه قــد ظــلم الطالب

ظلماً حقيقياً ، وهو في ذلك الوقت يعرف أنـه

إنــمـا عـاقــبـه انتقاماً لنفسه فـقــط ؛ فحينئذ

يسترضي الطالب دون أن يـزيد فــي درجاته

وإنـما يعطيه حقه فـقـط ؛ لأنـــه إذا زاد فــي

درجاته أوقــع الظلم عــلى الطلبة الآخرين ،

وحصــل من ذلك تشويش ، وربمـا أدى ذلك

إلى فقدان الطلبة ثقتهم في معلميهم ، وهـذا

من أخطر الأمور ؛ لأن الطالب إذا فقـد ثقته

فـي معلمه لم يهتم بأوامره ولـم يستفد منه

حتـى وإن أظهر أنه يستمع إليـــه وينصت

إلـى شــرحـه " انتهـى مــن " لقاء الباب

المفتوح" (49/10) .

وسئــل أيضــا رحمــه الله : بالنـسـبــة لتألف

الطلاب فـي زيادة الدرجات هل هـذا مــن باب

تألف النبـي صـلى الله عليـه وسلــم بعــض

الأقوام بالإبل ؟

فأجـاب : لا ، هــذه خيانة ، تأليف الطالب أن

تعامله باللطــف والإحسان والهدايا المشجعة

ومــا أشبــه ذلك ، أمــــا أن تعطـيــه درجات

لا يستحقها فــهــذا خيانة ، وظلــم للتلاميــذ

الآخرين ، ولو فتح هذا الباب لكان كل واحـد

يعطي الطلبة مائة بالمائة ، لماذا يا رجــل ؟

قــال : نؤلفهم . لأن المسألة لـها طرف آخر

وهــم بقية الطلاب ، إذا أعطيته مثـــلاً مائة

وهـــو يستحق خمسين و صـاحبــه الآخـــر

يستحق ثمانين معناه : أنـك ظلمت الثاني ،

جــعلـت هذا قبله وهو دونه في الدرجات "

انتهى من "لقاء الباب المفتوح"(230/20)

والحاصل : أنـه لا يجوز للمعلمة أن تعطي

الطالبة أكثر ممــا تستحق مــن الدرجات ،

كما لا يجوز أن تنقصها من حقها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.