اخترت نسيانك و بإرادتي…
اخترت مُجافاتك و بإرادتي…
اخترت بعدك و بإرادتي…
كم يصعب عليّ نسيانك لكن ارادتي أقوى…
كم تحزنني مجافاتك لكن ارادتي أصرم…
كم يعذبني بعادك لكن ارادتي أقسى…
لن أنتظرك بعد اليوم…
لن اسهر الليالي أفكر في حالك اليوم…
لن أذرف الدموع أجلك بعد اليوم…
فأنت لا تستحق ابتسامتي فكيف أظلم لأجلك دمعتي…
لن أحرق سنيني أملاً بحبك…
لم يبقى لي سوى القليل…
سأتجرع نسيانك بعد هذه السنين…
فلن يضّرني مرار التجرع…
فحبي الأعمى أنساني طعم الحلو واسقاني عذاباً اليم…
كيف و لا و عيونك تلتف حولي ولا ترى شيئاً من الحنين…
أعمتك عيونك عني و عن حبيّ العظيم…
حبيّ الذي يُضرب فيه مَثل العاشقين…
فقيسٌ و ليلى لم يكونوا أفضل منّا بكثير…
وحب عنترة و عبلة كان أقرب اليك من قرينك الرجيم…
فضّلتها عليّ و على كل الموجودين…
قريبتك…حب يبتك…
هي في نظرك أجمل المخلوقين…
و أنا في نظرك لست أكثر من صديق…
تُحاورك عيناي بشغف و تجيبها بكلام أبرد من السقيع…
أوهمتني بأحلام عشت لأجلها حياة المراهقين…
أنتظرك بشغفلعلك تحن عليّ بنظرة من العين…
و تبتسم ابتسامة المعجبين… و تُسمعني كلام المحبين…
فصدمتني بهذا الواقع الأليم…
قسوت عليّ و حرمتني من رؤية العين…
و عبست كأنك مني أصبحت كالنافرين…
و لم تُسمعني سوى كلام الفارغين…
فجعلتني من المظلومين…
فأقسمت على أن أنسى هذا الحب الثمين…
ولو عاد بعد حين فأنا منه كالنافرين…
ولن يفتح قلبي دمعة من العين أو قبلةٌ على الجبين…
أعدك… لن أحرمك من سماع صوت أنيني…
ولكن هذا راحةٌ لباقي سنيني…
فسأنسى حب المكفوفين…
و سأبدأ حياة المبصرين.
بقلم نور الراعى