تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » نظرية سيبرمان في الذكاء

نظرية سيبرمان في الذكاء 2024.

نظرية سبيرمان في الذكاء

إن النظرية هي مجموعة من المحددات المرتبطة التي تحاول شرح أو تفسير ظاهرة ما, ويقصد بنظريات التكوين العقلي تلك النظريات التي حاولت أن تقدم تفسيرات عملية منهجياً أو منطقياً للنشاط العقلي من حيث محدداته ومكوناته وعوامله وأنواع العوامل التي تكونة.
وقد بدأت هذه النظريات بتناول النشاط العقلي المعرفي بوصفه عاملاً أحادياً عاماً يقف خلف جميع أساليب النشاط العقلي, يمكن في ضوئه الحكم على مستوى النمو العقلي للفرد وقد أخذ بهذه النظرة ”الفريد بينيه“ 1908, ” تيرمان“ 1916.
وقد ظهرت انتقادات حادة لهذه النظرة مؤداها: كيف يمكن تفسير تباين أداء الفرد من نشاط عقلي إلى نشاط عقلي آخر؟ وجاءت الإجابة على هذا السؤال على يد العالم النفسي البريطاني الشهير تشارلز سيبرمان 1927 مقرراً أن النشاط العقلي يتكون من عاملين يمكن من خلالهما تفسير تباين أداء الفرد من نشاط عقلي إلى نشاط عقلي آخر وهذان العاملان هما:
العامل العام (General Factor ):
وهو يشكل الأساس لجميع أساليب الأداء الفعلي أو الإمكانية العقلية اللازمة أو الضرورية لجميع صور النشاط العقلي.
والعامل الخاص ( Special Factor) )وهو الذي يختص بنوع واحد من أنواع النشاط الفعلي فهو جزئياً يكون مشتركاً مع العامل العام وجزئياً يكون مستقلاً عنه . ثم ظهرت النماذج العاملية المتعددة والتي تطرأ على النشاط العقلي بوصفه عوامل متعددة على يد ثورنديك (1921) وثر ستون (1941) وجيلفورد (1967) وكاتل (1968) .
بدأ سبيرمان جهوده عام 1904 بانتقاد المحاولات التي بذلت في القرن التاسع عشر لقياس الذكاء باستخدام الاختبارات السيكوفيزيائيه.
يعد سبيرمان الرائد الأول لهذا النوع من التحليل الإحصائي الجديد .
تعد نظرية العاملين لسبيرمان أول نظرية أقامت أبحاث الذكاء على دعائم تجريبية رياضية.
تعد نظرية العاملين الخطوة الأولى التي انبثقت منها النظريات العاملية التي تهدف إلى تفسير الذكاء وقدراته العقلية المختلفة .
يذهب سبيرمان إلى أن هدف التحليل العاملي هو الكشف عن العوامل المشتركة التي تؤثر في أي عدد من الظواهر المختلفة.
استعان سبيرمان بخواص معاملات الارتباط في بناء نظريته التي تهدف إلى الكشف عن العامل العام والعامل الخاص
يهدف سبيرمان في نظريته تلك إلى الكشف عن مقدار التداخل القائم بين جميع الاختبارات العقلية المختلفة.وعن مقدار انفصال هذه الاختبارات عن بعضها.
تعتمد نظرية العاملين في بنائها النظري وتطبيقاتها النفسيه على سلسلة التجارب التي قام بها سبيرمان
استطاع سبيرمان من خلال نظريته أن يمزج علم النفس بالإحصاء مزجاً ينبض بالحياة.
تبدأ نظرية العاملين لسبيرمان بمعاملات الارتباط, وتنتهي إلى تحليل أي نشاط عقلي إلى عاملين رئيسيين أولهما عام وثانيهما خاص
تقرر هذه النظريه أن أي درجه في أي اختبار تتحلل عقلياً إلى جزأين: عام, خاص.
كان لنظرية العاملين أثرها المباشر في تطوير وسائل ونظريات القياس العقلي المعرفي
نظرية العاملين تعتبر فكره عبقرية وانتفاضه كبرى, وثوره جامحة إلا أنها لم تسلم من النقد الهدام, والنقد البنائي الإنشائي.
تعد نظرية العاملين الخطوة الأولى التي انبثقت منها جميع النظريات العاملية التي تهدف إلى تفسير الذكاء وقدراته العقلية المختلفة وهي تعتمد في جوهرها على الخواص الرئيسية لمعاملات ارتباط الاختبارات العقلية المعرفية.
وتهدف نظرية العاملين إلى تفسير النتائج العملية للقياس العقلي والمعرفي,وذلك بتلخيصها في عاملين رئيسيين أولهما عام يمثل القدر المشرك بين أي نشاط عقلي و النواحي الأخرى لذلك النشاط المعرفي, وثانيهما خاص يميز هذا النوع من النشاط عن غيره,
وقد اكتشف سبيرمان نظرية العاملين بعد أن أجرى على بعض تلاميذ المدارس الريفية والمدنية وبعض الراشدين والشيوخ, اختبارات نفسية تقيس تمييز الأصوات, والأوزان, والأضواء, واشتملت تجربته أيضاً على تقديرات المدرسين لذكاء هؤلاء التلاميذ. وعلى تقديرات الأفراد لأنفسهم, ثم رتب معاملات ارتباط هذه المقاييس ترتيباً تنازلياً في جدول معين يسمى المصفوفة الارتباطية.
وتتلخص أهم خواص هذه المصفوفة فيما يلي:
1- جميع معاملات الارتباط موجبة , أي أن الاختبارات العقلية تتداخل في مجال واحد أو في اتجاه واحد .
2- النسبة القائمة بين كل عامودين متجاورين , نسبة ثابتة أي أن نسبة خلايا العامود (أ) إلى خلايا العامود (ب) إلى خلايا العامود (ج) نسبة ثابتة.
3- يتناقص مجموع معاملات ارتباط كل عامود من أعمدة المصفوفة الارتباطية كلما اتجهنا نحو طرفها الأيسر.
4- تنتهي معادلة الفروق الرباعية إلى الصفر أي أن : ر أ ج * ر ب د* ر ب ج = صفر
وتتلخص أهم الانتقادات التي واجهتها هذه النظرية فيما يلي :
1- صغر حجم العينة التي بدأ سبيرمان بها أبحاثه , ولكن التجربة التي قام بها براون وستيفنسين بعد ذلك على عينة كبيرة من الأفراد , أكدت فكرة سبيرمان.
2- تنكر نظرية العاملين بصورتها الأولى , العوامل الطائفية , بالرغم من أن أكثر التجارب التي عاصرت هذه النظرية كانت تؤكد وجود هذه العوامل . وقد اضطر سبيرمان إلى الاعتراف بتلك العوامل لكنه نعتها بأنها ضيقة في مداها , تافهة في أهميتها.
3- يؤكد تومسون أن العامل العام ليس هو التفسير الوحيد للمصفوفة الارتباطية التي يقرها سبيرمان , أي أن نظرية سبيرمان هي احدى التفسيرات الممكنة ويقترح تومسون تفسيراً آخر يقوم في جوهره على فكرة العينات .
4- يختلف مفهوم العامل العام من تجربة لأخرى لأنة يمثل المتوسط العام لكل ما في المصفوفة من اختبارات , فإذا كانت الاختبارات عددية فإن العامل العام يميل نحو هذه الناحية العددية.

* التفسير النفسي لنظرية العاملين :
يرى سبيرمان أن العامل يكمن وراء كل نشاط عقلي معرفي, فهو الذي يحدد القوانين الرئيسيه للمعرفة البشرية فما هو إذن معنى هذا العامل العام الذي أقام سبيرمان على دعائمه نظريته في النشاط العقلي المعرفي؟ وإذا سلمنا مع سبيرمان بأنه في جوهره نموذج رياضي يلخص ظواهر النشاط العقلي المعرفي في رمز واحد, فما هي طبيعته النفسيه؟ سؤال طرحه فؤاد البهي وحاول الاجابه عليه على النحو التالي:
أ- الطاقة العقلية :
ب- قانون سيبرمان الإبتكاري:اعتمد سبيرمان في تفسيره لأهم الصفات النفسية التي تحدد معنى العامل العام على آلاف التجارب التي قام بها هو وأتباعه خلال الربع الأول من هذا القرن , والتي كانت تهدف في جوهرها إلى الكشف عن أكثر الاختبارات تشبعاً بهذا العامل . وقد دلت نتائج هذه الدراسات على أن مدى تشبع أي اختبار بالعامل العام يرجع في جوهره إلى ثلاثة دعائم رئيسية اطلق عليها سبيرمان اسم ”القوانين الإبتكارية“ وتحاول هذه القوانين أن تفسر الأصول العميقة للمعرفة البشرية التي تقوم في جوهرها على مدى قوة الذكاء الإنساني وشموله.
وتتلخص هذه القوانين فيما يلي :
1- قانون إدراك الخبرة الشخصية :”أي خبرة في حياة الفرد تميل به مباشرة إلى معرفة خصائصها , ومعرفته هو لنفسه ”
ويمكن أن نوضح هذا القانون بالشكل التالي حيث يدل المربع الأسود السفلي على النشأة الأولى للخبرة , ويدل المربع الناقص العلوي على مدى تطور إدراك الفرد لهذه الخبرة أي على المعرفة التي تصاحب تلك الخبرة .
2- قانون إدراك العلاقات :
”عندما يواجه العقل شيئين أو أكثر فإنه يميل إلى إدراك العلاقة أو العلاقات القائمة بينهما ”
ويمكن أن نوضح هذه الفكرة بالشكل التالي حيث يدل المربعان على المتعلقين , وتدل الدائرة العليا على فكرة استنتاج العلاقة المجهولة . ولذا فخطوط كل مربع من هذين المربعين متصلة لأن هذين المتعلقين غير مجهولين وخطوط الدائرة العليا غير متصلة لأن هذه العلاقة مجهولة وعلى العقل أن يستنتجها .
ونستطيع أيضاً أيضاً أن نقيم تنظيماً هرمياً لتلك العلاقات بحيث ترقى صعداً في استنتاج العلاقات القائمة بين المتعلقات , ثم نستطرد لاستنتاج علاقات العلاقات , وبذلك تتطور العلاقات إلى متعلقات في ذلك التنظيم الهرمي التصاعدي ,
3- قانون إدراك المتعلقات :
” عندما يواجه العقل متعلقاً وعلاقة فإنه يميل مباشرة إلى إدراك المتعلق الآخر ”
وهكذا يدل هذا القانون على عكس الفكرة التي يدل عليها قانون العلاقات . وذلك لأنه يستعين بالعلاقة لاستنتاج المتعلق المجهول , بينما استعان القانون السابق بالمتعلقات لاستنتاج العلاقة المجهولة .
والمثال التالي يوضح فكرة هذا القانون.
” العلاقة بين الأبيض والأسود مثل العلاقة القائمة بين النور و …… ”

ج- أنواع العلاقات :
يعتمد القانون الثاني اعتماداً مباشراً على العلاقات , لأنه يهدف إلى استنتاجها . ويعتمد القانون الثالث بطريقة غير مباشرة على العلاقات لأنه يستعين بها في إدراكه ولذا كانت لهذه العلاقات أهمية بالغة في مدى تشبع العملية العقلية بالعامل العام .
ويقسم سيبرمان العلاقات إلى نوعين رئيسيين : فكرية وحقيقة , ويحاول في دراسته لتلك العلاقات أن يستغرقها كلها , وأن يستعين بها في بناء اختبارات الذكاء .
أ- العلاقة الفكرية :
1- العلاقة المنطقية :
وهي تقوم في جوهرها على الاستدلال , والتعميم , والتفكير المجرد .
2- علاقة التشابه :
وهي أكثر العلاقات شيوعاً في حياتنا اليومية , وذلك لأهميتها في تصنيف الظواهر المختلفة على ما يتشابه في صفاته مع الظواهر الأخرى , وإلى ما يختلف عن الظواهر الأخرى .
3- علاقة الإضافة :
تدل علاقة الإضافة على عملية الجمع العددي , وما يتصل بهذه العملية من طرح وضرب وقسمة.
ب- العلاقة الحقيقية:
1- العلاقة المكانية :
تتصل هذه العلاقة اتصالاً مباشراً بالحياة البشرية, لأن الفرد في وجوده المادي يشغل حيزاً من الفراغ , ذلك لأنه يمتد بجسمه طولاً وعرضاً وارتفاعاً .
2- العلاقة الزمنية :
تعتمد هذه العلاقة على إدراك التتابع الزمني والحاضر والمستقبل , وعلى إدراك المدى الزمني الذي يمتد من وقت لآخر .
3- العلاقة السيكولوجية :
تعتمد هذه العلاقة في جوهرها على القانون الأول الذي يدور حول إدراك الخبرة الشخصية ,أي على إدراك الفرد لخبرته وإدراكه لنفسه وهو يمر بهذه الخبرة . أي على العلاقة القائمة بين الفرد وخبرته . ولذا فهي تمتد بآفاقها حتى تشمل على جميع نواحي النشاط العقلي المعرفي والمزاجي الانفعالي .
4- العلاقة الذاتية :
تقوم فكرة هذه العلاقة أيضاً على العلاقة الفلسفية اللامنطقية , وهي تهدف إلى تحديد العلاقة بين الفرد ونفسه , أي إدراك الفرد لذاته وتأكيده لها .
5- العلاقة النعتية :
تعتمد هذه العلاقة على الصلة بين الشيء وصفته الرئيسية , والمثال التالي يوضح فكرتها: ” ليل إلى ظلام , نهار إلى …. ” ولهذه العلاقة أهميتها في صياغة أسئلة الاختبارات العقلية .
6- العلاقة السببية :
تقوم فكرة هذه العلاقة على صلة المؤثر بنتيجته , والمثال التالي يوضح فكرتها: ” العمل يقود إلى النجاح والكسل إلى …“ ولهذه العلاقة أهميتها في صياغة أسئلة الاختبارات العقلية .
7- العلاقة التركيبية :
تعتمد هذه العلاقة على مدى ارتباط الكل بأجزائه, وتبدو هذه العلاقة بوضوح عندما يدرك الفرد مكونات العدد 4 على أن 2.2 وعندما يدرك أن المثلث يتكون من ثلاثة خطوط , وأن العبارة تتكون من كلمات تدل بتنظيمها على معنى محدد .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.