أكدت دراسة ألمانية أن مكياج المرأة وتزينها أمام المرآة قبل خروجها مع زوجها يأخذ وقتاً يستغرق عامًا كاملاً من عمر الرجل.
وأكد صاحب الدراسة الباحث الاجتماعي موريتز بيتز من جامعة هامبورج الذي ضمنها في كتاب بعنوان "في انتظار النساء"؛ أنه اعتمد في نتائجه على تجربته العملية مع زوجته وابنته وحماته.
ويقول الكاتب، حسب ما نقلته صحيفة "الشرق الأوسط"، إنه كرس وقتًا طويلاً من حياته لتسليط الضوء على هذه الظاهرة "انتظار الرجال للنساء". وحاول أن يكون أكثر علميةً وحيادًا خلال بحثه.
وأوضح أن المرأة تتأخر وتترك الرجل يقاتل ضد أعصابه سواء أمام باب الحمام في البيت، أو في حمام المطعم، أو في المكوك الفضائي.
ويقول الكاتب إنه قضى وقتًا طويلاً يتأمل الرجال وهم يتوالون بسرعة على الحمامات العامة، فيما تقف النساء في الدور أمام باب الحمام. وفيما تقضي المرأة الوقت في الحمام لتجميل نفسها، يقف الرجال في طابور ثان أمام باب "التواليت" في انتظار زوجاتهم.
عمومًا، أحصى بيتز أن معدل ما يقفه الرجل في انتظار عملية تجميل المرأة خلال حياته هو سنة كاملة. وهي سنة كاملة "ضائعة" تضاف إلى وقت ضائع كثير يقضيه الإنسان بين "التواليت" وموقف الحافلات أو الترام. ويمكن لهذا الوقت أن يطول أكثر إذا حسبنا معه فترة انتظار النساء الأخريات في حياة الرجل، مثل الأم والبنت والسكرتيرة.
الهدف الأول من دراسة الباحث بيتز كان زوجته كلاوديا وابنته سيمونه وحماته التي تعيش معهم. ويصف الكاتب "التوتر النفسي" المرافق لعملية انتظار المرأة بأنه "مثل تلقي مساعدة غير مرغوب فيها في العمل"؛ فهو خليط من القلق والتوجس والانفعال وكظم الغيظ. والمشكلة أن الرجال تعودوا هذا الانتظار؛ ينتهي جزعهم بخروج المرأة من الحمام، وينسون هذا "الروتين" في المرة المقبلة، ويقعون مجددًا ضحايا الانتظار. ولا يشعر الرجال عادةً بما يكلفهم هذا الانتظار من وقت ومن أعصاب مع مر السنين.
الكاتب يعود إلى العصر القديم ليفسر هذه الظاهرة الاجتماعية التاريخية؛ فالرجال منذ العصر الحجري يغادرون الكهوف للصيد وجمع الحطب وتوفير لقمة العيش، فيما تنتظر النساء عودتهم لبدء عملية الطبخ، ويقضين كل هذا الوقت بالطبع في تجميل أنفسهن وحديث بعضهن مع بعض؛ فوقت الانتظار لديهن كان طويلاً. هذا مثل الصيد وجمع الفطر، فيمكن للرجل القديم أن يكمن قرب النهر لفترة 5 دقائق كي يصطاد غزالاً، لكن جمع الفطر الذي تقوم به النساء يحتاج طبعًا إلى وقت أطول.
ووفق الدراسة، فالإنسان يقضي ثلثي عمره في النوم، وما مجموعه 7 سنوات وهو يعد الخراف في انتظار أن يغالبه النعاس. ويشاهد الإنسان طول حياته التلفزيون 11 سنة، ويقضي سنة ونصف في "التواليت"، وسنة كاملة في فراش المرض ضحية البكتيريا والفيروسات وغيرها، و7 أشهر كاملة في غرف انتظار الأطباء والمستشفيات، وتحت الدش أو في "البانيو" 136 يومًا (نساءً) و125 يومًا (رجالاً).
ويقضي الألماني 13 أسبوعًا من حياته يتشمس على شواطئ البحار أثناء السياحة، ويهدر 4 أشهر في تحضير القهوة، وينتظر 27 يومًا في انتظار الحافلة أو الترام. وفيما تقضي المرأة 76 يومًا من حياتها وهي تبحث في جوف حقيبتها، يقضي الرجل 55 يومًا في تجميع أزواج جواربه.
أخيرًا، يصف الكاتب تجربته في تقليل ضرر انتظار المرأة في البيت وخارجه، فيقول إنه يلجأ في البيت إلى التلفزيون أو إلى كتاب يمضي به وقت انتظار المرأة، ويخوض خارج البيت نقاشات حول كرة القدم والشطرنج مع رجال آخرين في انتظار زوجاتهم قرب "التواليت"، أو ينفس عن شيء من غضبه بملاعبة قطة أو ***.