تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » ما هو حكم غش الطلاب في الامتحانات

ما هو حكم غش الطلاب في الامتحانات 2024.

ما هو حكم غش الطلاب في الامتحانات

سئل الشيخ عبدالرحمن السحيم حفظه الله هذا السؤال:
سماحة الشيخ وفقكم الله للخير: بعض الطلاب هداهم الله يغش في امتحانات آخر العام وإن نبه وقيل له حديث النبي صلى الله عليه وسلم:"من غشنا فليس منا" يرد قائلاً أنا مضطر "والضرورات تبيح المحظورات" وإن لم أفعل سأرسب في المادة.

فهل من كلمة توجيهية لفضيلتكم والرد على مثل تلك الشبهات.
وجزاكم الله خيراً…
فأجاب/ جزاك الله خيراً .
وتكمن خطورة الغشّ أثناء الحياة التعليمية في أنه غِشّ للمجتَمع ، بل غِش للأمة .. فهو أخطر من غِشّ صاحب طَعام وضع الرديء أسفل العلبة ، أو أخفى عيب سِلعة ؛ لأن من فعل ذلك فقد غَشّ شخصا واحدا ، ومن غشّ في الاختبار والدراسة فقد غشّ الأمة !
ولِتتصوّر عِظم ذلك :
تخيّل لو أن طالباً غشّ في دراسته للهندسة المعمارية .. ثم تسنّى له أن يُخطِّط بيتاً ، أو قَصراً وعمارَة . كيف يكون حال تلك المباني التي شُيِّدتْ على شفا جُرُف هار ؟! وتخيّل أن طالبا غشّ في دراسته للطبّ البشري .. كيف يكون حال المرضى ؟
يُذكَر أن أستاذا في كلية الطب سأل أحد تلاميذه عن حُقنَة مُعيّنة تُعطى لمرض مُعيّن ، فقال الطالب : يُعطى المريض بِنِسْبةِ خمسة في المائة .. ثم تذكّر الطالب بعد قليل ، فقال : عفوا : خمسة في الألف !
فقال الأستاذ : بينما تُصحح تفكيرك يكون المريض قد مات ! فما بالكم لو نَجَح الطالب في غير مادة عن طريق الغشّ ؟ أليس يكون غاشاً للأمة جمعاء ؟!
ولا شك أن غشّ الأمة أعظم من غشّ شخص واحد ، وقد قال عليه الصلاة والسلام : من غش فليس مني . رواه مسلم . وسبب وُرُودِ الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مَرّ على صُبرة طعامٍ ، فأدخل يده فيها فنالت أصابِعُه بَللاً ، فقال : ما هذا يا صاحبَ الطعام ؟ قال : أصابته السماء يا رسول الله . قال : أفلا جعلته فوقَ الطعام كي يراه الناس . من غش فليس مني .
وثمّة شُبهة يُردِّدها بعض الطلاب ، وهي من عجائب فِقه الطلاّب ! وهي قول بعضهم : " أنا مضطرّ "والضرورات تبيح المحظورات" وإن لم أفعل سأرسب في المادة " ! وهذا من حِيَل الشيطان ، ومن تلبيسات إبليس ! فأي ضرورة تضطرّه إلى الغشّ ؟
وهل يُسَوّغ الكَسَل بمثل هذه الأعذار ؟
فإن الطالب الْمُجِدّ ليس بحاجة إلى الغشّ .. ثم لو قُدِّر أن المادة صعبة ، وأنه لا يَفهمُها ، فأي ضرورة تلك التي تدعو إلى الغشّ ؟ إن الضرورة لا تُبيح كل محذور ، فالزنا – مثلاً – لا تُبيحُه ضرورة مهما بَلَغتْ .
وقد أكل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أوراق الشَّجَر حتى تقرّحتْ أشداقهم ، ولم يأذن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم – مع هذه الضرورة – في التعامل بالربا . فليست كل ضرورة تُبيح كل محذور .. وليس كل محذور يُباح من أجل الضرورة .
هذا من جهة
ومن جهة ثانية : أن الضرورة هي ما يَخاف فيها الإنسان على نفسه من الهلاك أو على أهله وولده أو على ماله .. ولو رَسَب الطالب فأي ضَيْرٍ وأي ضرر أصابه ؟!
قد يتأخّر سنة دراسية ، أو يتأخّر نجاحُه إلى الدور الثاني ، ونحو ذلك .. إلا أن الطالب الذي قد يُخفِق لا يَخاف مع ذلك على نفسٍ ولا على مالٍ وولَد !
وقد يكون في إخفاقِه شحذ همّـة ، وإحياء عزيمة ، وصيحة نذير له .. أن يُفيق من رَقَدات الغفلة ، وأن يَعلَم أن المعالي لا تُنالُ بالأماني ! وأن من أراد الراحة تَرَك الراحة، وأن النعيم لا يُدرَك بالنَّعيم – كما تقدّم .
فَقُلْ لِمُرَجِّي معالي الأمورِ *** بغير اجتهادٍ رجوتَ المحالا
وصاحب الطعام الذي وضع الطعام المبلول أسفل الإناء ، أو أسفل كومة الطعام ، لم يَقُل إنه مُضطرّ لِبيع طعامه لأجل إطعام عياله .. وقد يكون بائع الطعام أحوج إلى تحصيل المال من طَالِبٍ يُريد النجاح ..
ومع ذلك لا يُسوِّغ له ذلك الغشّ ، ولم يُعذر بكون إصابة الطعام بِالبَلل كانت من غير إرادة منه ، فما قَصَد الغشّ أصلا .. فكيف بِمن قََصَده وتعمّده ؟ هذا آثم ولا شك .. وغاشّ ولا رَيب ..
" ومن غشنا فليس منا " كما في صحيح مسلم .
والله تعالى أعلم .
اجابة الشيخ
عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد بالرياض
حكم سكوت المعلم او المعلمه عمن يغش في الامتحان :
فضيلة الشيخ عبدالرحمن :
وأنت قد سميتيه " غشاً " ولا خير في الغشّ ! فالنبي صلى الله عليه وسلم قال : من غشّ فليس مني . رواه مسلم .
والمعلمة التي علمت بذلك ورضيت به ساعدت عليه هي شريكة في الإثم ، فهي مؤتمنة على التعليم ، وهذا من خيانة الأمانة .والله تعالى أعلى وأعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم

بوركتي عزيزتي ….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.