من السهل ملاحظة ان سور النصف الأول من القرآن هي السور الطويلة وأن سور النصف النصف الثاني من القرآن هي السور القصيرة .
وقد نشأ عن هذا الترتيب أن يكون مجموع اعداد الآيات في سور النصف الأول 5104 آيات وفي النصف الثاني 1132 آية ..
هل يخضع هذا التوزيع لنظام ما ؟
من يحب أن يعرف الإجابة ؟
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
ما السر في تجميع السور القصيرة في نهاية المصحف والطويلة في أوله ؟
من السهل ملاحظة أن السور المرتبة في النصف الأول من القرآن هي طوال السور ، وأن سور النصف الثاني هي السور القصيرة . نشأ عن ذلك أن يكون مجموع أعداد الآيات في النصف الأول هو 5104 وفي النصف الثاني 1132 .
بعملية حسابية يمكننا أن نحسب متوسط عدد آيات السورة في النصف الأول هو : 89.54 ، وفي النصف الثاني هو : 19.86 .
ترتيب سور القرآن الكريم ترتيب رياضي :
هذه المقولة تلغي تماما الرأي القائل أن ترتيب سور القرآن اجتهادي " أي من عمل الصحابة واجتهادهم الشخصي " والرأي الثالث الذي ذهب أصحابه إلى القول أن ترتيب بعض سور القرآن توقيفي " أي من عند الله " وبعضها الآخر اجتهادي " من الصحابة " ، لتؤكد أن ترتيب سور القرآن هو ترتيب توقيفي كآياته وما كان إلا بالوحي ، أما دور الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الترتيب فقد كان محصورا في نقل التوجيهات التي كان يأتي بها جبريل عليه السلام إلى كتبة الوحي ، ودور الكتبة كان محصورا في تنفيذ تلك التوجيهات ، أما دور الصحابة رضي الله عنهم فيما بعد ، فقد كان : الاجتهاد بجمع المصحف وترتيبه على النحو الذي علموه عن الرسول ، أي لم يأتوا بترتيب من عندهم وحسب أهوائهم .
ولا ينتقص من قيمة هذه المقولة أن بعض المسلمين من الغيورين على القرآن مازال مصرا – حتى الآن -على أن هذه المسألة هي مما اختلف فيه القدماء ولا يجوز الجزم بها ، لأن لدينا مئات الأدلة الرياضية التي تؤكد أن ترتيب سور القرآن كآياته توقيفي ، والتي يصبح رفضها أو التنكر لها نوعا من التعصب الأعمى والجمود .
قانون الزوجية وترتيب القرآن :
باعتبار قانون الزوجية – وهو القانون الذي تندرج تحته كل الأشياء في هذا الكون – فالعدد إما أن يكون زوجيا وإما أن يكون فرديا .
انطلاقا من هذا القانون فالسورة القرآنية باعتبار ترتيبها في المصحف إما زوجية الترتيب وإما فردية الترتيب . وباعتبار عدد آياتها فهي إما زوجية الآيات وإما فردية الآيات .
وبالاعتبارين معا فالسورة القرآنية واحدة من أربع :
1- زوجية الآيات زوجية الترتيب . ( متجانسة )
2- زوجية الآيات فردية الترتيب . ( غير متجانسة )
3- فردية الآيات فردية الترتيب .( متجانسة )
4- فردية الآيات زوجية الترتيب . ( غير متجانسة )
السور القرآنية زوجية الآيات :
عدد السور زوجية الآيات في القرآن هو 60 سورة ، ومثال ذلك سورة البقرة فعدد آياتها 286 آية أي عدد زوجي .( الأعداد التي ترد أثناء البحث نحو 60 ن 27 ، 33 ..مرتبطة بأنظمة لا مجال للحديث عنها ) إذا تأملنا ترتيب هذه السور بين نصفي القرآن نكتشف الحقيقة المثيرة التالية :
27 سورة عدد السور المرتبة في النصف الأول من القرآن ، مجموع أعداد آياتها هو : 2690 ( احتفظوا بهذا العدد بل واحفظوه ) .
33 سورة عدد السور المرتبة في النصف الثاني من القرآن . والمفاجأة هنا : إن مجموع أعداد الآيات في هذه السور هو : 2690 أيضا .
وسبحان الله العظيم .
معجزة الترتيب :
أرجو أن تكونوا قد اكتشفتم الإعجاز في ترتيب هذه السور ودلالة هذا الإعجاز ، لقد رتبت هذه السور وفق نظام رياضي بحيث يأتي مجموع أعداد الآيات في السور ال 27 المرتبة في النصف الأول من القرآن ، مماثلا لمجموع الأرقام الدالة على ترتيب السور المرتبة في النصف الثاني من القرآن .
آيات : 2690 —-=— ترتيب : 2690 .
هل أصبح واضحا السر في تجميع قصار السور في النصف الثاني من القرآن ؟
من المعلوم أن عدد سور القرآن 114 سورة ، النصف الأول من القرآن هي السور السبع والخمسون الأولى في ترتيب المصحف ، هذا يعني أن أي سورة مرتبة في النصف الأول ستأخذ أحد الأرقام من 1 – 57 للدلالة على موقع ترتيبها، أي الأرقام الأصغر ، وأن أي سورة مرتبة في النصف الثاني من القرآن ستأخذ أحد الأرقام الأكبر من 58 – 114 للدلالة على موقع ترتيبها ..
فكيف يمكن تحقيق التماثل بين مجموع أعداد الآيات ومجموع أرقام الترتيب في مجموعتين من سور القرآن ؟ وهو هنا العدد 2690 ؟
ليس هناك غير طريقة واحدة – نظام – ، أن نرتب السور الطويلة في النصف الأول من القرآن والسور القصيرة في النصف الثاني ، ولو افترضنا العكس ( أي ترتيب قصار السور في النصف الأول ) فمن المستحيل تحقيق حالة التماثل ، ذلك أن مجموع الأرقام من 1 – 57 كلها هو 1653 . بينما مجموع أرقام الترتيب في النصف الثاني ( 58 – 114 ) هو 4902 ، مما يسمح بأن يكون مجموع أرقام الترتيب 2690 ، وبذلك يتم تحقيق عملية التماثل بين مجموع الآيات وأرقام الترتيب .
النتيجة : أن ترتيب سور القرآن قد تم وفق نظام رياضي يقوم على الربط بين مواقع السور وأعداد آياتها ، ولا يخفى دلالة ذلك على أن الترتيب القرآني هو ترتيب إلهي ، بل هو معجزة القرآن التي ادخرها لهذا العصر . ومن العجيب أن بعض المسلمين يرفض هذه النتيجة بحجة أن السلف الصالح لم يعرفها .. ولا أدري كيف يؤمن هؤلاء أن كل ما في هذا الكون مرتب وفق نظام وقانون بتدبير إلهي حكيم، وحينما نأتي إلى ترتيب القرآن يتوقف هؤلاء حائرين مترددين مشككين ؟! هل يرتب الله كل ما في الكون ويترك كتابه الكريم دون ترتيب ؟؟؟؟
شبهة ورد : قد يقول قائل بقصد النيل من هذا الترتيب المعجز ، نقوم بتغيير موقع سورة البقرة الثانية في ترتيب المصحف ونجعلها مكان سورة آل عمران السورة الثالثة في ترتيب المصحف ، ونجعل سورة آل عمران في موقع سورة البقرة ، ونبقي على حالة التماثل في العدد 2690 رغم هذا التدخل .
الرد القرآني :
لقد أحاط الله كتابه الكريم بعدد من الأنظمة لكشف هذا التدخل ، ومنها نظام التجانس ، ودور هذا النظام منع هذا التدخل المفترض .
كيف ؟
يكشف نظام التجانس عن حالة التماثل الثانية بين مجموع من الآيات ومجموع من أرقام الترتيب يستحيل معه إجراء أي شكل من أشكال التدخل مع المحافظة على نظام الترتيب القرآني .
حالة التماثل الثانية : لقد رتبت سور القرآن البالغة 114 سورة على نحو يترتب عليه أن يأتي :
مجموع أعداد الآيات في السور غير المتجانسة : 3303 .
مجموع أرقام ترتيب السور المتجانسة : 3303 .
آيات : 3303 –=— ترتيب : 3303 .
ولتحقيق هذا التماثل الثاني لا بد من ترتيب السور الأقصر في النصف الثاني من القرآن والطويلة في النصف الأول للسبب الذي ذكرته سابقا ,( وفي بحثنا للنظام العددي في القرآن اكتشفنا أن القرآن استخدم أرقام النصف الأول للدلالة على أعداد الآيات في النصف الثاني واستخدم أرقام النصف الثاني للدلالة على أعداد الآيات في النصف الأول وهذا موضوع طويل منفصل ) .
توضيح : السورة المتجانسة هي ما كان رقم ترتيبها وعدد آياتها زوجيين أو فرديين ، ومثال ذلك سورة البقرة فرقم ترتيبها 2 وعدد آياتها 286 ، فكلاهما عدد زوجي . لنفترض أننا زدنا أو أنقصنا في عدد آيات سورة البقرة آية ، ستصبح بذلك سورة غير متجانسة ، وسيؤدي ذلك إلى خلل واضح في نظام القرآن . وكذلك أي سورة أخرى .
وأخيرا ، أرجو أن أكون – بهذا المختصر – قد أجبت عن السؤال المطروح بعيدا عن التفاصيل الكثيرة .