لا يقدر زوجي على أن يتحملني عندما يأمرني بفعل شيء له ، فيغضب كثيرا عندما يطلب مني شيئا ولا أقدر على عمله في الوقت المناسب ، بسبب جدول عملي وهو أمر يضايقني كثيرا.
الجواب :
الحمد لله
لا شك أن العشرة بالمعروف ، والإحسان إلى الزوج وشريك الحياة : أهم أسباب دوام العشرة بين الزوجين ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي ) رواه الترمذي (3895) وصححه الألباني .
لكن ـ يا أمة الله ـ ينبغي عليك ـ أيضا ـ أن تعلمي أنه لا أحد يخلو من الخطأ أو العيب أو التقصير ، فلا بد إذا أردنا أن نتعامل في هذه الحياة مع الناس : من أن نتحمل قدرا مما عندهم من العيب الذي لا يخلو منه أحد ، والخطأ والتقصير والنقصان ، الذي هو من سمات البشر ؛ فإذا كان هذا الشخص هو زوجك : كان الأمر بالنسبة لك أهم وأعظم ؛ لأنه شريك حياتك ، وأعظم الناس حقا عليك ، ولأن المسألة مصيرية بالنسبة لكما .
لو لم يعجبك أخلاق صديقة لك ، أو طباعها ، فبالإمكان أن تتركيها ، وبالإمكان أن تجدي من يعوضك عنها ، أما زوجك : فعدم تفهم هذه الحقيقة في المعاملة معه ، وعدم احتمال ماعنده من العيب والنقص : يؤدي إلى مفاسد جمة ، ولذلك حذر النبي صلى الله عليه وسلم من أن يتحول النظر إلى عيب الزوجة ، ورؤية تقصيرها سببا في تنغيص الحياة الزوجية ، أو إلقاء البغضاء بينهما :
روى مسلم في صحيحه (1469) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ ) .
أختنا الكريمة : نحن على ثقة من أنك سوف تجدين من الصفات الحسنة ، والعوامل الإيجابية في زوجك وبيتك وأسرتك : ما يدفعك لتحمل هذا العيب ، الذي نعترف معك أنه عيب ؛ لكن بالإمكان التعايش معه ، واحتماله ، ومحاولة علاجه بحسن السلوك ، والحكمة .
إن بإمكانك أن تقدمي ما يطلبه – على قدر ما تستطيعين – على أعمالك الأخرى .
وبإمكانك أن تعتذري له إذا تأخرت ، حتى ولو كنت معذورة ، والأمر فوق طاقتك ، فإن اعتذارك له ، وتطييب خاطره بالقول : لن يكلفك شيئا ، وسوف تربحين منه كثيرا ، إن شاء الله.
نسأل الله أن يصلح لك زوجك ، ويصلحك له ، وأن يجمع بينكما في خير .
والله أعلم
[/frame]