فإن الذي يتولى امتحاننا في القبر _وفتنة القبر حق_، الملائكة، ملكان يبعثهما الله جل وعلا لهذا الأمر، أسند الله _جل وعلا_ إليهما هذا الأمر، (إن هذه الأمة تفتتن في قبورهـــــــــا) فيسأل الإنسان في قبره، والإنسان يترك في قبره، وتحل عنه أربطة الكفن، ثم يوضع عليه اللبن إن كان لحدا، ثم يحث التراب على القبر، ثم يخلى بينه وبين عمله، فأول مــــــــايفتح عينيه _وقد رُد له بعض روحه_، على هــــــــــــــذين الملكين يسألانه، فـــــــــــــالإنسان على الأقل في أوقـــــــــــــات خلواته يتذكر تلك الأسئلة فيقولها بـــــــــــــــــإيمان ويقــــــــــين كأنه يُسئل الساعة.
لعل الله _جل وعلا_ يدخر له هذه الإجـــــــــــــــابة.
وينبغي للعاقــــــــــــل أن يدخر له أعمالا صالحة عند الله، يرجوا بها أن يؤتيـــــــــــــه الله _جل وعلا_ الثبات في تلك اللحظات.
ولن يثبته أحــــــــــــد إلا الله {يثبت الله اللذين ءامنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة} فكما أن زمزم مــــــــــــــاء يشرب، يقول _عليه الصلاة والسلام_: {لماشرب له} فكذلك ينبغي للإنسان في بعض أعمــــــــــــــاله أن يصنع الصنيع ويقول : "اللهــــــــــــم إني أدخره ليوم كذا "،
يصنع الصنيع من العمــــــــــــــل الصالح،
ويقــــــــــول: "اللهم إني أدخره لتلك الساعـــــــــــة لتلك اللحظــــــــــــة".
وأعظــــــــــم مايدخر لتلك اللحظــــة ، أن يقول الإنســــــــــان: شهادة التوحيــــــــــــد خالصة من قلبــــــــه.خاصة إذا كان في مكان خلوة، فيقولهـــــــــــــــــا مرددا يريــــــــــــــدماعندالله _تبارك وتعالى_.
الشيخ صالح المغامسي
شكرا لكم ولتواجدكم هنا ..