تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » قصص قصيرة جداً صقل المواهب ؟؟

قصص قصيرة جداً صقل المواهب ؟؟ 2024.

  • بواسطة

قصص قصيرة جداً .. صقل المواهب .. ؟؟

صقل المواهب
فرح بقصيدته البكر، وضعها في جيبه واتجه نحو مبنى الصحيفة المشهورة الواقع بالقرب من منزله.. استقبله حارس البناية، وسأله عما يريد؟
– لدي قصيدة أحب أن أنشرها في جريدتكم الرائعة.
– هل يمكنني رؤيتها لطفا؟
– نعم بكل تأكيد.
أخذ القصيدة.. قرأها.. ثم قال له:
– ما رأيك بحذف هذا المقطع؟
– كما تحب، وشطب عليه.
– حسناً اصعد إلى الطابق الأول، واسأل الموظف هناك.
رحب به موظف الاستعلامات، ونصحه بتغيير البيتين الأخيرين منها.. تلاه موظف الكومبيوتر، المدقق اللغوي، محرر القسم الثقافي، سكرتير التحرير، ثم مدير التحرير.. وعندما وصل إلى رئيس التحرير كانت القصيدة عبارة عن مجموعة من حروف الجر المبعثرة!!

نقاهة
الكآبة تلفه من كل صوب.. يفكر دائماً كيف أن سخرية القدر أنقذته من حربين طاحنتين، وهي نفسها التي أسقطته من (درج لا يتجاوز ارتفاعه متراً ونصف) ليصاب بالشلل، ويقضي بقية حياته مرمياً فوق السرير..
على غير عادته استيقظ باكراً هذا الصباح ينصت بسرور إلى زقزقة العصافير.. استغربت زوجته من تغير مزاجه الكئيب.. جاءته بالفطور، تناوله بفرح وبهجة.. قالت له:
– لقد ملأت المنزل بالسعادة بهذه الابتسامة الجميلة
– لا أدري لما غمرني صوت العصافير بالحيوية والنشوة هذا الصباح
– ستكون أيامك كلها حلوة بعون الله..
خرجت لتكمل أعمالها البيتية.. انقطع صوت الزقزقة فجأة..
ناداها: لم أعد أسمع العصافير؟
أجابته بابتسامة خجلى: لم يكن صوت العصافير يا عزيزي.. كان ثقباً في أنبوب الماء عالجته فانطفأت الزقزقة!!

حوار
في المزرعة التي يعمل فيها والواقعة على الطريق العام، كان منهمكاً في ترتيب صناديق الطماطة عندما مر أحدهم وبادره بالتحيّة:
– السلام عليكم
– آسف لا أستطيع!
– أهكذا ترد السلام؟
– أنني أختصر محاورة تعاد عليّ عشرات المرّات! سأقول لك:
– وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
– كيف الصحة والأحوال؟
– الحمد لله
– وكيف يسير عملك في المزرعة؟
– على خير ما يرام
– يظهر أن الطماطة وفيرة هذا الموسم؟
– نعم
– أريد أن تعطيني قليلاً من الطماطة!
– آسف لا أستطيع!!

غنى
قضى جلّ حياته يعمل عتالاً.. الخبز الأبيض واللحوم كانت صعبة المنال وتشبه حلماً لا يزور عائلته إلا في الأعياد.. ظلت لعنة الفقر تطارده حتى كبر أولاده وبدءوا يساعدونه في العمل.. وأخيراً استطاعوا وبمشقة كبيرة من إنشاء معمل صغير لطحن الحبوب.. الآن يستطيع هو وأولاده وأحفاده تناول كل ما تشتهي أنفسهم، البسمة والرضا بهذه النعمة- التي حلت عليهم فجأة- تملأ وجوههم على الرغم من عملهم الشاق.. لكن مرضه المتكرر كان كالغيمة السوداء التي تغطي سماء فرحهم الطارئ.. نصحه الطبيب في آخر زيارة: (الدواء وحده لن يفيدك، يجب أن تأكل خبز الشعير والخضروات فقط).. تنهد وقال:
– يبدو أني لا استطيع التخلي عن طعامي المفضل أبداً!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.