يحكى أن مجموعة من الفراخ كانت تعيش في مزرعة وكان لها بيت جميل تعتني بتنظيفه
والمحافظة عليه وتحرص ألا يدخل المزرعة أي غريب. ولكن أحد الخراف عرف
طريق المزرعة فكان كل يوم يركب جراراً ويتجه به إلى المزرعة
كانت الفراخ تخاف جداً من صوت الجرار، وكان الخروف سعيداً بذلك،
فقد كانت الفراخ تهرب من أمامه فيتجه هو إلى بيتها ويأخذ البيض
ويرجع فرحاً بهذه الغنيمة السهلة.
أحست الفراخ بالغضب من هذا الخروف وعقدت اجتماعاً طارئاً، وقررت
أن تواجه الخروف بكل قوة وحزم. وأول شيء فعلته أنها قامت
ببناء بيت مرتفع كي تراقب منه الطريق الذي يأتي منه الخروف.
ولم تنتظر الفراخ طويلاً فقد جاء الخروف كالعادة وهو يركب الجرار
وتقدم نحو المزرعة بكل ثقة، وهنا صاح الفرخ الذي في بيت المراقبة
وطلب من أصحابه الاستعداد للهجوم، وفعلاً استعدت الفراخ.
فما كاد الخروف يوقف الجرار وينزل منه لأخذ البيض حتى انقضت
عليه الفراخ مجتمعة بكل قوة وشجاعة، وأخذت تنقره في وجهه
وعينيه وأذنيه ورجليه. خاف الخروف كثيراً من هذا الهجوم المباغت
وقرر ألا يعود إلى المزرعة مرة ثانية.
أما الفراخ فقد فرحت بهذا الانجاز الذي حققته، وعرفت أن في الاتحاد قوة،
وأنها مهما كانت صغيرة وضعيفة إلا أنها قادرة على الدفاع عن حقها إذا اتحدت معاً.