الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
إخواني وأحبتي: إن العبادة هي طريق الإنسان في الأرض وسبب لخِلقه؛ قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ﴾[الذاريات:56] وهي غذاء للروح ومصدر للسعادة وأساس للعزة، وقد خالف بعض الناس بتحويل عبادتهم إلى عادة وذلك بممارستها بصورة ثابتة ومتكررة، ولكن خلت من لذتها وخشوعها، فأصبحت صنعة بلا روح، وهيئة دون مضمون، فنجد مثلاً: أن الكثير يؤدي الصلاة في جماعة، ويواظب عليها، ولكن خلت صلاته من الخشوع، ولم يتعلق قلبه بها، فإن تأخر عنها أو فاتته ركعة منها لا يشعر بالضيق أو الألم، وقد تجد بعضهم شارد الذهن، لا يدرك كم صلى ولا ماذا صلى!
أحبتي إن مقياس وضابط تحول الصلاة إلى عادة هو مقدار الإحساس بالخشوع واللذة فيها، فإن كانت الصلاة حركات وأقوالاً مجردة لا تحرك في الوجدان ساكناً سواء بالتأخر عنها، أو بما فيها من أقوال وأذكار؛ فهي إذاً عادة، ألا ترى يا أخي كيف كان ينظر الرسول -صلى الله عليه وسلم- إليها فقد صح عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يقول لبلال -رضي الله عنه-: «يَا بِلَالُ أَقِمْ الصَّلَاةَ أَرِحْنَا بِهَا»[رواه أبو داود:4985، وصححه الألباني في صحيح الجامع:7892]
يعالج لنا هذا الموضوع فضيلة الشيخ :
صالح بن غانم السدلان
في درس بعنوان : عندما تتحول العبادة إلى عادة
لمتابعة الدرس مباشرة : العنوان هنا