هل الوعي العام لدي العرب والمسلمين تطور بحيث يكون رمضان للصحة وليس
للأمراض ؟
عندما تكون صائماً فإن الجسم لا يقوم بعمليات هضم. وفي الوقت نفسه يستطيع الجسم التخلص من الخلايا الميتة، والسموم. وهذا يحدث في يوم واحد، مثلاً في عطلة نهاية الأسبوع وعند عودتك للمنزل تنشغل في نظافة المنزل اليوم بكامله. لقد كنت مشغولاً خلال أيام الأسبوع ولم تستطيع تنظيف المنزل. عندما لا يوجد في الجسم ما يهضمه، ولم تأكل أي شئ، يبدأ الجسم في عمل تنظيف ذاتي. وهي عملية تبدأ عفوياَ ويبدأ الجسم في التخلص من كل ما لا يحتاجه، وهو مثل العبء. أن الصيام منهج للتنقية- من آن إلى آخر فإن الصيام جميل-لا تفعل أي شئ، . تناول الكثير من السوائل كلما كان ذلك ممكنا واستريح، وسوف يُنظف الجسم.
فرض الله على أمة الإسلام الصيام لشهر كامل، وختم أية الصيام بقوله تعالي " لعلكم تتقون" والتقوي أي أن تجعل بينك وبين ما تخشاه وقاية من مرض أوذنوب، أو النار أوغضب الجبار…الخ. ولذلك يشبه النبي الكريم صلي الله عليه وسلم بالجُنَّة التي يحتمي بها المقاتل " الصيام جنه وهو حصن من حصون المؤمن وكل عمل يجزى العبد به إلا الصيام يقول الله –تعالى (الصيام لي وأنا أجزي به)".
بعد الصيام الحقيقي الذي ينقي جسمك سوف تشعر انك إنسان جديد، وأصغر سنا، وأنظف، وأخف وزناً، وأسعد حالاً، وسيؤدي الجسم وظائفه بشكل أفضل لأنه تخلص من أعبائه. ويكون الصيام مفيداً إذا كنت تأكل بالأسلوب الخاطئ. وأن لم تكن تأكل بأسلوب خطأ فأن الصيام يمنحك الطاقة الكونية نتيجة لقربك من ألله. الاحتياج للصيام يكون عندما تتصرف بشكل خاطئ مع الجسم. ونحن جميعاً نأكل بأسلوب خاطئ.
وتذكر دائماً أن امتناعك عن الطعام في خدمة الاستمتاع، لدرجة أنك تستطيع أن تأكل جيداً مرة أخرى. والغرض من الصيام في حالة الطعام هو(الامتناع عنه) هو وسيلة وليس نهاية، وسوف يحدث ذلك نادراً، بين الحين والحين. وإذا كنت تدرك تمام الإدراك إنك عندما تأكل وتستمتع بالطعام، لا يمكن أن تأكل كثيراً". أن تأكيدي على الإدراك والوعي وليس على التنظيم الغذائي. كل جيداً. واستمتع بالطعام، وتذكر، القاعدة هي: إذا لم تستمتع بطعامك سوف تأكل أكثر للتعويض. إذا استمتعت بطعامك فسوف تأكل أقل، ولن يكون هناك حاجة للتعويض. وإذا تناولت طعامك ببطء وتذوقت كل قضمة منه، ومضغته جيداً فأنت قد ذبت فيه. وتناول الطعام يجب أن يكون تأملاً. أنا لست ضد المذاق لأنني لست ضد الحواس، لتكون حساساً هو أن تكون ذكياً، ولتكون حساساً لتكون حياً.
الدكتور يوسف البدر
هذا واسأل الله لي ولكم دوام نعمة الصحة والعافية
مع تمنياتي بحلول شهر رمضان مبارك على الجميع
تقبلي مروري